شهر رمضان والدعاء:
جاء رجل إلى رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ فقال : " يا رسول الله أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه؟ " فنزل قول الله تعالى قبل أن يرد النبي _صلى الله عليه وسلم_ :"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ... " (البقرة186)، فكل الأسئلة في القرآن الكريم مثل: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ اٌلشَّهْرِ اٌلْحَرَامِ قُلْ.."، "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اٌلْمَحِيضِ قُلْ.."، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ اٌلْأََهِلَّةِ قُلْ..." فيجب أن تأتي كلمة قل، أما في هذه الحالة قال:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي..."، فلا يوجد واسطة بيننا وبينه فهو الذي يجيب، فانظر إلى الحنان والقرب الذين يتجلى في رده تعالى: "... فَإِنِّي قَرِيبٌ..."، والقرآن كلام الله لذا فأنت تسمعه سبحانه وتعالى يجيبك، ثم يقول أجيب فالإجابة هنا جاءت مبكرة حيث قال: "...أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ..."، ولم يقل أجيب دعوة المؤمن، أو التقي، أو دعوة الحاقد، ثم يقول:"... إِذَا دَعَانِ..."، أي إذا اختار هو أن يدعوني أُجيب دعوته، وقد جاءت هذه الآية في وسط آيات الصيام فجاء قبلها قوله تعالى: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...."(البقرة 185)
مواقع النشر