ممكن ياحلواااااااااااااااااات.........
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ممكن ياحلواااااااااااااااااات.........

  1. #1
    عضوة قمة الصورة الرمزية قمر مهبله بشر
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    في قلوب الآخـــرين
    المشاركات
    413
    معدل تقييم المستوى
    16

    Post ممكن ياحلواااااااااااااااااات.........

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟
    حبيباتي تكفون طلبتكم
    ابي منكم طلب صغيرون
    ممكن مقال نقدي ويكون لعمر ابو ريشة
    واكون شاكرة لكم ومقدرة
    تكفون تفاعلو
    يالله كل وحدة تحط بصمتها وتقول لي...

    انا بانتظاركم...
    قمر مهبله بشر

  2. #2
    عضوة قمة الصورة الرمزية %قمرهم%
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    369
    معدل تقييم المستوى
    17
    لقيت قصيده النسر لعمر ابو ريشه مشرووحه

    أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور*
    فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
    إن لـلجرح صـيحة فـابعثيها*
    فـي سـماع الدنى فحيح سعير
    واطـرحي الكبرياء شلوا مدمى*
    تـحت أقـدام دهـرك السكير
    لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر*
    وارمـي بـها صدور العصور
    إنـه لـم يعد يكحل جفن النجم*
    تـيـها بـريـشة الـمـنثور
    هـجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه*
    شـيء مـن الـوداع الأخـير
    تـاركا خـلفه مـواكب سحب*
    تـتهاوى مـن أفـقها المسحور
    كـم أكـبت عـليه وهي تندي*
    فـوقه قـبلة الضحى المخمور
    هـبط السفح طاويا من جناحيه*
    عـلـى كـل مطمح مـقبور
    فـتبارت عصائب الطير ما بين*
    شــرود مـن الأذى ونـفور
    لا تـطيري جوابة السفح فالنسر*
    إذا مـا خـبرته لـم تـطيري
    نـسل الـوهن مـخلبيه وأدمت*
    مـنـكبيه عـواصف الـمقدور
    والـوقار الـذي يـشيع عـليه*
    فضلة الإرث من سحيق الدهور
    وقـف الـنسر جـائعا يـتلوى*
    فـوق شـلو على الرمال نثير
    وعـجـاف البغاث تـدفعه*
    بالمخلب الغض والجناح القصير
    فـسرت فـيه رعشة من جنون*
    الـكبر واهـتز هـزة المقرور
    ومضى ساحبا على الأفق الأغبر*
    أنـقـاض هـيـكل مـنخور
    وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز*
    مـدى الـظن من ضمير الأثير
    جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق*
    حـرى مـن وهجها المستطير
    وهوى جثة على الذروة الشماء*
    فـي حـضن وكرها المهجور
    أيـها النسر هل أعود كم عدت*
    أم الـسفح قـد أمـات شعوري


