عزيزاتى
اسعد الله اوقاتكم بكل خير

نقلت لكم هذه القصة الرائعة التى ارسلتها لى اختى فى إيميلى
اتمنى ان لا تكون مكررة كما اتمنى ان تنال إعجابكن



ذكرت احدى الاخوات هذه القصة
و هى قصة حقيقية
قالت:
موقف أثر في نفسي

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موقف صغير
واجهني منذ فترة غير بعيدة، كان له عظيم الأثر في نفسي..

رن صوت منبه الهاتف معلنا حلول موعد أذان الفجر. نظرت الى عقارب الساعة، فاذا هي تشير الى أنه باق أمامي حوالي ساعة انتظار في محطة التوقف، الترانزيت، في احدى المطارات الأوروبية قبل أن أستقل الطائرة الثانية الى بلدي الحبيب. توضأت و رحت أبحث عن مكان للصلاة. فكما هو معلوم، توجد في بعض المطارات غرف مخصصة للصلاة، و في مطارات أخرى من الممكن دائما ايجاد ركن منعزل بعيد عن أعين الناس لتأدية الفريضة.

كم كانت مفاجأتي غير سارة عندما لم أجد لا هذه و لا تلك... فالمطار صغير جدا و مزدحم، و المكان الوحيد الذي يمكن الصلاة فيه هو بين مقصورات الهواتف و المقاهي، أي في أشد الأماكن ازدحاما، حيث يتجمع الناس بين واقف ينتظر أو جالس يحتسي القهوة أو عابر سبيل...

ضاقت نفسي كثيرا من ذلك، و أتاني الشيطان يحايلني بأن صلاتي قضاءا في بيتي أفضل في هذه الحالة.. ثم بدأت نفسي تحدثني بأن أنتظر ساعة و أصلي على متن الطائرة في مقعدي حيث لا يشعر بي أحد.. طبعا أنا مسافرة، و السفر له رخصه و أحكامه الخاصة، و الدين يسر، و، و، و... يا الله كم هي سريعة النفس في تسخير العقل لاختلاق الحجج و الأعذار التي تساند هواها.. بعد أن كدت أركن الى نفسي، و أطمئن اليها، استحييت من الله تعالى، و قررت بأني لن أفوت فرصة متاحة أمامي للصلاة بقيام و سجود تامين في اتجاه القبلة الصحيح، و أن هذا امتحان لقوة ايماني و اعتزازي بديني.. كم هو ضعيف الانسان... أوازن بين تأدية فرض على وجهه التام، ولو ظاهريا على الأقل، و بين بعض النظرات و التعليقات التافهة التي قد تسبب الاحراج لضعفاء القلوب..

المهم، مددت صحيفة على الأرض في المكان المحدد، و بدأت الأنظار تتجه الي، خاصة و أنا أحدد اتجاه القبلة بواسطة الجهاز المخصص لذلك، فلربما ظنوا أني أثبت لغما في الأرض مثلا... و لكني كنت قد عزمت على أن أتناسى كل من حولي، و أتخيل نفسي في ركن الصلاة الخاص بي في غرفتي..

بينما أنا أحاول التركيز على فاتحة الصلاة، لمحت بطرف عيني أحد رجال أمن المطارات يقف على بعد خطوات قليلة مني ناظرا الي، و قد بدا واضحا أنه يريد أن يوجه الي كلاما. فما كان مني الا أن ثبت نظري في موقع سجودي، حامدة ربي بأنه على الأقل آثر الانتظار، و لم يحاول منعي من تأدية الفرض..
بعد التسليم، لم أقم مباشرة، بل شرعت بالاستغفار ثلاثا حتي أفسح لنفسي مجالا للتفكير بكيفية الرد عليه.. هل أعتذر على اعتراضي مكانا عاما، أم أدافع عن حقي في تأدية صلاتي، أم أكتفي بالسكوت... قمت و قد قررت أخيرا بأن يكون ردي من روح خطابه. اذا كلمني بأدب، رديت عليه بما قل و دل بأدب. و ان لم يكن أسلوبه لائقا في الكلام، اكتفيت بالصمت الذي أعتبره أفضل أسلوب للرد على السفهاء..

كم كانت دهشتي كبيرة عندما بادرني بالحديث معتذرا بلسان عربي، و بلهجة أهل بلدي!!، أنا آسف اذا كان
وقوفي بهذا الشكل قد أزعجك، و لكني خشيت أن يعترض أحد صلاتك... يا الله ............ شكرته و قد ملأ قلبي سرور و طمأنينة، و انتشت نفسي عزة بالدين، و غمر روحي امتنان شديد، و فاض الدمع في عيني... ما أكرمك يا الله.......
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
تجازي احساني على نفسي باحسانك علي، و بهذه السرعة!!! سبحان ربي العظيم..

و بينما أنا غارقة في بحر من الأحاسيس و الأفكار، أمسح الدمع من عيني بينما ألم الصحيفة من على الأرض، أتاني صوت عربي آخر يقول، أتسمحين لي بالصحيفة؟ التفت الى مصدر الصوت، فاذا هو رجل في مثل سن والدي يقول، تقبل الله. كنت محتارا في شأن الصلاة، ثم لمحتك من بعيد.. سبحان الله، كأن الله قد أرسلك الي... والله لا أستطيع وصف شعوري في تلك اللحظة.. أردت أن أقول له بأني لا أدري من الذي أرسله الله لمن.. ولكن العبرات حبست الكلمات..
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..

موقف عابر، و لكنه أثر في نفسي شديد الأثر، و أضاء لي معان أضاءت بدورها نورا من يقين في قلبي..
أحسست كما لم أفعل من قبل بمعنى قوله عليه الصلاة و السلام، أروا الله من أنفسكم خيرا
لمست معنى قوله عز و جل في كتابه الكريم
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ \ يونس61
يجزي بالعمل مهما كان بسيطا، و زيادة في جوده و احسانه، يكون الجزاء في الدنيا قبل الآخرة
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ \ النحل30

ما أعظم ديننا، و ما أكرم خالقنا و مولانا...
والحمد لله رب العالمين