عفوا زوجي أنها أمي
من المتعارف عليه أن الأساس المنطقي للعلاقة بين الزوج وزوجته، هو أن الزوجة تتبع زوجها وتسيربرفقته في درب الحياة؛ لأنه رفيق عمرها، وشريك حياتها الذي اختارها وفضلها زوجةً له؛ ليكمل معها مشوار الحياة الطويل، ولكن هناك زوجات لايستطعن الانفصال النفسي عن أمهاتهن ، لاسيما في بداية الحياة الزوجية، وما زلن يتعلَّقْنَ بالأمِّ إلى الحد الذي قديُفْشِلُ حياتهن الزوجية؛ لأن هذا يُسَبِّبُ الكثير من المشاكل مع الزوج، بسبب اعتماد الزوجة، ولجوئها إلىالأم في كل قرار، واستشارتها فيكل حركة وسَكَنَة وفعل، وهذا بالطبع قد يغضب الكثير من الأزواج، ممايجعل الحياة مرة، تغص بالمشاكل؛ لأن الزوج يشعر بأن زوجته تفضل والدتها عليه، وتقول له دائمًا،
بلسان الحال أو المقال: أمي أولا!
وفي هذاالتحقيق نحاول أن نركز على تبعية الزوجة لأمها، والأسباب النفسية التي تجعل الابنة لا تستطيع الانفصال عن والدتها، حتى بعد الزواج والارتباط برجل.
أزواج وزوجات !
تقول سارة 32عامًا: لا أُنْكِر أنني في بداية زواجي، وكان عمري 22 عامًا، أي منذعشر سنوات، كنت ألجأ لأميفي كل شيء، بدايةً من نوع الطعام الذي أعده لزوجي، إلى القرارات التي تخص بيتي، مثل اختيار مدارس أولادي،والنادي الذي نتردد عليه،والملابس التي نرتديها، وكل قراراتنا الجوهريةالأخرى !
ولمارأيت أنهذا الأمر أصبح يُنَغِّصُ عليَّ حياتي، حتى وقعنا في مشادَّةٍ كبيرة كانت ستُنْهِي حياتي الزوجية،ولكن تدخل أحد الوسطاء في حل الخلاف، ومن يومها قررت الانفصال عن والدتي، والاكتفاء ببرها وحفظ حقوقهاوزيارتها، دون إدخالها بتعاليمها في حياتي، حتى لا تفسد مرة أخرى!
أما نبيلة 25 عامًا، فتقول : تزوجتُ منذ سنةٍ، وأشعر أن زوجي لا يغضب من تدخل والدتي في حياتنا؛لأن والدته أيضاً تتدخل في حياتنا!
ولكني أخاف أن أقع في مشاكِلَ فيما بعد، بسبب هذاالتدخل من جانب والدتي ووالدته، ولا أعرف: هل أفصل حياتي عنهما، أم أترك الوضع هكذا، حتىيحدث مشكلة، وبعدهاأنفصل بحياتي وبزوجي؟!
ومن جانبه قال محمد راغب- 34 سنة: تزوجت منذ ثلاث سنوات، وحماتي دائمة التدخل في حياتي بشكل كبير منذ فترة الخطوبة ، وتزوجت معتقدًا أن الموضوع سينتهي بعد الزواج، إلا أن زوجتي تُصِرُّ على أخذ رأي والدتها فيكل كبيرة وصغيرة، وهذا الوضع لم أستطع تحمله،حتى تكاثرتخلافاتنا.
أما محمود- 26 عامًا ، فقال: أنا متزوج منذ أربعةأشهر، وقد حدثت مشكلةبيني وبين عائلة زوجتي، بسبب تدخل أم زوجتي في بيتي، بل إنها تأمرنيبأشياء تخص حياتي، ولاأقبلها على الإطلاق!
عفوًا.. إنها أمي!
"كثير من الزوجات يَرْفَعْنَ شعار : "أمي أولًا، وقبل زوجي"! مما يثير غضب الأزواج،ويجعلهم يكرهون أمهات زوجاتهم، بسبب محاولة الزوجة لإقحام أمها في كل قرار يخص أسرتها".
هكذا بدأت د.ناهد شكري المتخصصة في البحوث الاجتماعية في المركز القومي للبحوث،والتي أكدت أن تبعيةالزوجة لوالدتها في كل الأمور، سواء كانت صغيرة أو كبيرة في حياتها الأسرية، تؤدي ولابد إلى مشاكل كبيرة بينها وبين زوجها.
