في حادث أليم بالإماراتالفقيد كان مثالاً للداعية المخلص لدينه ورسالته فحظي بقبول الجمهور
الدوحة - الراية:
فقدت قطر أول أمس داعية من دعاتها وعلما من أعلامها أصحاب الحضور في الدعوة والبذل والعطاء لدين الله وهو فضيلة الشيخ سعيد الزياني الذي لقي مصرعه في حادث أليم بدولة الإمارات أمس الأول، حيث كان رحمه الله يمتاز بأمرين أولهما القبول لدى من يسمعه مما يشعرك بأنه أوتي الأمر الأهم ألا وهو الإخلاص في الدعوة والتي بها يصل ما يقوله إلى قلوب مستمعيه قبل آذانهم بطريقته المعهودة في الإلقاء والوعظ.
وكان فقيدنا الراحل من الرجال الذين سخرهم الله لخدمة دينه والدعوة إليه ليكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر هاديا للناس إلى سبيل ربهم وطريقه المستقيم، وعملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن لله تبارك وتعالى خزائن للخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا للشر .
وكان الشيخ رحمه الله تعالى من الدعاة الذين قدموا العديد من المحاضرات والدروس خلال رمضان المنصرم في جميع أنحاء الدولة شرقا وغربا فمن جامع فرهود بالسيلية إلى جامع الإمام مالك في مدينة الشمال مرورا بمساجد وجوامع كبار بالدوحة كجامع عمر بن الخطاب وجامع حصة السويدي بمنطقة العزيزية والعديد العديد من المساجد كان يطير من محاضرة لينتقل إلى درس ومن درس إلى ندوة داعيا إلى ربه ومهما أطال كانت المساجد تمتلىء بالحضور جالسين معه حتى ينتهي.
وكان الشيخ علما من أعلام الدعوة والذب عن العقيدة السليمة والصحيحة على منهج أهل السنة والجماعة وكان مجاهدا في هذا المجال يزود عن حياض الإسلام شرقا وغربا مدافعا عن السنة وعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مفندا افتراءات المفترين مظهرا لباطلهم مؤكداً على التخلية قبل التحلية تخلية القلب من المشاغل التي تحول بينه وبين القرب من ربه سبحانه وتعالى، هذا بالإضافة إلى معايشة واقع المسلمين شرقا وغربا والتألم لآلامهم والحزن على مصابهم وما يهتم به المسلمون ويمس حاجتهم.
وفي جانب آخر فإن موت عالم من علماء الإسلام، ثلمة كبيرة ومصيبة عظيمة تحل بالأمة، لأن العلماء، هم سادة الأنام ومصابيح الظلام، بهم يُعرف الحلال والحرام، وبفتاواهم تتضح الأحكام، وبمواعظم تصلح القلوب، وتنيب إلى علام الغيوب، وهم في الأرض زينة لها وهداية للحيارى فيها، كحال النجوم في السماء. ومنذ أيام فقد المسلمون علما شامخا، وجبلا من جبال العلم راسخا، فقدت الأمة العلامة عبد الله بن جبرين، رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالصالحين ورفع درجته في عليين، فقد كان عالما عاملا، زاهدا في متاع الدنيا، ورعا كريما سخيا، واسع العلوم والمعارف، زاهدا في الشهرة والظهور، باذلا نفسه لدينه، تعليما ونصحا وعونا للمحتاجين وإغاثة للملهوفين.
المصدر جريده الرايه
مواقع النشر