بسم الله الرحمن الرحيم
والدة طفلة شهيدة تصر على شراء ملابس العيد لها
لم يختلف عيد الفطر في هذا العام عن غيره من الأعياد السابقة التي مرت على الفلسطينيين خلال انتفاضتهم، إلا انه في هذه المرة يحمل مزيدا من الحزن والألم على سقوط أعداد متزايدة من الشهداء والزج بالآلاف في سجون الاحتلال الإسرائيلي وبتكثيف الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين والأبرياء وإبعاد العديد منهم عن بيوتهم وأسرهم.
فقد أصرت والدة الشهيدة الطفلة مرام النحلة (11 عاما) على شراء ملابس العيد لها ككل عام، وأسوة بإخوانها، رغم أنها تعلم أن ابنتها بعيدة عنها ولن ترتدي تلك الملابس بل ستبقى موضوعة على سريرها بجانب كتبها ودفاترها.
مرام طفلة كعشرات الأطفال الذين حرمهم الاحتلال حق الحياة والفرح بالعيد، قتلها قناص حاقد برصاصة هشمت وجهها البريء وهي تقف على باب منزلها وتحتمي بوالدتها قبل شهرين في مدينة نابلس.
تقول والدتها وصوتها ممزوج بالحزن والبكاء: «مهما تكلمت فلن أستطيع أن اعبر عن الألم الذي أصابنا لفقدانها، فهي صغيرتي وحبيبتي وكانت من أحب أولادي إلى قلبي، فهي هادئة ومؤدبة ومجتهدة، وتداوم على الصلاة وقراءة القرآن».
عائلة الشهيدين
وضع والدة مرام النحلة قد لا يقل عما فعله الاحتلال بعائلة أبو زنط من البلدة القديمة بنابلس، فقد قتل جنودها خلال سبعة أشهر فقط أثنين من أبناء تلك العائلة وتركها في حالة صعبة للغاية، يضاف إليها الوضع المادي السيئ الذي تمر به جراء عدم قدرة الأب على العمل لحالته الصحية المتردية، ووضع الأم الحزينة على فراق ابنيها.
لم نستطع ان نكلم أحداً منهم، وقد احترمنا طلبهم عدم الحديث، لأنه «لا يمكن وصف حالتهم بعشرات التقارير» كما قال لنا محمود جرير الذي يقطن في الطابق العلوي لبيتهم. ويتابع جرير حديثه قائلا «لم تكن هذه الأسرة تستفيق بعد من صدمة استشهاد ابنهم ايمن، حتى كانوا على موعد جديد مع استشهاد شقيقه الأصغر فادي، وكما ترى كيف يعيشون الآن، حالتهم والله تبكي وتقطع القلوب».
أبناؤه الخمسة في السجن
وإذا كان الاحتلال قتل الشقيقين أيمن وفادي أبو زنط، وحرم عائلتهما منهما، فإنه قد اعتقل جميع أبناء الشيخ سعيد بلال (72 عاما) وزج بهم خلف القضبان، وترك والدهما العجوز يصارع المرض وشظف الحياة وحيدا.
يقول الشيخ إنه لا يعرف طعما للعيد منذ سنوات ماضية، فقد كان ملاحقا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل ومنع من السفر وأقيمت عليه الإقامة الجبرية في بيته، وزاد الوضع سوءا اعتقال أبنائه بالتتابع، والحكم عليهم بسنوات طويلة.
ويشير الشيخ إلى انه ممنوع شخصيا من زيارة أبنائه، كما أن حراس السجن يضعون العراقيل في وجه أمهم خلال توجهها للزيارة، ولا يراعون سنها أو وضعها الصحي الصعب.
نسأل الله أن ينصر إخواننا في فلسطين والعراق وفي الشيشان وفي كل مكان
مواقع النشر