الشعمي يصف عرض جذع الغافة المعمرة المحروقة
الرمس.نت/ موضوع خاص:
قبل بضعة أشهر كانت تقف بشموخ وعزة ، فهي من أشهر أشجار الغاف المعمرة في منطقة ضاية برأس الخيمة ، ولكنها اليوم اختفت نهائياً ولم يتبق من أثرها شيء مطلقاً بعد أن صارت رماداً بفعل حريق متعمد أحرق معه تاريخ أشهر شجرة غاف في ضاية المشهورة ببساتين النخيل.
الحادثة التي يرويها الوالد عبدالرحمن صالح الشعمي وقعت قبل 9 أشهر من اليوم ، حيث فوجئ في صباح إحدى الأيام باحتراق الشجرة المعمرة بعدما قام أحد ما من العمال الآسيوين العاملين في مزارع النخيل بإشعال النار في مخلفات تلك المزارع والتي للأسف كانت ترمى تحت ظلال هذه الشجرة.
ووفق الشعمي فإن هذه الشجرة تقع في إحدى سكيك المنطقة وغلب على اسمها "شجرة سكة بن نغر" وهي شجرة يربو عمرها عن 250 سنة ، فقد أخبره والده عن وجود الشجرة في زمن أجداده رحمهم الله ، فالشجرة عُرفت تاريخياً مع تعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل ، وشهد تاريخها صراعات أهل المنطقة بقيادة القواسم مع قوى الاحتلال البريطاني في المنطقة مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي .
ويستعرض الشعمي تاريخ وذاكرة المنطقة حول هذه الشجرة فقد كانت تمثل موقعاً اجتماعياً كبيراً في قلوبهم ، فخلال عمرها الطويل اتخذت مكاناً للإصلاح الاجتماعي بين أهل المنطقة ، فلم يكن يملك سكان المنطقة حينها مجالس خاصة ، لذا كانوا يلجأون للمكان للصلح بين الناس والشؤون الأسرية ، فضلاً عن اعتباره مركزاً لسوق أهل ضاية في الصيف ، فتحتها تباع الأسماك والحضروات والبضائع مع دخول وخروج سكان المنطقة إلى مزارع النخيل.
ويستطرد بأنه في عام 1968م ، قامت بعثة آثار أجنبية بزيارة منطقة ضاية لإجراء بعض الاستكشافات ، ومر فريق البعثة في طريقهم لقلعة ضاية بالغافة ، فأكدوا بأن الشجرة معمرة ولا بد أن يتم الحفاظ عليها ، وهي ضمن غافتين فقط ماتت الحالية وبقيت واحدة فقط وحالياً تقع في مزرعة السيد سعيد سالم الطنيجي ، وكانت الشجرة مقصداً لأهالي المنطقة للبيع والشراء.
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي 
ووجه الشعمي أصابع الاتهام إلى الآسيويين الذين يعملون في المزارع القريبة من موقع الشجرة ، إذ أنهم درجوا على رمي مخلفات المزارع تحتها ومن ثم إحراقها ما أدى إلى اشتعالها حتى أصبحت رماداً ، فقام بإبلاغ البلدية ولكن لم يكن هناك أي ردة فعل على الحادثة!!.
وطالب الشعمي الجهات المسؤولة في الدولة بضرورة الحفاظ على ما بقي من أشجار الغاف خاصة المعمر منها ، لأن الدولة منذ مشأتها اهتمت بالشجرة ، وقال الشعمي: اتذكر زيارة المغفور له بإدن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للرمس في عام 1974م ، حينها سأل مدير مكتب وزارة الأشغال في رأس الخيمة عن المساحات المخصصة لأراضي المواطنين في المنطقة ، فقال له المدير حينها أن مساحة كل أرض 60*60 ، فوجه سموه أوامره بضرورة أن تعطى الأراضي بمساحة 100*100 بشرط ألا يتم زراعة الأشجار وسط المنزل وذلك حرصاً على ألا تقطع أي شجرة إذا ما رغب صاحب المنزل في بناء إضافات في المنزل لاحقاً.
ضرورة إيجاد تشريعات
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي 
من ناحيته أكد السيد عيسى عبدالرحمن الشعمي بأنه وبعد احتراق الشجرة وجد جذعها المتبقي ملقى ومغلقاً لإحدى سكيك المنطقة ، فقام بإزاحته عن الطريق بواسطة سيارته لأنه كان كبيراً ولا يمكن أزاحته ببساطة.
وأشار عيسى إلى أنه بات من الضروري أن تقوم الجهات المسؤولة بالنظر إلى رعاية ما تبقى من أشجار الغاف والسمر خاصة المعمرة منها وهي كثيرة في المنطقة ، ولكن وللأسف فقد طالت يد القطع كثيراً من تلك الأشجار ، فمن السهولة اليوم أن تجد أخشاب تلك الأشجار تقطع وتباع بثمن بخس في الأسواق ، الأمر الذي يتطلب تشريع قوانين تجرم سلوكيات القطع العشوائية للأشجار.
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
هذا وقد شاهدت الرمس.نت بأن موقع احتراق الغافة قد تحول إلى موقع لصناديق النفايات ، ولكن خلال الشهر الماضي تحركت الجهات المسؤولة ونقلت موقع المكب إلى خارج الطريق نظراً لتكرار مشاهد احتراق الصندوق بشكل يومي في نفس موقع حادثة احراق شجرة الغاف المعمرة.
الحادثة انتهت وأنهت معها تاريخ تلك الشجرة التي باختفائها اختفت ذاكرة مكان طالماً كان الناس يعدونها رمزاً للقدم والتاريخ العريق ال
ذي شهدته شجرة الغاف المعمرة.
رد مع اقتباس
مواقع النشر