    نبذه عن الشاعر:
    عمر أبو ريشة:و هو من شعراء العلم العربي المجددين في ألفاظهم و صورهم ،دون التجديد بأوزانهم و بحورهم ،فحافظ على البحور الخليلية ،فجاء شعره رائعاً في تصويره ،رائعاً في معانيه الي طرقها.
    هو : عمر بن شافع أبو ريشة .
    ولد في منبج سنة(1908)م ( في سوريا ) وهي بلد البحتري ودوقلة وأبي فراس الحمداني .
    وقد انتقل به والده إلى حلب صغيراً فالتحق بالمدرسة الابتدائية فيها ،حتى ألحقه والده بالجامعة الامريكية ببيروت سنة (1924)م .
    وفي هذا السن بدأ الفتى ينظم الشعر ، ويشارك في أحداث الأمة حوله .
    وقد تأثر بشعراء المهجر فأخذ أساليبهم وقوافيهم ، فأكثر من ألفاظ الحزن على لسانه ، وترددت في شعره ، ومنها: "السعير واللظى" ، "وتباريح الهوى" ،"وبحور التعس".
    وكثرت ألفاظ الاعتزار والفخر والعنفوان والإباء في ثنايا قصائده .
    ثم درس الانكليزية والكمياء في جامعات انكلترا ،وعاد منها عام (1932)م ، ولم يرجع إليها للدراسة بعد وإنما عمل في سبيل الكفاح الوطني ، حتى اختير بعد عشرين عاماً سفيراً لدولته يتنقل في امريكا والنمسا والهند وغيرها من البلاد ، إلى أن توفي قبل سنوات معدودة .
    شعره وشاعريته :
    قال مبيناًَ منهجه في كلام له حيث يقول :
    ( هناك .أدوار متباينة النزعات مرت علي ، وتركت في حياتي الأدبية أثرها العميق ، أحببت أول نشأتي شعر البحتري وأبي تمام وشوقي وأضرابهم ...و تحت تأثير هذا الرأي أخذت أنظم .
    ثم بعد زمن سئمت هذا الشعر ، وهذه الزمرة من الشعراء فعدت أبحث في كتب الأدب عليَّ أجد ما أروي من ظمئي ، فعثرت على شعر جيد مبعثر هنا وهناك كأبيات لعبدة بن الطبيب وابن زريق البغدادي وغيرهما من فحول الشعراء .
    ثم ساعدني الحظ فسافرت إلى انكترا لإتمام دراستي، فشغفت بشعراء كثر كشكسبير وشلبي و كتيس وبودلير.0. )
    فهذا الكلام يحكي لنا تنازع المذاهب له، ولكنه استفاد من قراءته للأدب القديم حلاوة العبارة وجمال التراكيب مما جعل شعره غنائياً في أكثر صوره ، سواء العمودي منه أو المرسل القوافي .
    كذلك جاء بمادة وصور حية اشعره خلدها على مر الأزمان ، عن طريق التشخيص والتجسيد والتجسيم .
    فلم يكن عمر يسعى وراء الألفاظ بقدر ما كان يسعى وراء الصور، فلما نظم قصيدة في ذكرى حافظ، يرسم الأديب البائس .كهزار، قد أوحشته مغانيه، وعاثت كف الأذى به ، فناح في وكره وحيداً، يرسل الصرخة الحزينة في الشعر، ويلتمس السبيل ليرى زميله شوقي يروح ويغدو فرحاً فقال:
    ورأى إلفه يروح ويغدو * ويبث الأطيار عذب صداحه
    فبكى لوعة فعاجله النز * ع، فلف المنقار تحت جناحه
    وكذلك عمد عمر إلى الرمز والصورة يرسم بؤس حافظ ونعيم شوقي فمثل لهما بطائرين سعد أحدهما وشقي الآخر .
    وهكذا كل صورة فيها هذا التجسيد والتشخيص .
    وهكذا انطلق من منبج على بساط القرن العشرين ، بجناحين من عروبة وكرامة وعزة وشاعرية وعنفوان وذكاء ، يطير بهما من أفق إلى أفق ، فتعلق بشعره بأنواع ثلاثة هي :"الطبيعة الفاتنة والمرأة الخالدة والوطن المقدس ".
    شعر النضا
    ترجمة :عمر أبو ريشة تقدمت في تلأريخ الأدب:
    تحليل :قصيدة نـسـر:لعمر أبي ريشه ()
    القصيدة له على قافية الراء المكسورة المطلقة ، وهي من بحر الخفيف ( فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن ) ، ومن عروضه الأولى الصحيحة ، والضرب مثلها ، وهو بحر غنائي ، وقافيته تنبئ عن الحسرة التي في قلبه فهي راء مكسورة تخرج الهواء معها منساباً.
    وأفكارها تدور حول بكائه على أمل أمته ، بعد أن كانت الأمل المرجو ، حين كانت قوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .وقد استحالت حالها إلى هذا الوضع المزري الّذي شبهه بصورة النسر الكسير ، الّذي تجرأ عليه كل شيء من حوله ، لاحول له ولا طول .
    وقد عبر عنه بهذه الصورة الرمزية بهذا النسر الجائع ، وحوله البغات تسخر منه ، فإذا به ينهض إلى السماء ، ويعود جثة هامدة .
    والرمز في النسر يحتمل عدة معان ، فبعضهم جعله رمزاً للشاعر نفسه ، حيث كان يطمح إلى مكانة عالية في أمته ، لكنه يرى الآن من حوله تسلطوا عليه وتسلموا المراتب دونه ، فحق له أن ينتحر ويترك المكان لهم وحدهم .
    انظر : الشعراء .. د/ سامي الدهان.( 307-361).
    وقد يقصد بالرمز:" العربي" في كبريائه وعظمته ، والآن وقد تخلى عن هذه القومية لمتابعته الغرب في كل شيء .
    ل عنده :
    لقد رثى الأبطال والشهداء ، وخلدهم في قصائد مشهورة أشهرها قصيدته في رثاء "إبراهيم هناتو" أحد قادات الشعب ، ورثى "سعد الجابري "نديده-نديد هناتو- في الجهاد .
    كما بكى على دمشق حين احتلال الفرنسيين لها،كما تحسر على أمته وضياع آماله.
    كما عبر عن أمته بالنسر حين فقدت القوة بعد أن كانت لاتحوم حول السفح وهو ما سندرسه في النصوص الأدبية فيما بعد .
    كما لاينسى فلسطين واليهود يعبثون بها منذ سنة" (1935)م
    كما لاننسى أنه صور البطولات القديمة المقدسة مثل بطولة النبي r وبطولة خالد ابن الوليد ، وهما من ملحمته الكبرى
    =======


    الشرح :

