بسم الله الرحمن الرحيم
إن كثيرات ما زلن يبحثن عن السعادة ..ينقبن عنها..ولم يجدنها!..
كثيرات يظنين السعادة في تقليب القنوات ومتابعة آخر الموضات..
كثيرات يظنين السعادة ..في أن تملك الكثير من المال..وتكون غاية في الحسن والجمال..
كثيرات يظنين السعادة في وضع اللثام على الوجه..وإظهار المفاتن للرجال..
كثيرات يظنين السعادة في الجلسات التافههة مع الصديقات..ليكون الحديث عن الفنانات والمغنيات..
أو في غيبة فلانة وفلان..
كثيرات ظنوا ذلك..ولم تنتبه أنها تطارد سرابا إلا بعد أن ضاع أكثر عمرها..
لم تنتبه لذلك إلا بعد أن اكتوت بنار المعيشة الضنك..لأنها أعرضت عن منهج الله..
والله عز وجل توعد وقال ((ومن أعرض عن ذكر فإن له معيشة ضنكا))..
إذا أين توجد السعادة والحياة الطيبة..
((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))..
إن الله عز وجل وعدها بالحياة الطيبة..ومن أوفى بعهده من الله..
إن السعادة أخية في انهمار الدموع..في جوف الليل من خشية الله..
إنها في أن تجري الدموع على الخدين ..عند قراءة كتاب الله..
إنها في شغل الوقت بطاعة الله وذكره..
كم من الإخوة والأخوات يعانون من "الطفش".."أنا طفشان".."أنا طفشانة"..
إن هذا المرض يعاني منه في الغالب من قطع الصلة بينه وبين الله تعالى..
إننا نجد في الغالب من تشتكي منه تلك الفتاة الهائمة على وجهها..الفرحة بشبابها..المتسكعة مع صويحباتها..المتناسية لآخرتها..وأن وراءها جنة ونارا..إنها تغني للدنيا أعذب الألحان..
وبعد فترة من عبثها وفجأة وإذا بها تعاني وتشتكي "أنا طفشانة"..
كم بدلت في صديقاتها..كم بدلت في أشرطتها وأفلامها..كم بدلت في مجلاتها..كم بدلت في لباسها ولبست على أحدث الموضات..وقصت شعرها على أجمل وأحدث التسريحات..أهلها أو زوجها وفروا لها كل ما تريد..
تطلب بإشارة من أصبعها ومع ذلك كله..تجدها تكاد تنفجر وتقول "أنا طفشششششششششانة"..
كم سافرت وذهبت وأتت..ومع ذلك فهي ما زالت طفشانة..
((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى))..إنها ابتعدت عن هدى الله وطريقه ..
ابتعدت عن طريق الطمأنينة..
((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))..فحل بها ماحل..
تناست أن وراءها حسابا وجنة ونارا..لطالما غرها طول الأمل..فسوفت في التوبةوإحسان العمل..
تظن المسكينة أنها في مأمن من الموت..وما علمت بأن فلانة أصغر منها سنا..وأعظم منها صحة وحيوية..ومع ذلك ماتت فجأة..وفلانة أكثر منها جمالا..وأعظم حسنا ودلالا..
ومع ذلك جاءها الموت بغتة..
لعلها اغترت بجمالها..أو اغترت بصحتها..ورشاقة جسمها..وما علمت أن القبر سيأكل ذلك كله..
أحد الإخوة وقف على قبر من القبور ..قد أعد لدفن ميت..فرأى بين التراب خصلة من شعر امرأة ماتت منذ زمن..يا ترى كم اعتنت هذه بذلك الشعر..كم صففته ومشطته..كم من المرات قصته وسرحته..كم تباهت به بين صويحباتها..وتفاخرت به على قريناتها..كم كانت تعتني به..وتراه سرا من أسرار جمالها..
ولكن مرت عليه يد المنون..فأودع ذلك الشعر الجميل مع جسده الغض في حفرة صغيرة ليختلط بالتراب بعد أن كانت تنزهه في حياتها عن ذلك..
وهذا هو المصير..
فلنعد العدة فلربما اغبرت شعورنا بتراب القبر قريبا..وما يدرينا..
رد مع اقتباس
مواقع النشر