وتضيف.ناهد : والواقع يثبت أن الزوجة في بدء حياتها الزوجية تكون على ارتباط كبير بوالدتها، ولو لم "تفطم" الزوجة نفسها من هذه العلاقة، فلن يكون لها كيان مستقر ومختلف عن حياتها قبل الزواج، وستكون عرضةً للوقوع في الكثير من المشاكل والنكد،خاصةً لو كان زوجهايحب الاستقلالية بحياته عن أسرة زوجته، وأن يكون وزوجته كيانا واحدا له وجوده المنفصل عن عائلة زوجته.
وأنصح الزوجةالصغيرة أن تجعل زوجها هو الأساس في حياتها بعد الزواج، وأن يتخذاالقرار معا، دون إجبارهالِزَوْجِها على الالتزام بما قررتْ والدتها، وأن تُشْعِرَهُ دائمًا بأنه الأهم فيحياتها.
وفي هذا الشأن قالت د.سعاد صالح : إن الزوج يحب أن يعرف مكانته وأهميته عند زوجته ، وهو أول حَقٍّ للزوج على زوجته ، فلابد أن تشعره الزوجة بأهميته عندها وأن تكون في طاعته؛ لأن مكانة الزوج في الإسلام تفوق كُلَّتصور.
وأضافت د.سعاد صالح : ومن الطاعة للزوج أن لا تطيع أحدًا في معصيته،ولوكانت والدتها أو والدها؛ لأننا نسمع الكثير من المشاكل في البيوت، والتي كان السبب فيها أن بعض الزوجات يُطِعْنَ أمهاتهن في معصية أزواجهن، ويؤذين أزواجهن بناءً على توصيات الأمهات، وهذا لا يجوز أبدًا؛ لأنه أمر يفسد العلاقةالزوجية،ويخرب البيوت.
وبالوالدين إحسانًا
حَقُّ الزوج مُقَدَّمٌ على حق الأم، هذا ما قاله الشيخ "خالد الجندي"، وأضاف : ولا يجوز للزوجة طاعةُ الأم في معصية الزوج، فإن حقَّ الزوج مُقَدَّمٌ على حق الأم، وعلى الزوجةالصالحة أن تكون ذكيةً في التعامل مع زوجها وأمها، دون حدوث مشاكل بين الاثنين، فعليها أن تحفظ حقوق الاثنين، وأن تحافظ على زوجها ووالدتها، وأن تضع زوجها أساسا للطاعة، بحيث لا تجعل كلام والدتها مُقَدَّمًا على كلام زوجها.
فعلى الزوجة العاقلة أن تزور والدتها، وتتصل بها، وتحفظ لها حقوقها كأم، دون أن تُدْخِلَها في حياتها للدرجة التي تجعل زوجها ينفر منها، والله يقول: " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، ليس معناها أنْ تأخذ بقرارات والدتهافي شئون حياتها، ولكن معناه أنْ تَبَرَّ والديها، وتحنو عليهما، لاسيما الأم؛ لما قاله صلى الله عليه وسلم عندما سُئِلَ: (مَنْ أَحَقُّ الناس بِحُسْنِ صحبتي؟ قال: أمك.-ثلاثًا- ثم قال : أبوك ).
فلا ضير على الزوجة أن تكون نافعةلوالديها، تحنو عليهما،وتودُّهُمَا، بما لا يؤذي زوجها ولا بيتها؛ لأن طاعة زوجها واجبةٌ،وقراراته لابدأن تكون نافذةً في بيته وعلى زوجته .
وأضاف الشيخ "خالد الجندي": ومن ناحيةٍ أخرى، يمكن للزوجة التوفيق بين برالأم وطاعة الزوج، ولكنْ مما يُؤْسِفُ أن الكثير من الزوجات يَقُمْن بالصلاة والصيام، ولكنهن يُهْمِلْنَ طاعة الزوج، رغم أن الله تعالى أَمَرَها بطاعةزوجها،وعن أم سلمة رضيالله عنها قالت:
قال صلى الله عليه وسلم : "أَيُّمَاامرأةٍ ماتَتْ وزَوْجُهَا عنها راضٍ دخلتِ الجنة" ، وقال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه أبو هريرة: "إذا صَلَّتِ المرآة خَمْسَهَا، وصامتْ شَهْرَهَا،وحصَّنَتْ فَرْجَهَا، وأطاعتْ زَوْجَهَا، قيل لها: ادخُلِي الجنةَ من أيِّ أبواب الجنة شِئْتِ ".
مواقع النشر