    و له قصيدة من عيون قصائدة تعرف بالنسر ،و هذا هو تحليلها، مع عدم المؤاخذة :
    إيليا الحاوي 160 ( عمر أبو ريشة - الشعر العربي المعاصر .
    1- أصبح السفح ملعباً للنسور * فاغضبي يا ذرى الجبال وثوري
    فالشاعر يتحسر على أن سفح الجبل وهو المكان أسفل الجبل ، وقد غدا ملعباً للنسور ، التي لم تكن تألفه من قبل ، حيث مكانها في عاليات الذرى وقمم الجبال .
    وهنا ينبغي أن تغضب قمم الجبال العالية على تركه مسارحها ، وأن تعبر عن ثورتها وغضبها لذلك .
    2- إن للجرح صيحةً فابعثيها * في سماع الدنى فحيح سعير
    إن هذا الجرح الّذي أحدثه النسر في ذرى الجبال حين فارقك ، له صيحة تخرج منه في سمع الزمان مدوية كأنها لهب النار تقذفه بقوة وعنفوان .
    3- واطرحي الكبرياء شلوا مدمى * تحت أقدام دهرك السكير
    فلا تتعالى واطرحي كبرياءك وعظمتك بعد أن فارقك هذا النسر
    اطرحيه تحت قدميك جسداً ملطخاً بالدماء، ودوسيه بأرجل دهرك المعربد .
    وفي هذا البيت عدد من الاستعارات :حيث جعل ما لها من عظمة وكبرياء ينصل من تحت قدميها فيداس وهو:"شلو ممزع" ، وجعل لها "أقدام دهر معربد" ، ثم جعل هذه الكبرياء شلواً كأنه قطعة لحم ملطخ بالدماء .
    4- لملمي يا ذرى الجبال بقايا النســــر وارمي بها صدور العصور
    خطاب ( بلملمي) يوحي بعدم المبالات بهذا النسر المحطم ، الّذي لم يبق غير حطامه بعد أن نزل من عليائه، لملميها "و ارمي بها" في قديم الزمن "صدور العصور"، حيث جعل للعصور جسداً وهذه استعارة بالكناية .
    وجعل للنسر بقيا لأنه فقد مكانته المهيبة من القدرة على الطيران فلم يبق منه ما يستحق أن يكون بمكانته القديمة .
    5- إنه لم يعد يكحل جفن النجــــــم تيهياً بريشه المنثور
    فالنسر لم يعد له المكانة فيحتل أعالي النجم ، لأنه لايطير إلا على القمم لا في السفوح ، وجعل للنجم جفنا؛ لأنه: عال وجفنة أعلا شيء فيه استعارة بالكناية .
    "لم يعد يكحل النجم تيهياً" لم يعد يفتخر به كما كان سابقاً فيه من عظمة، حين يرخي جناحيه القويين ، فهما محطمان الآن .
    6- هجر .الوكر ذاهلاً وعلى عيـــنيه شيء من الوداع الأخير
    فقد غادر وكره في قمة الجبل وهو لايدري من هول ما أصابه كأنه فاقد عقله ، وعلى عينيه شيء من الحسرة لفراقه وبعده عنه ، وهو يظن ألا يرجع إليه ، كأنه متيقن من أنه الوداع الأخير .
    7- تاركا خلفه مواكب سحب تتهاوى من أفقها المسحور
    خلف بعده من ذكرياته ، ما يبكي السحب ، وويجعلها تهوي شوقاً عليه لمكانته القديمة ، وجعل للسحب مواكب لعظمتها ، وجعل ما أصابها كأنه يزحزها عن مكانها لهول المصيبة عليها .
    8- كم أكبت عليه وهي تندي فوقه قبلة الضحى المخمور
    جعلها تكب عليه تحسراً وجزعاً ، وهي تذروا الدموع فوقه ، تقبله في الضحى المخمور الضحى العابس المتغير .،فجعل الضحى مخموراً لأنه متغير كأنه شرب الخمر .
    وينتقل في وصف هذا الطائر بعد نزوله من عليائه فيقول :
    9- هبط السفح طاوياً من جناحيـــه على كل مطمح مقبور
    جعله ينزل من عليائه هابطاً بقوة إلى أرض السفح ، وكأن أجنحته قصت أو كأنها طويت على الطموح المدفون ، فلا خير فيه .
    10- فتبارت عصائب الطير ما بـيـن شرود من الأذى ونفور
    فجعل الطير الصغيرة التي تخاف أذى النسر حين كان في قوته وصولته تتسابق في النفار منه والهرب ما بين شاردة وهاربة خوفا من أذاه .
    11- لاتطيري جوابة السفح فالنــسر إذا ما خبرته لن تطيري
    فخاطبها بأن: هوني عليك من الطيران يا أيتها الطير الآلفة هذا المكان المنخفض وقد أفزعك هذا النسر الّذي لم تألفيه يأتي إليه قبل ذلك.
    فعهدك به قديم ، فلو خبرتيه وعرفتيه حق المعرفة مما آل إليه حاله الآن من الضعف ، لم تطيري وتنفري منه .
    12- نسل الوهن مخلبيه وأدمت منكبيه عواصف المقدور
    فقد أصابه الوهن والضعف ، فقد سلت مخالبه ونزعت أظافره ، فلا خوف منه ، لقد أدمت المقادير منكبيه ، وهذا كناية عن ضعفه وتغير حاله .
    13- والوقار الّذي يشيع عليه * فضلة الإرث من سحيق الدهور
    وما ترين عليه من المهابة والعظمة إنما هي بقية المهابة التي ورثها من قديم الدهر ، وأما الآن فكل ذلك ذهب عنه ،جعل ما بقي عليه من عظمة مما ورثه من دهره ، فكأنه مال يورث .
    14- وقف النسر جائعاً يتلوى فوق شلو على الرمال .نثـير.
    لقد هبط فوه جائعاً يتلوى من شدة الجوع ، على شلو من الجيف المنثور فوق الرمال ، ما أوقفه غير الجوع وإلا كيف يأكل الجيف ، وهو الطير الجارح الّذي يصطاد الأحياء .من كل شيء. لقوته و سطوته.
    15- وعجاف البغاث تدفعه بالمخـــلب الغض والجناح القصير
    لقد تجاسرت عليه ضعاف الطير وهي:"بغاثها" التي لاخير فيها ، فصارت تدفعه حين عرفت أنه صار في الهوان أحقر منها ، تدفعه بمخلبها الضعيف وجناحها القصير .
    16- فسرت فيه رعشة من جنون الـــكبر واهتز هزة المقـرور
    عند ذلك تحركت منه نخوة من بقايا النخوة القديمة منه ، وانتفض انتفاضة البردان ، وجعلها من"جنون الكبر"، لأنها رعشة مصطنعة ليست أصلية كالجنون ، ضعيفة لاتعمل فيه شيئا .
    17- ومضى ساحباً على الأفق الأغـــــبر أنقاض هيكل منخور
    ومضى يطير طيراناً ضعيفاً يسحب نفسه سحباً ، على الأفق المغبر ، وجعله مغبراً لأنه لايستطيع أن يحلق في الأفق البعيد لضعفه ، ويسحب جسمه الّذي لم يبق منه إلا هيكل قد حطمته .الليالي و نحرته. الأيام .
    18- وإذا ما أتى الغياهب واجتاز مدى الظن في ضمير الأثير
    فقد طار حتى وصل الغياهب البعيدة ، فوجد في نفسه من البعد عن الضيم، ما دفعه إلى أن :"اجتاز مدى الظن في ضمير الأثير"، لأنه تجاوز ما كان متوقعاً له في الأفق .
    19- جلجلت منه زعقة نشت الآفا ق حرى من وهجها المستطير
    خرج منه زعقة واحدة مجلجلة مدوية عند وكره القديم ، لها حرارة ،تخرج من روحه ،فكانت النتيجة:
    20- وهوى جثة على الذروة الشماء في حضن وكره المهجور
    فلما وصل إلى وكره وما كاد ، فزعق زعقة فاضت منها روحه ، وهوت جثته لاحراك بها في الوكر المهجور منذ القدم لضعفه عن الوصول إليه .
    21- أيها النسر هل أعود كما عدَّ ت أم السفح قد أمات شعوري
    وهذا ختام هذه القصيدة ، التي يشعرك بأنه مثل هذا النسر يتطلع للعلياء ، ويتمنى العودة إليها ، فهل يعود إلى مجده القديم أم أنه ألف جو السفح والركون فمات شعوره وأحساسه


