السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد //
عاتبت إحدى زميلاتي على حزنها الدائم والذي سببه تعرضها مع والدها لحادث تناثرت فيه أشلاؤه الطاهرة بين يديها ,, وفارق الحياة وهي تنظر إليه بشفقة ,,ولا تستطيع أن ترد عنه أمر الله ,, ولا تزال العبرة تصاحبها ,, ولا يزال الحزن يقرأ في عينيها
وحين عاتبتها بعثت لي هذه الرسالة بعنوان ( فجوة بين الضباب )
تقول :
عندما يرتسم الحزن على الوجوه اليانعة ... وتضيع الأهات وسط الدموع .....
وعندما تهاجر الكلمات والمعاني باحثة عن مرتع يؤيها لتجد فيه الحماية ....
تهب العواصف في كل مكـــــــــــــــــــان ,,,,
الجوانح الملتاعة ,, الفكر ,, الذهن وفي النظرة الشاردة التي تبحث عن شئ يستقر وقع بصرها عليه...
في النفس عواصف مختلفة القصد ,, الدوافع متباينة السرعة والقوة ,, متضاربة ومختلطة ...
عندهــــــــــــــــــــــــــا يطرحك وجع الصدأ ,,, وتتشاطر الرؤى ,, وتغرق في بحر لتواجه أمواج الزمن العاتية...
أو تحلق في أجواء الفضاء ثم تهبط إلى قاع المحيط لتصطدم بصخرة الواقع ...
كم يتمنى المرأ أحياناً أن يعيش بلا أصدقاء وأن يعيش الوحدة كاملة .. لأن الأمور لا تسير دوماً على ما يرام ...
تجدك في ليلة شديدة البرد تجد نفسك تريد الحب والرعاية والإهتمام , تريد من يخبرك أنه إلى جوارك , ليس لأنه يشفق عليك , بل لأنه يحبك ,, لا يهمه أنك لست جميلاً ولا لست ذكياً ولا لست رائعاً ,, فقط يجد أنه يحبك ويستطيع أن يرعاك لأنه أقدر منك , وهذا لا يعني أنك لست رصيداً له , يكفيه أنك ضعيف ليستمد من ضعفك سعادته في أنه قادر ,, وهذا هو أقل ما تملكه وأعظم ما تمنحه...
ولأنك ربما تمضي العمر كله ولن تجد ذلك فتبدو منهزماً وتعلن الرغبة في الفرار ,, والركض سريعاً بعيداً عن الحياة ...
لقد أحطنا أنفسنا وأترفناها بأحلام كبيرة ورغبات عظيمة .. أوردناها دون أي نقاش ,,
وكبلنا ذواتنا لها أسارى ,, وبعدالة هل نحن أهلُ لذلك ؟؟؟
هل تدري أن أعظم ما يجب أن يبحث عنه البشر ليكون حلماً لهم .." أن يكون إنساناً طيباً هادئ النفس .. واسع الخير ..راضياً عن كل ما يمنحه الله إياه,, وتلك السكينة تنعكس وقاراً في ملامح وجدانه ..
لا شئ أعظم من أن يمتلك قلباً عامراً بثلاث :
الإيمان العظيم ...
السكينة ..
والمحبة .."
دعنا نبحث عن مثلث السعادة هذا ... ونمنحه كل بائس ومتشرد وحزين ..
دعنا نتعاون في الوصول إليه , وبعده أتحدى كل من أمتلكه أن يبتئس أو يريد جمالاً أو مالاً أو دنيا ..
لقد أقر ابن تيمية العالم الجليل هذه الحقيقة " سعادتي في قلبي أنى رحلت فعي معي لا تفارقني ,, أنا حبسي خلوة , وتشريدي سياحة , وقتلي شهادة .."
أتســـــــــــــــــــــــــــــــــال ..
ما الذي نبحث عنه في هذه الحياة بتفاهة تفكيرنا ..
لنا أن نحزن ,,ولكن !! ليس أن نعترض على ما شاءه الله لنا .. إنه يعلم ما لا نعلمه نحن ,,, والعاقل الذي لا يريد حياته أن تصبح بلا معنى ( كفرقعة أصبعين ) هو الشجاع المقاتل الهازم لألد أعدائه نفسه الأمارة بالسوء , لسنا بحاجة لشئ ,, حاجتنا لأن نقرر أن ما نبحث عنه في رحلة الحياة الطويلة يجب أن يستحق آلامنا .. دموعنا.. خوفنا..
وإلا فليس صحيح قول ((( ربحت صفقتنا )))
توقيع / العسجد ..
أنتهت الرسالة
مواقع النشر