تفكر في خلقك ولا تأمن سر الجزاء
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم_وهو الصادق المصدوق_قال))أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة،ثم يكون علقة مثله ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروحنويؤمر بأربع كلمات:يكتب رزقه،وأجله،وعمله،وشقي أم سعيد،فو الله الذي لا إله إلا غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة،حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ،فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار،وأن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى يكون بينه وبينها ذراع،فيسبق عليه الكتاب،فيعمل بعمل أهل الجنة)).(رواه البخاري)
الفوائد:
فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف القضاء والقدر فمنهم من عرفهما مجتمعين، وجعلهما شيئاً واحداً، ومنهم من عرف القضاء تعريفاً مغايراً للقدر فقالوا:
القدر: هو علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل.
والقضاء: هو إيجاد الله للأشياء حسب علمه وإرادته.
التصديق والجزم بالقدر الذي هو علم الله بما يكون للعبد من الخير والشر والقوانين والنظم التي وضعها لتسيير هذا الوجود وهو سر من أسرار الله تعالى:اختص سبحانه به نفسه وحجبه عن عقول الخلق فلا يعلمه ملك ولا نبي فسر القدر ينكشف للعباد عند دخولهم الجنة.
أن علم الله السابق لا يرفع عن العبد أن يكون مخيراً وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة،ونهاهم عن الكفر والمعصية فهذا دليل على أن للعبد الخيار والقصد لما يريد وإلا لما كان الأمر والنهي والدليل قوله تعالى:((ونفس وما سواها.فألهمها فجورها وتقواها))
إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنية للعبد ولا يطلع عليها الناس،وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفيه تغلب عليه،وآخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة وهذا يوضح رواية ثانية للحديث:((أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس..وأن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة (متفق عليه). [/SIZE]
مواقع النشر