    ........وهذا يساعدك في التحليل النقدي

    التحليل:

    نسرٌ أُقصي عن ذراه ليعيش ذلَّ السفوح، ويصاحب الأعشاب بعد أن سامرَ الأنجم، ويظلّ في السفح ينتقل من انحدار إلى انحدار حتى فقد قوّة الانطلاق، وما عاد يظفر بصيد، يجرُّه الجوع إلى أشلاء من بقايا طعام أسياد البيد، فيقف جائعاً "فوقَ شلوٍ على الرمالِ نثيرِ"، بالرغم من عويل جرح الكرامة.

    وكان للسفح سكّانهُ من صغارِ الطير، التي اعتادت تلك الأشياء، فلا ترضى منافساً عليها، حتى وإن كان نسراً عظيماً كانت -قبلُ- تأكل من بقاياه!، فحاربته طيورٌ كانت -يوماً- تذعرُ إن وقعَ عليها ظلّه، و بأسلحةٍ هي أشدّ ضعفاً وكلالاً: "مخلب غضّ، وجناح قصير"، وما أقسى سجالُ غير الأنداد!

    نهض النسرُ داميَ الكرامة، مجروحَ العنفوان، قد نكّس الذلُّ هامته، يطوي جناحَه على كبرياءِ الجرح، يُطلقُ بصره في السماء كي يُخفي إطراقة التألّم، قد امتزج فيه الألمُ بالكبرياء، فعصفَ بالكيان، و بدا الظاهرُ مهيباً والأعماقُ هياكلَ ناخرة.

    وحلّق النّسر طويلاً، حتى غاب في الظلمة، كما تغيب الظنونُ في الضمائر، وتوغّلَ في الأثير حتى أزال شكّ الأجواء في قدرتهِ على التحليق. وفوقَ سحبٍ تعلو وكرَهُ، انطلقت منهُ صرخةٌ أعلنت ختامَ المشهد، وأهدته نهايةً كنهايات النخيل؛ تلك التي تموتُ واقفةً! "هوى جثةً على الذروة الشمّاء .. في حضن وكرهِ المهجور"، كان الثمنُ غالياً، لكنّ لذة الظفرِ أغلى..

    ويطلُ الشاعر من بين السجُف ليُحيّي النّسر على حياة الشعور؛ فقد منحته خلوداً وإن مات جسده...

    ثم يصمتُ الشاعر، لكنَّ قصيدتَه تظلُّ تلفحنا بأنفاسٍ ملحميةٍ لا يحتملها (النسرُ) مجرداً، ليدعنا بعد ذلك ندلف لهذه الصورة بغيةَ سبر بواطنها و استقراء تجلياتها.


