[align=center][/align]
[align=center]تبدأ الحياة بصرخة طفل، بقطرات متناثرة تنزل من سماء زرقاء بدموع تسقط من عيون طفل.. لا ندري من يولد أولا ؟ هل الصرخة ؟ هل الدمعة ؟ هل الطفل ؟
نولد فلا ندري كم سنعيش أم لما ولدنا أم لأي الكائنات الحية ننتمي؟
تولد الصرخة فينا... و لكن كلما كبرنا، تضاءلت أصواتنا. و صرنا نتلعثم في قول الحقيقة ونثرثر في صياغة الزور...نغضب إذا مسنا الضر ولا نكترث إذا ظلم الغير!
يقولون: لو كانت الحياة سهلة لما ولدنا من بطون أمهاتنا نبكي. هل هناك حقا ما نبكي من أجله في هذه الدنيا ؟ فكل شيء فانٍ... لعلّ دموعنا تغدو طهارة النفس اللوامة تغسلها من دناسة الآثام!
بعد تسعة أشهر أو أقل من السبات في عتمة غشاء يحتوينا و حبل سري يغذينا و أطراف جسمنا تكاد تكتمل في نموها..نفاجئ بإحدى الدّايات أو الطبيبات تجرّنا بأقصى قوتها نحو هذا الوجود الذي سيحدد هويتنا دون أن تستشيرنا فيما إذا كانت لدينا رغبة في ولوج هذا العالم الغامض الذي سنخوض في اكتشافه بعد دقائق..
تخرج أرجلنا أولاً ثم البدن ثم الرأس.. فإذا ما سمعت الأم بكاء طفلها بكت معه من التأثر أو من سعادتها الفائقة بنجاتهما من هذه التجربة المريعة و الرائعة على حد سواء..
الكل مبتهج و مسرور بزيادة فرد حديث وسط هذا التجمع البسيط..فلحظة الولادة تنسّينا أحياناً آلامنا و همومنا الهامشية. فالمولود الجديد يعني للبعض زيادة في المصاريف... أو زيادة في متاعب الدنيا ومشاكلها.لكن بالنسبة لأب و أم حنونين هو كائن صغير قد تجزأ منهما يجسد أحلامهما و طموحاتهما...
أتدرين يا أخت المسلمة ما أروع أن يكون أمامك طفل..كائن بشري يمثل أصفى و أنقى معاني البراءة و العفوية.
هذا الطفل كقنينة فارغة و مفتوحة... فالذي يحصل عليها يمكن أن يملأها بما اشتهى و طاب له من شراب أو غداء..فتربية الطفل كذلك تخضع لخيارات و توجهات المجتمع الذي وجد فيه.
الإنسان مهما يكن ابن بيئته. يولد على الفطرة و أهله ينصرانه أو يهودانه. إن نشأ الطفل على دين الإسلام كما هو الحال في الغالب والحمد لله في كثير من الأوساط ، فهل أمه و أبوه أو غيرهما قدوة حسنة قد يتأسى بتقليدها ؟ هل سيعلمونه المشي على خطى النبي الكريم كما تعلم من قبل المشي على قدميه؟ هل سيجد من يأخذ بيديه إلى الهداية والموعظة؟ أم سيتبع أهله فيما كانوا فيه من غفلة ومعاص و ضلال؟
نحن أطفال مهما كبرنا...مهما قل أو جل شأننا...الفرق البسيط أن الطفل يبكي من خدش صغير مس بشرته، و الكبير يبكي حين يحس أن أبواب الدنيا بدأت تغلق في وجهه..نصرخ أو نرغب في الصراخ الآن لعل أحدنا ينقدنا من أوحال الهموم والكرب بعد أن كنا نصرخ صغاراً دون أي سبب..
الحياة رحمة و الذرية الصالحة رحمة و الحبل الذي يصل بينهما وهو الأهل أرحم و أعظم فضلا.. اللهم اجعلنا و إياهم تابعين لمن جاء رحمة للعالمين ليتمم مكارم الأخلاق، الهادي المصطفى عليه الصلاة و السلام من كان خلقه القرآن الكريم و قال بلسانه الذي لا ينطق عن الهوى: (خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي).[/align]
[align=center]بقلم حبيبة عبد الله[/align]
[align=center]غير منقوووووووووووووووووول[/align]
مواقع النشر