قصهـ منقوله من كتاب قصص مؤثرة للنساء
رسالة أعادتها إلى صوابها
أسوق لكم هذه القصة على لان صاحبتها ودموع الحسرة والألم تعتصر قلبها الطاهر،فأوصتني أن أقدمها في أكثر المواقع حتى تكون عبرة وعظة لمن يعتبر.
وأنا بدوري سأقوم بنشرها بناء على طلبها ، وأعتذر لكم لضعف الأسلوب لدي.
تقول صاحبة القصة: أنا فتاة تربيت في بيت علم ودين. فوالدي ووالدتي من كبار الدعاة ، ونشأت على تقوى الله منذ الصغر ، فلم تسمع أذناي معصية ، ولم تشاهد عيناي مايغضب الله ـ وأشهده على ذلك ـ ولم تعرف نفسي المكر . فأنا بطبيعتي أتعامل مع كل البشر بالنية الصافية التي لاتعرف الخداع وأنظر لكل البشر بعين الطيبة.
بحكم نشأتي فقد أخذت من والدي أسلوب الدعوة ، وامتلكت الأسلوب المؤثر واستطاعت كتابتي أن تنفذ إلى القلوب فتحركها، فلي مقالات كثيرة في الدعوة إلى الله.
وكنت بعد إرادة الله السبب في هداية الكثير من الشباب والفتيات ولمست تغيرهم بنفسي ، كان والديَّ يتابعان كل ماأكتب وسعداء بذلك والكل يتوقع لي مستقبلاً مشرقاً في الدعوة إلى الله.
قمت بالدخول لمواقع مشبوهة وقد جنيت التغير في هذه المواقع وأصبحت تسير على خط الالتزام . بعد ذلك دخلت إلى غرف البالتوك وأصبحت أدعو للإسلام.
وفي أحد المواقع التي أدعو بها كان هناك عضو عرف بالتدين ـ والله أعلم ـ وهذا ظهر لي من خلال كتاباته فكان يراقب كل ماأكتب ويثني عليه بطريقة لم أعهدها من أي عضو.
وفي أحد الأيام فتحت الموقع كعادتي ، ووجدت رسالة خاصة ففتحتها ، فإذا هي من ذلك العضو فانقبض قلبي بشكل غريب ، وعندما قرأتها وجدت أن فيها ملفاً يحوي مقالات لكبار المشائخ فدعوت الله له بظهر الغيب ولم أرد عليه.
ولكن تكررت رسائله بشكل يومي ، فمرة يسأل سؤالاً في الدين ..
وهكذا إلى أن أصبح يسألني عن حالي ، وكان كلام ذلك الرجل بل (الشيطان) مؤثراً للغاية ، فأصبحت لاأخفيكم أني أتلهف لقراءة رسائله ، وأصبحنا نتبادل الرسائل الخاصة التي لم يظهر بها إلا الكلام الذي يحمل طابعاً دينياً ، وأنه ملتزم .
مرت سنتان ونحن على هذه الحالة وأصبحت أقول في نفسي لو تقدم لخطبتي سأوافق عليه مهما يحدث.
المهم أصبحت حالتي يرثى لها وكل اهتمامي هو والتفكير فيه فعندما يغيب عن الموقع تأتيني حالات بكاء وضيق شديد.
وفي أحد الأيام فاتحني والدي بتقدم أحد الدعاة لي ، وأنه يريد الزواج مني ، فانقبض قلبي وأصبحت أبكي بكاء مريراً ، وقلت لوالدي لو قتلتني لما وافقت عليه ، فتعجب من موقفي والكل في المنزل يلومني وأصبحت لاأطيق أحداً سوى جهازي ورسائل ذلك الشيطان ، وعدت لذلك الشيطان وقلت له إن والدي يريد تزويجي وهو مصر على ذلك.
فقال لي:صدقيني أنا أحس بك وأنا أنظر لك بأنك جوهرتي المكنونة التي لن أتنازل عنها ، فرحت بهذا الكلام . فأصبح يخبرني بكل شيء عنه ويستشيرني في أموره وأنا أعيش في أحلام كاذبه مع ذلك الذئب فقلت له: أنا لاأحب غيرك ولن أتزوج إلا أنت فطلبت منه الزواج.
وكان يرد بحجج واهية ولكن لم يقطع عني الأمل ويقول لي: لاتتركيني أبداً فأنا بدونك جسد بلا روح ومن هذا الكلام المنمق.
عندها زاد الضغط علي من قبل والدي فضيقت الخناق على هذا الذئب وأخيراً رد علي برسالة خاصة قال لي سيسافر في رحلة طويلة ، وعند عودته سنتفق على كل شيء
ونتعرف على بعض أكثر . وهذه الرسالة أعادتني إلى صوابي ، وبأني وقعت في شباك ذئب ماكر مخادع حطم قلبي وهدر كرامتي وذهب.
ومايحز في نفسي ويؤثر بها أنه أنا من طلب منه الزواج ، وأصبحت ألوم نفسي كثيراً فلم أتخيل في يوم من الأيام أن من كان الكل يحلم بها أن تكون زوجة له أصبحت هي من تطلب ذلك. وأنا الآن أعيش بنفسية متعبة ، وحالتي لايعلم بها إلا الله وأسأله سبحانه أن يخرجني مما أعيش فيه من أحزان.
*كتبت قصتي لتكون عظة وعبرة لكل فتاة تعتقد أن النت من الممكن أن تحقق من خلاله أحلامها ، وأقول إن من تعتقد أن زواج النت سينجح فأقول لها إنه فاشل .. فاشل .. فاشل .
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، والبعد ثم البعد عن مخاطبة الرجال عبر الرسائل الخاصة ، أو اللين منم تجاه الرجل أو العكس ، فالمرأة مخلوق ضعيف تتأثر عواطفها بسرعة.
وأسألكم الدعاء لي أن يغفر الله ذنبي ، ويتجاوز عن وزري ، ويرزقني توبة خالصة والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس
مواقع النشر