    النسر/ رمزاً:

    " الشعر عند أبي ريشة لوحات لا أبيات"(7) هكذا يصف أحمد الجندي منحى أبي ريشة الشعريّ، و النصّ الذي بين يدينا مثالٌ حيّ لهذه العبارة، فقد رسم أبو ريشة صورة مشهدية للنسر، تتبّع فيه بنَفسٍ درامي" حياتَه أو بعضاً من حياتِه. ساعده على رسم تلك الصورة الضاجّة بالحركة عدد من الجمل الفعلية، التي تفيد التجدد والتغيّر والانتقال من حالٍ إلى حال "هجر الوكر، هبط السفح، وقف النسر، مضى ساحباً..."، قدّ بثّ في ثناياها جملاً اسمية قليلة، ترسم للقارئ إطاراتٍ ثابته تمكّنه من تتابع لهاث الحركة التي تبثّها القصيدة/ اللوحة - على حدّ تعبير د. الجندي- "أصبح السفح ملعباً، إن للجرح صيحة، تاركاً خلفه مراكب سحب، الوقارُ الذي يشيعُ عليه..." ولعلنا نلحظ تركُّز مواطن الجملة الاسمية في بدايات القصيدة، مما يؤكد البعد المشهدي (إطاراً وحركة) الذي أراده الشاعر.

    لقد كان مرمى الشاعر الرئيس رسمَ صورةٍ كلّية للنسر، وقد صنع ذلك على مدار عشرين بيتاً، يقف القارئ إذا وقف الشاعر لدى آخرها، على تشكيل صوريّ متكامل لهذا النسر الذي تتبّعه الشاعر بعين ثاقبة.

    داخل هذه الصورة الكلية، رصف الشاعر عدة صور جزئية، تعين على اكتمال المشهد على النحو (الشعوري تحديداً) الذي يريد الشاعر بثّه في النفوس:

    " نشّت الآفاق حرّى من من وهجها المستطيرِ" لماذا (نشّت) تحديداً؟ لماذا يستعير الشاعر صورة غليان القدر، ليهبها الآفاقَ التي حوَت تلك الصرخة؟ إنه الاحتشاد الصاخب الذي يريد عمر أبو ريشة بثّه في نفوس المتلقين، المُتخيَّل وقوفهم صفّا صفاً أمام هذا المشهد الحي!

    الأمر نفسه يمكن أن نقوله عن "فحيح سعير" بهذا التركيب الاستعاري؛ فالفحيح للأفعى، وقد استعاره للنار التي هي في الأصل لها اللفح لا الفحيح، وهما معاً، صوت الأفعى والسعير منذورَين تشبيهياً لصيحةِ الجرح... مهلاً، فحتى الجرح اُستعيرت له (الصيحة) التي هي للإنسان أصلاً، من يقدر على حشد كل هذه التراكيب الاستعارية في بيتٍ واحد، ثمّ لا يصير البيت كلاًّ ولا القائلُ مُثقِلا ؟ إنه الشعر (العملاق) حين يقوله شاعرٌ بقامةِ عمرأبي ريشة!

    أوكأ عمرُ قصيدته على قافية منتقاة، تعطيه مدىً رحباً لتحقيق الجلجلة، والمدى الممتد الذي يريده لصوته/صوت الحاكي: الراء المكسورة "ثوري ي ي.. سعيرِ رِ رِ... عصورِ رِ..."، ألا يشعر القارئ أنه يقف -برغمه أو بإرادته سيّان- بعد كل بيت، ليُصيخ لشيء يشبه رجع الصدى، من الراء المكسورة؟ تلك الوقفة لم تجئ عبثاً، لقد رسم لها الشاعر باقتدار، ولهذا -ربما- جعل الفصل سيد الموقف في أبياته، فلا بيت يرتبط بالآخر بحرف عطف عدا بيتين أو ثلاثة في خضمّ قصيدة من واحد وعشرين بيتاً!

    وبعدُ ..؟ أيّ شأنٍ لهذا النسر حتى يحشدَ لهُ الشاعرُ كلَّ هذا القِوام الشعري؟ منذ متى و الشاعر مغن" ساذج للطبيعة أو متفرجٌ عليها؟

    عُرف عمر أبو ريشة شاعراً للمجد وللأمّة، عُرف شاعرَ "أمتي هل لك من بين الأمم "، كذلك عُرف النسر بأنه (شعار) جليّ لعدد من الدول العربية!، ولهذين معاً نستطيع أن نتخذ مفتاحاً لتأويل الرمز في هذا النص من حال الأمة العربية في هذا العصر، فالنسر - في أحد تأويلاته- رمزُ الحق الجريح في أمة كانت زمناً ملء أسماع الدُّنا ثم عادت شِيَعا وفِرَقا حتى وهنَ العظمُ منها، واشتعل قلبُ بنيها ألما!

    النسر هنا شِكاةُ شاعر، موجوعِ الفؤاد تجاه أمّتهِ، يدعوها للمجد، يقول لها: إنه ليس بينها وبين العودة للقمة سوى "مدّ الجناح"، وأن النتيجة تستحق المحاولة، وتستحق التضحية، وتستحق الموت فداءا ...!


