بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين، وبعد
اخواتي في الله انتشر في مجالس النساء عادة ذميمة وزادة في الإنتشار لعدم الحرص أو الخوف من الله
وهي كبيرة من كبائر الذنوب ولقد جاء وصفها في كتاب الله بأبشع الصفات
قال تعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخية ميتا فكرهتموه )
ولعظم أمرها فقد جاء الوعيد الشديد في حق مرتكبها قال صلى الله عليه وسلم :
( لما عرج بي إللى السماء مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم ، فقلت
من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ).
ولعلك أختي القارئه عرفتي ما هي هذه العاده الذميمه << إنها الغيبة >>
وهي بضاعة وسلعة رخيصة لا يسعى لها ولا يحافظ عليها إلا ضعفاء الإيمان وهي في الوقت نفسه تجارة
خاسره للمغتاب حيث يخسر كثيرا من حسناته ويكسب كثيرا من الذنوب والسيئات .
وبعض الناس وللأسف الشديد لا تراه دائما إلا منتقدا وينسى صفات الاخرين الحسنة ويركز على أخطائهم
وعيوبهم فقط فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى .
إن هذا الأمر على خطورتة في الدنيا ة الاخرة لم يأبه به كثيرا من الناس وتهاونو به تهاونا عظيما ، بل اعتبروه
فاكهة جالسهم ، فأنكلا تكاد تجلس في مجلس إلا وهذا الوباء موجود فيه . وسبب انتشاره هو عدم إدراك
وخطورتة فانظرـ يارعاك الله ـ إلى هذه النصوص الكريمة ليتبين لك شناعة الغيبة وخطورتها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يارسول الله , حسبك من صفية أنها قصيرة , فقال
صلى الله علية وسلم : ( لقد قلت كلمة او مزجت بماء البحر لمزجته ).
أختي الكريمة : إن الغيبة هي أن تذكر اخاك بما يكرهه . إن حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس,
ولكنه محص عليك ’ وأنت موقوف يوم القيامة حتى يقتص منك فيؤخذ لمن اغتبتهم من حسناتك فأن فنيت
حسناتك يؤخذ من سيئاتهم فحطت عليك , وياله من موقف أن تفجع في ذالك اليوم العظيم بمثل هذا وأنت أحوج
ماتكون للحسنة الواحدة . واعلم أن المغتاب لو لم يجد أذنا صاغية لما اغتاب واسترسل في الحديث , فأنت
بأستماعك الحديث وعدم إنكارك علية تكون مشجعا على المعصية
وأخيرا : فأن الغيبة كما تبين أمرها خطير والأحتراز منها صعب جدا إلا لمن وفقه الله وأعانة على ذالك وجاهد
نفسة في الاحتراز منها . ( لذا ينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه على تجنبها )
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
مواقع النشر