أرجو منكم قراءة هذه القصة لأنها تعبير صادق عن مدى حبنا لأمهاتنا مهما كبرنا .....
رائحة الشمس
ما نحن -الرجال-إلا أطفال أمهاتنا. مهما كبرنا أو استطلنا تظل أمهاتنا حاملات لأسرار لمعجزات نظل نرتجيها,ولقد كانت معجزة أمي أنها كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا المغسولة.
سأظل أتذكر أنها كانت تجمع الغسيل بعد جفافه عندما تبدأ الشمس رحلة هبوطها بعد العصر,وعلى الكنبة التي بركن الصالة ترتفع كومة الثياب النظيفة.وفي هذه الكومة كنت ألقي بنفسي لأغرق في رائحة الشمس,فلقد كانت الثياب النظيفة تلك تمنح أنفاسي رائحة لم تكن في وعيي غير رائة الشمس.
راحت كومة الثياب عن كنبة الصالة.غابت إلى الأبد,وكبرت أنا إلى حد أنه حتى لو ظلت الكومة ما كنت أستطيع أن ألقي بنفسي فيها.
وكل ما أستطيعه الآن هو,أن أوصي زوجتي ألا تجمع الغسيل المنشور إلا بعد العصر.وبزعم أنني أساعدها في جمع الغسيل,ألتقط منه قطعة وأغرق وجهي فيها.
تضحك زوجتي قائلة: ( كف عن الوسوسة)تحسبني أتشمم الغسيل لأتيقن من نظافته,فهي لاتعرف أنني أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا .. أبحث عن عطر أمي.
للكاتب: محمد المخزنجي
مواقع النشر