[siمن الغرب :
ترى، أين كانوا آنذاك ؟!!!
سيل من الاعتراضات والانتقادات أجده في كل مكـان ، على شاشات التلفاز ، و في المنتديات ، و الصحف ، حتى أنني بت أسأل نفسي : ترى لماذا كل هذا الهيجان و الغضب لانشار المسلسلات التركية ؟ أعرف أنكم جميعا ستجيبونني : ما هذا الغباء ؟ بالطبع يجب أن نهيج و نغضب ، لأن هذه المسلسلات الهابطة تنشر فكرا يناقض ديننا الحنيف ، و ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا .
و أعود و أسأل : أليست الأفلام و المسلسلات الأميريكة التي اجتاحت مجتمعاتنا لعقود طويلة و لا زالت ، بل و أصبح لها الآن قنوات خاصة متخصصة في عرض الأفلام و البرامج و المسلسلات الأميريكية ( و هي غنية عن الذكر أشد خطرا على الأمة الإسلامية من مسلسلات الأتراك .
يكفي أن تشاهد فيلما أميركيا واحدا لتعلم مدى تأثير السم الذي يبثه إلينا الإعلام العربي الإسلامي بعرضه هذه الأفلام . فأفلامهم و برامجهم ملأى بمشاهد العهر و العرى و الشذوذ الجنسي ، و الحديث عن العلاقة الخاصة بين الرجل و المرأة بكل انفتاح . و سأكتفي بمثال واحد فحسب لأثبت كلامي ، و و الله أنا شاهدت هذه الفقرة بالصدفة و أن أقلب القنوات ، و لم أتعمد ذلك :
تسأل عشيقة البطل البطل ، قائلة : هل ضاجعت فلانة ؟
و صدقوني والله ، هذا مثال جد بسيط مما يبثه الإعلام العربي من السم الزعاف الأميريكـي . فانظروا إلى وقاحتهم ، و خلاعتهم منقطعة النظير ، يسأل أحدهم الآخر عن العلاقة الخاصة ، كما يسأل أحدنا أخاه : هل أفطرت اليوم أم لا ؟هذا بالإضافة لاسخدامهم الألفاظ النابية ، و العلاقات المشبوهة بين الشاب و الفتاة قبل الزواج .. إلخ
و ا نطلا قا من هذه النقطة ، أوجه سؤالا إلى .... لا أدري إلى من ، أو لنقل إلى كل من يهمه الأمر ، و سؤالي هو :
أين كانت الأمة الإسلامية من أربعة أو خمسة عقود ( على الأقل ) حينما بدأ نشر مثل هذه الخزعبلات و الفضائح ؟ أين الإعلاميون و المسؤولون ؟ أين أصحاب الضمائر الحية ؟ أين الذين يوجهون سهامهم الآن تجاه المسلسلات التركية ؟ أين من يزعمون أن قنواتهم الفضائية تنتمي إلى بلدة إسلامية ، و أنهم يعرضون فيها ما يناسب مقتضيات العصر ؟!!! و الأهم من كل هذا ، أين المسلمون ؟ بالله عليكم أخبروني أين هم ؟ أين هم ؟ فأنا لم ألقاهم من زمن ؟!! أين هم من احتلال العراق ، ثم لبنان ( من سنتين ) ، و الآن حصار غزة ؟؟ أين هم ؟ بالله عليكم من يعثر على المسلمين ، أستحلفه بالله أن يعلمني ، فأنا أرغب بالانضام إليهم !!
و إذا وجدتموهم فقولوا لهم ...قولوا لهم ألا يتأخروا !! قولوا لهم ألا يتأخروا كما فعلوا عندما نشرت الرسوم المهينة للرسول صلى الله عليه و سلم ، و لم يتحرك أحد إلا بعد مضي أربعة أشهر !! و كما فعلوا من الأفلام الأجنبية كما رويت آنفا .
و يظل السؤال ، ترى هل ينوي المسلمون ارتكاب الجرم ذاته مع أهل غزة ؟!! قولوا لهم بالله عليكم ألا يفعلوا ذلك !!!ستسألولونني لماذا ؟ سأقول لكم ببساطة شديد ، و بكلمة واحدة : لأنهم مسلمين ....و ياليتنا ، ثم ياليتنا نعرف معنى و قيمة هذه الكلمة . صدقوني ، لو أننا عرفنا معناها فيما ما مضى ، ما كان حالنا هكذا اليوم !!!
[/font][/size]
مواقع النشر