[all1=#2b3db3]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/all1]
[a7la1=#ad1515]اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [/a7la1]
[blink]
رمضان مضي فماذا نحن فاعلون
[/blink]
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالكيوم الدين. إلهنا: بَلَّغْتَنَا شهر الصيام فلك الحمد، وألبستنا لباس الصحة والعافية فلك الحمد. أعطيت من شئت بفضلك، ومنعت من شئت بعدلك، ولا تظلم من عبيدك أحدًا.. وبعد..
فإن لكل شيء خلقه الله بداية ونهاية!! فالحياة لها بداية ونهاية... والإنسان والحيوان والسموات والأرض والشمس والقمر، والنجوم،والدواب، وكل المخلوقات لها بداية ونهاية.
والبداية والنهاية سنة كونيةربانية، لا تقتصر على مخلوقات بعينها فإن الأمم والدول لها بداية ونهاية، وكذلك الأيام والساعات.
وهذا شهر رمضان قد رحلت أيامه، وانقضت ساعاته، وفنيت لحظاته، بالأمس كنا فرحين باستقباله، واليوم قد بدا حزننا لفراقه، وكم بين فرحالتلاقِ ولوعة الفراق!!
[blink] حال المسلمين بعدرمضان!!
[/blink][blink]
[/blink]
[blink]
[/blink]
ومضى رمضان وسنة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا تعاقبالليل والنهار، وهكذا الحياة، شهر يعقبه شهر، وعام يخلفه عام، ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾[النور:44].
وهذه الأيام تتوالى علينا، وكل يغدو، فمعتق نفسه أو موبقها. قال الشاعر:
تمر بنا الأيام تتـرى وإنمـا نسـاق إلى الآجـال والعين تنظـر
فلا عائـد ذاك الشباب الـذي مضى ولا زائل هذا المشيبالمكَدر
وخير من هذا قول الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواوَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران:140].
ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما حالنا بعد رمضان؟!! وهل هناك وجه للمقارنة بين حال بعض الناس في رمضان وبعد رمضان؟!!
ولزامًا على كل واحد منا، أن يصدق في جوابه مع نفسه وأن يتجرد عنأحابيل الشيطان وتلبسه وأن يترك التماس الأعذار الواهية التي يسلي بها نفسه.
والجواب عن هذا السؤال ما نراه ونلمسه من حال بعضنا. فبعض منا يكون متلبسًا ببعض الآثام قبل شهر رمضان فيتأثر بروحانية الشهر، وسكينة الصيام فيعزم على ترك ما سلفمن ماضيه ويطلِّقه طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه. وهذا الصنف إن صدق في عزمه، فسيرى منالله ما يسره ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراًلَهُمْ ﴾ [محمد:21]فالخير كله سببه الصدق مع الله عزوجل!!
فيا من تلوث في أوحال المعاصي، من سخرية وسماع ونظر إلى ما حرمالله، وغير ذلك من الآثام، احمد الله الذي بلَّغك ختام رمضان، واجعل من هذا الشهرالمبارك مرحلة تنقية وتهذيب لسلوكك وأخلاقك. واعلم أن الله يتوب على من تاب قالتعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ﴾[طـه:82]وقال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور:31] .
وقال جلذكره: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ﴾ [المائدة:39].
وقال عزوجل: ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأعراف:153]وتذكر قول نبيك صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل ) [رواه مسلم]. عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه.
فلنعزم إخوة الإسلام على التوبة النصوح، ولنغتنم ذلك قبل فوات الأوان، فما زالت سكينة الصيام قريبة العهد.
وأما القسم الآخر من الناس فهو الذي فرَّط في تلك الثروة العظيمة ولم يرعها حق رعايتها فحرمنفسه خيرًا كثيرًا، واكتسب وزرًا كبيرًا. وهذا الصنف هو الذي لم يردعه صيامه عنالآثام، ولم يتغير عن ماضيه قبل رمضان. بل عاد يتخبط في معاصيه وآثامه. وأصر على ماكان عليه. ومثل هذا يقال له: اتق الله يا عبد الله، واعلم أن ربك مطلع عليك عالمبما تقول وتفعل، فدع عنك الإصرار على الذنوب وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران:135].
[blink] أناس زادهمالصيام إيمانًا!!
[/blink][blink]
[/blink]
[blink]
[/blink]
والقسم الثالث من الناس زادهم الصيام إيمانًا فزادحبهم للخير بجميع أنواعه من صيام وصدقة، وصلاة، وبر، وصلة رحم، وهؤلاء خير الأقساموأفضلها عند الله... نسأل الله أن نكون من أولئك الذين نفعهم الله بصيامهمموقيامهم
[blink] صيام القضاء ثم الست منشوال!!
[/blink][blink]
[/blink]
[blink]
[/blink]
فقد ثبت في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر ).
لكن يقال قبل ذلك: من كان عليهقضاء من رمضان فليبادر إلى صيامه ثم يتبعه بست من شوال ليتحقق له بذلك إكمال الصيامالمفروض. ويتم له إدراك فضل الست من شوال بعد ذلك وفي صيام الست من شوال أمور ينبغيالتنبيه عليها:
من ذلك أن بعض الناس يكون عليه قضاء يوم أو يومين منرمضان فإذا صامها في شوال جعلها معدودة من صيام ستة أيام من شوال وهذا خلافالصواب.
ومنه أيضًا أن بعض الناس يوجب صيام الست من شوال، وينكر ويعيب علىمن ترك صيامها أو صيام بعضها، وهذا الإنكار في غير محله، لأن صيامها من باب الترغيبفي الخير، لا من باب الوجوب على المكلّف.
ومنه أيضًا أن بعض الناس يتحرج منصيام الست من شوال بحجة أنه إذا صامها ولو سنة واحدة، أصبحت واجبة عليه في كل سنةبعدها، وهذا من الجهل، لأن أصل صيامها ليس واجبًا في أصل الشرع. بل يؤجر من صام،ولا يؤزر من ترك. ولكنّه يكون قد فرط في خير كثير!!
ومن تلك الأمور أيضًا أنبعض الناس يعتقد أن فضيلة صيام الست من شوال تكون بعد العيد مباشرة، وأن فضلها يقلفيما لو صامها في أوسط الشهر أو آخره.
وفي ذلك نوع من الحرج بلا علم. بل من شاءصامها في أول الشهر أو في أوسطه أو آخره وفي كل خير!!
ومنها كذلك أن البعضيظن أن أفضل صيامها لا يتحقق إلا بالتتابع في أيامها. وهذا يعد سابقة لا دليلعليها. والأمر في ذلك واسع. فقد قال أهل العلم أنه لا فرق بين أن يتابعها أويتابعها أو يفرقِّها من الشهر كله وهما سواء.
فلنسارع إلى عمل الخيراتفقد مدح الله من كان هذا شأنه فقال تعالى مادحًا لأنبيائه الذين هم صفوة خلقه: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الانبياء:90].
وقال تعالى حاثًا عباده على ذلك: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آلعمران:133] .
وأثنى على عباده المؤمنين فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴿57﴾وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿58﴾ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ ﴿59﴾ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون:57ـ60]
وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن سعدبن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (التؤدة في كل شيء خير إلا في علم الآخرة ).
نسألالله أن نكون من أولئك الذين نفعهم الله بصيامهم وقيامهم. اللهم اجعلنا منالمسارعين إلى الخيرات في السر والعلن والقول والعمل.
اللهم أعزالإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. ودمِّر أعداء الدين من كل جنس ولون يا ربالعالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين!!
مواقع النشر