[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دخل عليها غرفتها في المستشفى·· بعدما ألقى نظرة على وجهها الأصفر وتلك العظام البادية سألها·· هل اطلعت على التقرير؟ نعم·· وهل عرفت انكِ مُصابة بالايدز؟ اكتفت بهز رأسها، ثم عادت تكمل نومها المزعج بعدما سحبت الغطاء فوق وجهها·· وضع خطابا تحت وسادتها، ثم اتجه خارجا من الغرفة قائلا: هناك خطاب تحت الوسادة·
بعد مغادرته بقليل، سحبت الخطاب واخذت في قراءته·· (انتِ طالق·· وستأتيك الوثيقة خلال يومين··) ألقت بالخطاب، ساحبة الغطاء فوق وجهها·· عندما هم بمغادرة باب المستشفى، لاحظه الطبيب المعالج لزوجته·· نادى عليه (سيد····) التفت للطبيب مستفسرا·· هل ناديتني؟ فرد الطبيب: أريدك قليلا في مكتبي·· الأمر مهم·· حسنا انت ستناقشني في أمر زوجتي·· أود أن أخبرك انها لم تعد زوجتي·· لقد طلقتها·· سوف يتولى اهلها شؤونها·
نظر اليه الطبيب مليا قائلاً: ليس الأمر كذلك·· انت بحاجة الى تحليل دم·· امتقع لونه وكاد ان ينهار·· وما هي إلا ساعات حتى كان التقرير امام الطبيب·
الطبيب: سيد··· أقول لك وبكل أسف انك مصاب بنفس مرض زوجتك·· أقصد طليقتك·· (السافلة القذرة، هل نقلت المرض لي؟)·
الطبيب: انت مخطئ سيد·· فتاريخ حصانة الجرثومة لديك أقدم من تاريخ ظهور اعراض المرض عليها·· يبدو انك انت من نقل اليها المرض وربما بعد شهور قليلة ستبدأ الأعراض في الظهور عليك·
مزق التقرير·· واتجه مسرعا لخارج المستشفى وركب سيارته وانطلق بها مسرعا·· مخلفا وراءه غبار الطريق··
وفي تلك الليلة الباردة المطيرة، كانت تحتضر في غرفتها بالمستشفى وبجوارها والداها واخوانها·· نظرت اليهم بشحوب وصفرة الموت قد كست وجهها وبالكاد تكلمت: اللهم انك تعلم اني لم أعصك ولم ارتكب الحرام·· وان كنت قد فعلت ذلك فلا ترحمني·· نطقت بالشهادتين ثم فاضت روحها··
خرج ابيها من الغرفة باكيا وهو يردد: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه·· إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير·
عفراء سالم
نشرت في عدد قديم لجريدة الإتحاد الإماراتية
[/align]
مواقع النشر