أردنية تقتل طفليها بالسكين!
في حادثة مفجعة أقدمت أردنية على قتل طفليها بالسكين، بينما نجت شقيقتهما (رحمة) بأعجوبة؛ حيثُ تظاهرت بالموت، ولما اطمأنت الأم إلى قتلهم جميعًا اتصلت بزوجها وأخبرته بما جرى، ثم حاولت الانتحار.
«سيدتي» تنقل التفاصيل من موقع الجريمة، في مدينة السلطة القديمة - جنوبي عمان -وتبحث في أسبابها مع الاختصاصيين
عن ملابسات الحادثة يقول المقدم محمد الخطيب الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام الأردني: «خلال ارتكاب المتهمة جريمتها بحق طفليها (محمد 11 عامًا، وعبدالرحمن 6 أعوام) أيقظ صراخهما شقيقتهما (رحمة 9 أعوام) فاختبأت تحت البطانيات، لكن أمها لم تتركها بل أصابتها بعدة طعنات، فتظاهرت الطفلة بأنها لفظت أنفاسها من شدة الطعنات، وأيقنت أمها أنها لحقت بشقيقيها، فاتصلت بزوجها وأخبرته بما فعلت: «قتلت الأولاد بالسكين»، لكنه لم يأخذ كلامها على محمل الجد، فأنهت مكالمتها معه وحاولت الانتحار؛ طعنت رقبتها بالسكين ذاتها، وسقطت على الأرض».
بعد فترة -يتابع المقدم الخطيب- راود الشك زوجها، فاتصل بشقيقها، وقصد الأخير منزل أخته ليجد الطفلين مقتولين، وشقيقتهما بالكاد تتنفس، بينما شقيقته تنزف، فاتصل بالدفاع المدني، الذي أبلغنا بدوره عن الحادثة، فاتجهنا إلى الموقع، وقمنا بإسعاف الأم المتهمة وابنتها، وأرسلنا جثتي الطفلين إلى الطب الشرعي لتشريحهما، والمتهمة تعالج في مستشفى الحسين، وحالتها الصحية جيدة ومستقرة، وعندما تشفى ستخرج من المستشفى للسجن، أما ابنتها فقد أسعفت في مستشفى آخر.
الزوج: طيبة ومتدينة!
أصيب الزوج بانهيار نفسي حاد، وخلال التحقيق أبدى دهشته من فعلتها غير المتوقعة؛ لأنها كانت -حسب وصفه- امرأة طيبة ومتدينة، وتحب أبناءها، لكنه كشف للمحققين إصابتها باكتئاب حاد، وتغير معاملتها قبل ارتكاب الجريمة بفترة، لكنه لم يخطر له أن حالتها قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة.
من جهة أخرى حاولت «سيدتي» الاتصال بالأب المفجوع، إلا أن هاتفه المحمول كان مغلقًا، وعندما تمكنَّا من إجراء الاتصال رد علينا أحد أبناء خاله، ونقل إلينا رفض الأب التحدث عن فجيعته، بينما نفت الأم الجانية للمحققين وجود أي دافع أو سبب يجعلها تقتل ولديها، ولا تعرف لماذا قتلتهما، ثم التزمت الصمت. لكن مدعي عام محكمة الجنايات الأردنية الكبرى وجَّه إليها تهمتي القتل العمد مكرر مرتين بالنسبة لقتلها طفليها، والشروع بالقتل العمد بالنسبة لمحاولتها قتل ابنتها رحمة، وتقرر توقيفها 15 يومًا على ذمة التحقيق في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة للنساء ريثما تتم محاكمتها.
مريضة نفسيًّا!
أكد لنا مصدر مقرب ومطلع على حالة الأم أنها كانت مصابة بمرض نفسي قبل وقوع الجريمة بفترة، لكنها تجاهلت الحالة ولم تقتنع بالعلاج عند الاختصاصي، مما زاد حالتها سوءًا، وأدى بها إلى ارتكاب هذه الجريمة التي تتعارض ومشاعر الأمومة.
اكتئاب ذهاني!
عن تشخيص الحالة النفسية للأم قبل وخلال ارتكابها الجريمة بحق أولادها، يقول الدكتور محمد الشوبكي استشاري الطب النفسي: «أصيبت المتهمة بالاكتئاب الذهاني الشديد، الناتج عن وجود اضطرابات سابقة لديها في مركز الانفعالات النفسية، وتوهمت أنها وعائلتها يعيشون في بؤس وشقاء، ولابد من أن تريحهم للأبد، وتريح نفسها، والكثير من المصابين بهذا المرض حاولوا قتل أفراد أسرهم، وأقدموا على الانتحار».
وعن مخاطر تجاهل المرض النفسي والخجل منه يضيف د. الشوبكي: «كل الدلائل كانت تشير إلى إصابتها بالاكتئاب الحاد، لذلك تتحمل هي وأسرتها مسؤولية عدم تلقي العلاج، وكان من الممكن ألا تتدهور حالتها كما حدث مؤخرًا، ولم يعد مقبولاً اتهام مرتادي العيادات النفسية بالجنون؛ لأن المرض النفسي كأي مرض يحتاج الرعاية والعلاج، وأتوقع حتى بعد علاجها أن تشعر الأم بالندم وتأنيب الضمير».
الرأي الاجتماعي
كذلك أبدى الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية صدمته؛ كون مرتكبة الجريمة أمًّا، من المفترض أنها الملاذ الآمن لأبنائها، ولا يعفي الخزاعي الأب من تهمتي القسوة والإهمال: «جرائم القتل التي ترتكب من قبل النساء في الأردن لم تتجاوز %1 من إجمالي الجرائم، ولكن جريمة قتل الأم أحلام طفليها تعتبر وحشية، ونادرة، وغير مسبوقة، وغريبة، وما محاولة الانتحار إلا شعورٌ بالذنب، بعد رؤيتها أبناءها صرعى مضرجين بدمائهم، وربما كان الدافع للانتحار الإفلات من العقوبة المنتظرة».
يتابع الخزاعي: «إنها جريمة معقدة، تخفي وراءها عدة أسباب، من بينها إصابة الأم الجانية باضطرابات نفسية قاهرة لم تتم معالجتها، وقد تكون هناك أسباب شخصية (كالتعرض للعنف الأسري) دفعتها للانتقام من أحد ما، عبر قتل أبنائها».
مواقع النشر