يوميات حاج ياباني
ترجمة : سارة تاكاهاشيي
( 1 )
نشر تناكا إيبيه ( الحاج نور محمد ) ثاني مسلم ياباني يؤدي فريضة الحج هذا المقال في نوفمبر سنة 1933م ، في مجلة سكاي تشي شي كي اليابانية ( المعارف العالمية ) العدد الخامس .
وكان سفره لأداء فريضة الحج في أعقاب زلزال طوكيو 1923م ، كما يشير هو نفسه في هذا المقال ن الذي نشره بعد عشر سنوات من أدائه لفريضة الحج ، ليحث المسلمين اليابانيين على أداء هذه الفريضة .
ولقد رأينا نشر هذا المقال لما فيه من العبر والمعاناة التي كان يعانيها الحجاج بتلك الأيام ، ولكي نعرف مدى فضل الله علينا في هذه الأيام بما يسره من سبل الراحة لأداء تلك الفريضة ، فجزى الله خيرا كل من عمل وأعان على راحة الحجيج في كل عام .
الحج إلى مكة ركن من أركان الإسلام ، وفي اليابان يوجد أعمال شبيهة بالحج ، لكن لا مقارنة لها بالحج في الإسلام .
الحج في الإسلام يكون بالسفر إلى مكة ، ذلك المكان المقدس ، الذي ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنه انبعث نور الإسلام ، مكة المكرمة التي لا يمكن لغير المسلم أن يدخلها ، فهو حرمٌ مقدس ، كما لا يمكن لغير المسلم أن يذهب إليه للسياحة أو ما شابه ذلك .
لقد أديت فريضة الحج بعد حدوث زلزال طوكيو الرهيب ، وكنت أحلم ليل نهار بأداء فريضة الحج ، وقد مر على أدائي لهذه الفريضة عشر سنوات ، وللأسف لم يذهب أحد لأداء الحج من بعدي ، ولهذا أشعر بضرورة الكتابة عن هذه الشعيرة .
الرحيل ( السنة الثانية عشر من تقويم تايشو – 11 / ديسمبر / 1923 م )
كان سفري من طوكيو إلى منشوريا ، حيث زرت المنطقة وعدة مدن في الصين ، واستغرق ذلك ستة أشهر ، وهناك التقيت بأمراء الحج ، وعددهم خمسة عشر أميرا ، ومن هذا المكان رحلت معهم ، وفي هونغ كونغ حيث يوجد المكتب البريطاني ، كان علينا أن نقوم بالتطعيم ضد الأمراض والأوبئة ، وكان هذا أمرا ضروريا للسفر ، بعد ذلك سافرنا إلى سنغافورة ، ومنها إلى جاوة ، كان معنا عشرون مسلما صينيا ، قدموا من مقاطعة " أون نان شي سين " الصينية ، وكنا جميعا في إنتظار السفينة التي ستحملنا إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج .
وكنا جميعا ندعو الله ليوفقنا لأداء هذا الفرض ، ونأمل أن نؤديه في أمن وسلام ، ولهذا كنا ننتظر السفينة دون شكوى ، ودون ملل ، وشعرنا بالإخوة فيما بيننا ، وبأن أواصر صداقة قوية ربطت بيننا .
مواقع النشر