بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مساء وردي لكل من تطل من النافذة الوردية ,, وصباح آخر لمن تتنسم شرفتها في وقت الصباح ..
كيف ممكن تتقبلين في يوم من الأيام أنك تتكلمين مع رجل غريب عنك بمجرد توقيع وقعتيه على ورقة ؟!
كيف ممكن تسمحين لنفسك تقابلينه في بيتكم أو تجلسين معه , وربما في حضور أخوك أو أبوك ؟!
كيف ممكن تعيشين بعد كذا مع رجل غريب عنك , بعيدة عن أهلك , غرفتك , حياتك الصغيرة الخالية من أي مسئولية ما عدا مسئولية روحك ؟!
ممكن تجي وحدة وتقول خلاص هذا صار زوجك و ... و ...
كلنا عارفين الكلام هذا , وأن مجرد توقيعك على تلك الورقة , تعتبرين خلاص اخترتِ بنفسك حياتك الجديدة , و اخترت الشخص اللي راح تكملين وتبنين معه هذه الحياة ..
لكن أنا أتكلم من الناحية النفسية ..
فتاة عاشت الحياة بكل طهر ونقاء وصفاء ,, ما تعرف من الرجال إلا أبوها وأخوانها , ما تجرأت في يوم من الأيام وتكلمت مع غريب أو أجنبي عنها لا بخير ولا بشر .. تلقى نفسها مسموح لها بمجرد الملكة أنها تتكلم مع هالشخص الغريب اللي دخل حياتها , بل هي مطالبة بذلك كحق شرعي له ..
أعتقد أنها شوي صعبة أو بمعنى أصح تحتاج تأهل نفسها لمثل هالشيء ..
هو صحيح أن أصعب مرحلة في حياة الفتاة هي مرحلة الخطوبة بشكل عام ككل وبصراحة أتعب مرحلة
لأنك بنفسك قاعدة تقررين مصير حياتك ونفسك ..وأنتي وحدك المسئولة عن اختيارك وموافقتك .. إن أحسنت الإختيار أو العكس ,
بعد ما تخلصين من التفكير بـ " قرقوش "
يجي التفكير بالمجتمع المحيط فيه واللي هو عايش فيه .. أمه , أخواته , عائلته , عاداتهم وطباعهم - إن كان مو من الأقارب - , هل راح اندمج معهم .. كيف ممكن أتعامل معهم بشكل جيد واكسب ودّهم .. ؟!
وضع ابنهم معهم إن كان الأكبر او الوحيد , أو الأصغر , ففي كل حاله له تعامل خاص مع عائلته لازم اتقبلها و أرضى فيه ..
و يظل الهاجس الأكبر و العريض ..
يا ترى هل راح أكون سعيدة في حياتي الجديدة أو لا ؟
ويجيك تفكير :
يا شيخة وش لك ووجع الراس , ريحي نفسك و ارفضي , أنتي مبسوطة ومرتاحة ببيت أهلك .. تقومين متى ما تبغين وتنامين متى ما تبغين , وحالك حال نفسك , بلا مسئوليات بيت وزوج وأطفال بالمستقبل ....
لكن إلى متى ؟!
أبوك - الله يطول لك بعمره - ما راح يعيش لك طول العمر .. أخوانك ماراح يكونون معك ولك طول عمرك .. راح ينشغلون بحياتهم و أسرهم ..
التفكير الثاني أو - الحجة الثانية - : بكمل دراستي
هنا أنقل لك نداء الدكتورة أميمة في كتابها اللي سيرد ذكره بعد قليل :
" لا تجعلي من التمسك بالإنتهاء من مرحلة التعليم الجامعي ذريعة وسبب لعدم زواجك من المتقدم لك إن كان هناك تكافؤ بينكما وتجدين فيه رجلاً صالحاً مؤهلاً , وفي نفس الوقت يهيئ لطموحك العلمي الجو المناسب ,, إذاً مالمانع لديك شخصياً ,
أناشدك أن تعيشي على أرض الواقع و كفى أحلاماً وردية ... إلخ ما ذكرت في ذلك النداء "
وختمت ندائها :
" الكثير من الفتيات مع الأسف يعجبهن مبدأ رفض المتقدم للزواج حتى يقال فلانة خُطبت للطبيب والمهندس وفلان وفلان ولكنها رفضت .. ويعتبرن ذلك نوعاً من الصيت وشدة اهتمام المتقدمين للزواج بهن ,
وأنتِ يا فتاتي لا تعلمين مع الأسف بأنك تستعملين طريقة العد التنازلي لهؤلاء الخاطبين وأنهم يتناقصون بتزايد عمرك حين يمر بك الزمان و أنتِ تكابرين معتبرة أن الشهادة التي حصلت عليها هي سلاحك الذي تشهرينه دائماً ... حتى تجدين نفسك في وحدة قاتلة وقد انصرف الجميع من حولك . حينها سيكون نفع الشهادة ثانوي .."
الكلام يطووول ويطووول في الحديث عن هذه المواضيع خاصة عندما يكون بث شجون بين ذوات الربيع الواحد من العمر - بين الفتيات أنفسهن -..
لكن أنا مو بمقام أني أتحدث واتكلم عن هكذا قضايا , أنا مثلكم أتلقى وآخذ لا أعطي ..
ولأني كذلك , وسقطت على ما أعتبره كنز تتلقين منه المعلومة وتستفيدين منه - وأيّ فائدة تلك الفائدة - أنا هنا اليوم :
مواقع النشر