    النسر/ قناعاً:


    يقول الدارسون: إن عمر أبي ريشة كان مشهوراً ب "الختام المبهر، البيت المفاجأة"(8)، وفي رأيي أن البيت الأخير الذي وقّع به الشاعر قصيدَته هذه، لم يزد شيئاً عدا أنه أفسد القصيدة! ذلك أن صلة النص بتجربة الشاعر الشعورية أجلى من أن يَدلّ عليها بهذا البيت الخطابي الزاعق، حتى وإن أضفى عليه نكهةً بجملته الرائقة "أم السفح قد أمات شعوري" ف (أمات شعوري) تركيب دلالي خاص، لا يمكن إطلاقا أن يؤديه أي تركيب آخر، ك (مات شعوري) مثلا، ولا يمكن أبدا أن تؤديه الكلمتان (أمات) و(شعوري) منفصلتين!، ما بالبيت عيبٌ في بنائه بل العيب في موضعه، وفي ظهور الشاعر سافِراً فيه، ولكم تمنّيتُ أن لو ألقمَها فمَ النسرِ بدلاً من فمه هو !

    امتزاجُ النسرِ بالشاعر جليّ جلاءَ كوكبٍ درّي، فالنسر طائر من الجوارح حاد البصر وقوي، و هو أكبر الجوارح حجماً، و تلك صفاتٌ تتقاطع مع سيماء عمر أبي ريشة الشهيرة، طولَ قامة، وشدة عنفوان، و قوة شخصية.

    أيضا: ثمة تجسيد معنوي، أو التصاق بدواخل هذا النسر، إذ لم يكن التصوير خارجياً فقط، كان رسماً من الداخل والخارج معاً، بل كانت العناية بمعطيات الخارج هي فقط في ماكان انعكاساً لما في الأعماق. وهذا يوحي بالتحامٍ بين هذا النسر والشاعر.

    وأيضاً: دأبَ الدارسون على استخلاص معجم شعري للشاعر، وإني إذا رأيتُ ثمَّ رأيت في ما استخلصه الدارسون من معجم أبي ريشه (9)، وجدتُ غالبه متوفراً في هذه القصيدة!، ومنه (نسر، قمة، كبرياء، الأشمّ/ الشماء، المجد، السحب، الآفاق، الشهب، الذرا)، ومعجم الشاعر هو ألصق المفردات به، وحين تكثر مفردات معجمه وتحتشد في نص واحد، فإني أرى أن ذلك مؤشر قوي على قرب ذلك النص من نفسه، وغِناه بتجربته الشعورية.

    كل هذه دوالٌّ على أن الشاعرَ قد تقنّع بالنسر، وأنه عبّر (به) من حيث ظهرَ وكأنه يعبّر (عنه)... أنه اتخذ من هذا الكائن (النسر) في حالته تلك، شخصيةً قناعية، يحمّلها رؤاه وموقفه و تجربته في حال معينة.

    تعطينا بعض السياقات التاريخية، التي رافقت القصيدة ما يقوّي هذا التأويل؛ إذ يُروى أن الشاعرَ نظم قصيدته إثرَ مشكلةٍ وظيفية مرت به، وذلك أنه كان مديراً بدار الكتب في حلب، وأزيح من منصبه ليتسنّمه من هو أدنى منه(10)، كذلك حدث أن الشاعر حين ألقى قصيدته هذه أثناء تكريمه في إثنينية محمد عبدالمقصود خوجه، ذكرَ أنه نظمها إثر مشاهدته نسراً في قريته على خلاف العادة، وكان يعيش مع عجاف الطير، ثم يقول: "وصادف أن أخرجتني حكومتي إلى الخارج كسفير، وقضيت أربع سنوات خارج سوريا سفيراً لكن لا يجوز لي ان أعود إلى سوريا!" (11)، ويبدو هذا الموقف أقوى ليكون باعثاً للقصيدة، ومع أن الموقف جاء مرويّاً بلسان الشاعر وفي شبه تصريح بباعث القصيدة، إلا أني حين تتبعت تاريخ حياته العملي، وجدته بدأ أول منصب وزاري في عام 1950م، في حين أن القصيدة نُظمت عام 1938م، كذلك: بالنظر لتاريخ ميلاده الذي تتراوح الروايات فيه حول عام 1990م يكون عمره حين نظم القصيدة ثمانية وعشرون عاما، وهذا عمرٌ أبكر مما يمكن أن يكون لسفير!، لذا يمكن القول أن الشاعر استحضرها حين مُني بذلك الموقف حين كان سفيرا، ورأى أنها خير معبر عما يمر به، وإن كان نظمها في موقفٍ دونه، لكن الشعر مع شرخ الشباب أقوى، لذا رأى أنه لو أراد أن يقول في ذلك الموقف قولاً فسيأتي دون هذه القصيدة حتى وإن كان باعثها أشد و أنكى.

    ومهما يكن من مناسبة النص، فإنه يكفينا منه دلالته التعزيزية على الرؤية التي قدّمنا؛ إذ استخدم الشاعر تقنية القناع الفنية ليخفي تجربته الذاتية خلف إطار موضوعي، يكفل له حرية التعبير، وفسحة التصوير... لاسيما وأن الموقف كان بائساً مستدراً للألم، وعمر أبوريشة رجلٌ ذو شكيمة ما عُهِد شاكياً ولا متباكيا في شعره(12)، فقد استطاع عبر هذه التقنية، أن يبكي دون أن يلومه أحد، أو تنكره النفسُ العصيّة التي بين جنبيه..!

