بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إذا تزوج الشاب بعد سنين طويلة من السعي و التخطيط و الأحلام الكبيرة
فإنه يكون متطلعاً لأمر ارتباطه بالإنسانة التي اختارها بكثير من الأمنيات
بحياةٍ سعيدة أيامها و لياليها تمتلئ هناءاً و مـــودةً و استقراراً
و الفتاة عندما توافق عن اقتناع و رغبة على خاطب تقدم لها فإنها تنسج
أمانيها الوردية بحياة مليئـة بالحب و العاطفة المتدفـقة و المشاعر
المرهفة و التآزر أمام المحن و المواقف الصعبة
تبدأ حياة أي زوجين عادة بالأفراح و الليالي المـلاح و تكون أيامهما الأولى هي فترة التعارف و بداية الإنسجام في جو من تدليل النفس و تدليل الطرف الآخر و بعد انقضاء تلك الفترة يدخلان في
تفاصيل الحياة و هنا تتضح الطريقة الحقيقية للتعامل مع الأمور من قبل الزوج و الزوجة
في كثير من الأحيان تسير سفينة الأسرة الصغيرة مقاومة أمواج المتاعب و المصاعب
و لكن في أحيان أخرى _ للأسف الشديد _ لا تستطيع تلك السفينة الصغيرة إكمال
طريقها لأنها تراجعت أمام الاختلافات و مبادرة أحد الطرفين بالانسحاب منها
وقع الطلاق على النفس ليس بالأمر السهل و هذا ينطبق على الرجل و المرأة
و لكنه على المرأة كبير جداً و أسباب ذلك معروفة فالمرأة عاطفية بفطرتها
و أيضاً يزداد الأمر صعوبة على أحد الطرفين عندما يجد نفسه مرفوضاً من الطرف الآخر
بعد الطلاق يدخل الطرفان في فترة جديدة من حياتهما . . . في وضع مختلف تماماً
فكلاهما كان لديه شريك يشاركه يومه و أعماله .. يشاركه حتى في أدق التفاصيل
و الآن يحس و كأن شيئاً ما ينقصه
فماذا يا ترى بعد الطلاق ..!
ماذا عليكَ أيها الرجلُ المُطَلق؟
و ما الذي عليك فعله أيتها المرأة المُطَلقَة ؟
هل تكتفيان بالانغماس في الذكريات أو في لوم الطرف الآخر أو الاستغراق
في الحزن لشعوركما بمرارة الفشل ؟
لا
لا لاتفعلا..لا تعودا إلى الخلف
بل عليكما السعي إلى الأمام
الطلاق هو نهاية علاقة و ليس نهاية السعادة و رحيلها بلا عودة
{ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130) } سورة النساء
ما الذي عليكَ/عليكِ فعله إذاً ؟
1- الرضى بقضاء الله و قدره و الرجوع إليه و المبادرة بالتوبة و التوكل عليه سبحانه
2- التفكير في الأمر بواقعية و عدم الاستسلام لهوى النفس
3- عدم إفشاء أسرار حياتكما السابقة و عدم إنتقاص الطرف الآخر
4- إذا كان لديكما أطفال فعليكما شكر الله تعالى على هذه النعمة و عدم الاضرار بهم باستخدامهم كورقة ضغط
5- إذا كان للطرف الآخر حقوق عندك(مالية أو ما شابه) أدها و لا تنكرها
6- عش حياتك و استمتع بالمباحات و لا تستسلم للهموم
7- أشغل وقت فراغك بما هو مفيد و جديد و لا تكن جامد التفكير
8- ما حدث حدث فاستفد منه و لا تنكر الحقائق ، تعلم من تجربتك السابقة و تلمس مواطن الخطأ لتتلافاها مستقبلاً بإذن الله
9- ابدأ من جديد البحث عن من يفهمك و تعيش معه في سعادة
10- دقق في الاختيار عند تجربة الزواج الثانية و لا تتساهل في ذلك لمجرد كونك مطلقاً/ مطلقة
و تذكر في نفس الوقت أنه لا بأس ببعض التنازلات عن المطالب الغير أساسية في الحياة
11- تخلص مما يذكرك بماضيك الحزين
:: ::
و أخيراً
اعلم / اعلمي
أنه مهما كانت المصيبة كبيرة فإن رحمة الله تعالى واسعة قال سبحانه في كتابه الكريم :
( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) (156) سورة الأعراف
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
منقول
مواقع النشر