د. السديس: العضل عن الزواج ورَدُّ الأكفاء جناية على النفس والمجتمع





أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والمشرف العام على

مجمع إمام الدعوة العلمي بمكة المكرمة أن عضل النساء ورَدُّ الأكفاء فيه جناية على النفس، وعلى

الفتاة، وعلى الخاطب، وعلى المجتمع بِرُمّته.

وقال، بحسب جريدة "المدينة" السعودية ، لقد وصل ببعض الأولياء الجشع والطمع أن يعرض ابنته الحرة

المسلمة الكريمة سلعة للمزايدة، وتجارة للمساومة والعياذ بالله، وما درى هؤلاء المساكين أن هذا

عضلٌ وظلمٌ وخيانة.

وقد تكون مدرِّسة أو موظفة فيطمع في مرتبها، فأين الرحمة في هؤلاء الأولياء؟!كيف لا يفكرون

بالعواقب؟!

أيسُرُّهم أن يسمعوا الأخبار المفجعة عن بناتهم ممّا يندى له جبين الفضيلة والحياء؟!

يا سبحان الله، كيف يجرؤ مسلم غيور يعلم فطرة المرأة وغريزتها على الحُكم عليها بالسجن المؤبد في

بيته إلى ما شاء الله، ولو عَقَل هؤلاء لبحثوا هم لبناتهم عن الأزواج الأكفاء، فهذا عمر -رضي الله عنه-

يعرض ابنته حفصة على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان -رضي الله عنهم أجمعين- وهذا سعيد بن

المسيب -رحمه الله- يزوج تلميذه أبا وداعة، وهذا ديدن السلف في عصورهم الزاهية. وقال السديس إن

تضييق فُرص الزواج عِلّة خراب الديار، به تُقَضُّ المضاجع، وبه تكون الديار بَلاقِع، وبه يُقتل العفاف وتُوأد

الفضائل، وتسود الرذائل، وتُهتك الحُرمات، وتنتشر الخبائث والسَوءات. وقال عضل النساء ورَدُّ الأكفاء

فيه جناية على النفس، وعلى الفتاة، وعلى الخاطب، وعلى المجتمع بِرُمّته، والمعيار كفاءة الدِّين، وكرم

العنصر، وطيب الأرومَة، وزكاء المعدِن، وسلامة المحضِن، وحسن المنبت، وصدق التوجه.