    اتمنى اني اكون افدتك


  3. #3
    عضوة قمة الصورة الرمزية %قمرهم%
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    369
    معدل تقييم المستوى
    17
    قصيدة ( عودي ) لعمر أبي ريشة قراءة نقدية
    الشاعر:* ( مقتبس )
    هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها علم الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا أيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الاضطهاد الفرنسي ، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية
    ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم ( حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )، وله مسرحية شعرية سمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي ) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية
    توفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م ونقل جثمانه إلى حلب ودفن هناك.


    النص :


    قالتْ مللتُكَ . إذهبْ . لستُ نادِمةً
    على فِراقِكَ .. إن الحبَّ ليس لنا
    سقيتُكَ المرَّ من كأسي . شفيتُ بها
    حقدي عليك .. ومالي عن شقاكَ غنى !
    لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً
    لقد حملتُ إليها النعش والكفنا ...
    قالتْ .. وقالتْ .. ولم أهمسْ بمسمعها
    ما ثار من غُصصي الحرى وما سَكنا
    تركْتُ حجرتها .. والدفءَ منسرحاً
    والعطرَ منسكباً .. والعمر مُرتهنا
    وسرتُ في وحشتي .. والليل ملتحفٌ
    بالزمهرير . وما في الأفق ومضُ سنا
    ولم أكد أجتلي دربي على حدسِ
    وأستلينُ عليه المركبَ الخشِنا ..
    حتى .. سمعتُ .. ورائي رجعَ زفرتها
    حتى لمستُ حيالي قدَّها اللدنا
    نسيتُ مابي ... هزتني فجاءتُها
    وفجَّرَتْ من حناني كلَّ ما كَمُنا
    وصِحتُ .. يا فتنتي ! ما تفعلين هنا ؟؟
    البردُ يؤذيك عودي ... لن أعود أنا !


    إن من يقرأ هذه المقطوعة الشعرية كأنه يقلب صفحات قصة قصيرة مضمخة بالحب مكتوبة بماء العشق
    يجد كبرياء الحرف و ترنيمة الغزل وعتاب الصب المدنف
    تبدأ القصة من البيت الأول
    حيث يجيب الشاعر عن استفسار من مجهول لعله نديم يجالسه وأراد الشاعر أن يبث له أنّاته وتباريح الصبابة والعشق
    ولنفترض جدلاً أن السؤال ( لماذا ؟ حدث هذا ؟ )
    يجيب الشاعر :
    لأنها ( قالت مللتك . اذهب لست نادمةً &&& على فراقك .. إن الحب ليس لنا )
    (سقيتُكَ المرَّ من كأسي . شفيتُ بها & & & حقدي عليك .. ومالي عن شقاكَ غنى !)

    ثم بدأ الشاعر يترجم إحساسه وردة فعله بعد هذا الموقف

    ( لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً &&& لقد حملتُ إليها النعش والكفنا ... )
    ( قالتْ .. وقالتْ .. ولم أهمسْ بمسمعها &&&ما ثار من غُصصي الحرى وما سَكنا)
    بعد أن سمع ما قالته خاب أمله أن يجد شيئاً يمني النفس به ويعيش من أجله في هذه الدنيا
    فجاء بطوع إرادته حاملاً كفنه ونعشه لأنها لم تطلب فراقه بل أعلنت موته لأنها الحياة في أسمى معانيها وأعذب أمانيها له هي روحه التي تسري بجسده وحين يفارقها قد فارق الحياة دون شك أو ريب

    واستمر الشاعر يصوغ هذه القصة وتستمر الإثارة
    لم يذكر الشاعر الحوار الذي دار بينهما لأنها حين تكلمت .. كلمت قلبه وجرحت فؤاده فلم يعد يسمع أو يتذكر
    المشهد الذي بقي عالقاً في مخيلته صورتها وهي تتكلم وتتململ وتعلل أختصره الشاعر في ( قالت .. وقالت ..)
    لا يهم ما الذي قالت المهم أنه حتى وهي تعلن في وجهه قرارها وتصرخ أمامه أنها غير نادمة على قرارها وغير مكترثة بمشاعره
    كان هو مازال محباً مقدراً لم ينفعل بل ( لم يهمس بمسمعها ) لنا أن نتخيل كلمة أهمس التي كان من المفترض أن تكون ( أزمجر ، أرعد ، أصرخ ) بل كتم الغصة الحرى وأسكن غضبه ولملم بقايا مشاعرة المتناثرة وخرج
    يصف الشاعر حالته عند الخروج :

    ( تركْتُ حجرتها .. والدفءَ منسرحاً &&& والعطرَ منسكباً .. والعمر مُرتهنا )
    (وسرتُ في وحشتي .. والليل ملتحفٌا &&& بالزمهرير . وما في الأفق ومضُ سنا)
    ما أبلغ هذا التصوير !!!
    معها كان المكان وبدونها الوحشة والظلام الدامس
    معها كان الدفء وبدونها الزمهرير
    معها العطر والعمر وبدونها لاشيء
    لكنه ترك كل هذا وخرج ..
    هل ابتعد ؟
    يعود مبدعنا ليكمل الإثارة


    ( ولم أكد أجتلي دربي على حدسِ &&& وأستلينُ عليه المركبَ الخشِنا ..)
    ( لم أكد ) يدلل هنا على سرعة الأمر وأنه حدث في لمحة
    فلم يكد أن يبدأ رحيله في الدرب الذي يتوجس منه وكأن قديميه استلطفت وعورة الطريق

    (حتى .. سمعتُ .. ورائي رجعَ زفرتها &&& حتى لمستُ حيالي قدَّها اللدنا )
    بين ( لم أكد ) و ( حتى ) تكمن المفاجأة
    لم تستطع تلك الغاضبة القانطة المتململة الشاكية أن يغيب عنها لحظة وأن يخرج من بابها
    حتى .. وما أجمل حتى
    حتى لحقته باكية تسيل منها دمعة الإعتذار وتخرج منها زفرة الأسف
    تركض إليه فلم تتصور الحياة بدونه تقترب لكن لم تستطع أن تمس جسده أو تحضنه وترتمي على صدره وتسند رأسها على كتفه وإنما وقفت حياله

    أما هوظل واقفاً واجماً من الدهشة يسمع زفراتها المتلاحقة وينظرإلى جسمها اللدن وأي غزل في عتب
    يقول عن نفسه
    ( نسيتُ مابي ... هزتني فجاءتُها &&& وفجَّرَتْ من حناني كلَّ ما كَمُنا )
    نعم ، نسي ما به وتذكر جسدها الغض نعم هزته الدهشة والفرحة وتفجر كل الحب و كل الحنان وكان الدمع منهمراً

    تذكر شيئاً واحداً فقط
    (وصِحتُ .. يا فتنتي ! ما تفعلين هنا ؟؟ &&& البردُ يؤذيك عودي ... لن أعود أنا ! )
    الذي تذكره أنها فاتنته وحبيبته وعشقه ( فتنتي ) كلمة ووصف يقطر رومانسية ويذوب عاطفة
    ما تفعلين هنا ؟؟ هل هذا سؤال أم دلال ؟!
    وكأنها حين سمعت السؤال أيضاَ تستفهم
    هل تريد الإجابة من شفتين فقط تردد في تلك اللحظة ( أحبك .. أحبك )
    هل تريد شاهداً أصدق من الدمع واللهفة والزفرة
    هل تريد الاعتذار أبلغ من الركض في البرد والليل الموحش

    السؤال ( ما تفعلين هنا ؟! ) الذي ذكّرالشاعر ما نسيه من جرحها وتململها من حبه وطلبها فراقه
    فتعذر وتحجج بالبرد وأنه يؤذيها و طلب منها أن تعود أي خوف هذا وأي حب هذا!!
    لكن كبرياء العاشق و أنفة الرجل تجبره أن يقول ( لن أعود أنا ! )
    ( لن أعود أنا ! )
    هذه الخاتمة غير المنتظرة حكاية أخرى !
    يقول الشاعر حسب ما ينقل عنه في مقال بموقع وزارة الثقافة السورية

    ( انا شاعر قصيدة, ولست شاعر بيت كما يتوهم العديد من النقاد . والقصيدة عندي وحدة لا تتجزأ , تعودت ان اختمها بما اطلقت عليه البيت المفاجأة).‏

    الحقيقة القصيدة تمثل نموذجاً للقصيدة الحديثة
    من حيث:
    1- وجود ( العنوان ) وقد أجاد في وضعه شاعرنا وإن إختلف النقاد حوله والبعض من النقاد يقول المفترض أن يكون العنوان ( لن أعود ) وهي وجهات نظر لكن أنا أتفق مع الشاعر في هذا العنوان .

    2 -الرومانسية الطاغية على النص في الألفاظ والأفكار والمعاني.

    3- الخيال الرائع والمحلق فالشاعر كان متدفقاً في النص عاطفة وتصويراً وهذا قمة الإبداع.

    4- مفردات النص مزيج بين اللغة الأصيلة والمفردات الحديثة مثل (أجتلي دربي على حدسِ ، قدَّها اللدنا)

    أرحب بأي وجهات نظر حول الموضوع وإثراءه بمداخلاتكم القيمة


  4. #4
    عضوة قمة الصورة الرمزية قمر مهبله بشر
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    في قلوب الآخـــرين
    المشاركات
    413
    معدل تقييم المستوى
    16
    مشكورة ياحياتي
    واسفه على ازعاجك
    والله مشكورة
    تقبلي تحياتي
    قمر مهبله بشر

المواضيع المتشابهه

  1. ممكن ممكن ممكن ممكن ؟؟امممم ترحبون فيني
    بواسطة غربتي ذبحتني ؟؟ في المنتدى الترحيب بالأعضاء المستجدين
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 15-10-2007, 05:18 AM
  2. ممكن طلب (( ابغى مقطع للشيعه وهم يجلدون أنفسهم )) !! ممكن ؟
    بواسطة مكسورة الخاطر في المنتدى محاضرات , دروس
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 02-09-2006, 01:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |