} وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً{16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً{18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً{19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً{20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً{21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً{22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً{23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25}فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26}
مًـــــــريًم بنت عمران كانت رجاء قبل أن تولد .كانت نذرا لخدمة بيت الله في القدس كانت أمنية من أماني أمها حنة بنت فاقوذ
كانت حنة بنت فاقوذ عاقرا لم ترزق بولد وطالما تمنته لتقر عينها بطلعته ......كانت كلما رأت أمومة الطير في طائر يحنو على فرخه ويطعمه أو امراة تحمل طفاها زادت رغبتها واشتدت
لقد طال العمر وتقدمت السنون بحنة وزجها عمران بن ماثان أحد احبار بني إسرائيل
والتجات حنة إلى الله رب السماوات والأرض وتوسلت إليه ونذرت له إن حقق لها ماتمنت ..وزقها بولد تصدقت به على بيت المقدس فيكون خادما
ولم تمض فترة حتى أجاب الله دعاءها فشعرت بالجنين يتحرك بين أحشائها .. فاغتبطت لذلك وأشرق وجهها ومرت الأيام جملية لاتخلو من هنات الفرح ولكن الدنيا لاتدوم على حال فقد مات عمران ولكن قضاء الله
جاءت إيشاع لزيارة أختها ومشاركتها العزاء وكان بصحبتها زكريا برخيا عليه السلام الذي طيب خاطرها
فقالت حنة ولكني كنت أود أن يطول به العمر حتى يرى ابنه
فقالت إيشاع ومايدريك أنه ابن وليست ابنة
وأضاف زكريا نعم هذا في علم الله عزوجل
وجاء يوم المخاض ووضعت وليدها فأذا بها أنثى فتوجهت إلى ربها قائلة
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36
تذكرت حنة أنها كانت ترجو أن تلد ذكرا تهبه لبيت المقدس ...ولكنها أنثى وسمتها .مريم توجهت إلى الله بالدعاء أن يرعاها
واستجاب الله لدعائها وقبل ماوهبت له ومانذرت
فحملت مريم إلى بيت المقدس وفاء لنذرها واودعت فتاتها بين أحبار الهيكل وسدنة البيت وخدمة
وكان الأحبار ثلاثين حبرا تنافسوا على مريم ....اعترض زكرياعلى الاحبار بحكم قرابته من مريم قال أنا أحق منكم بكفاتها لانها ابنة حنة شقيقة زوجتي إيشاع
فقال الأحبار ...هذا لا يجيز لك كفالتها دونما يكفلها أحد منا فنخن متساوون في كفالتها
فقال زكريا . أنا أقربكم رخما إليها وأقواكم صلة بها فدعوها وشأنها وأعطوني إياها
عند ذلك اشتد النزاع حول من يكفل مريم وطال الجدل كل من الأحبار يدلي بدلوه ويجتهد في حجته كي يفوز بها تقربا إلى الله
وفي النهاية اتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم على من يكفل مريم ورضي زكريا بذلك الحكم وانطلق ومعه الأحبار إلى نهر قريب وألقوا بأقلامهم في النهر فغاصت جميعها إلا قلم زكريا فقد طفا على سطح الماء فنزل الجميع على رغبة زكريا التي أكدتها القرعة في النهر فتكفلها زكريا وحملها إلى خالتها حتى يتسنى له أن يبني لها غرفة في الهيكل كي يهيئ لها أفضل الظروف للعبادة بعيدا عن الناس
كبرت مريم وترعرعت في كنف زكريا فقد كان دائما ما يتفقد شؤونها ويدخل عليها محرابها ومصلاها دون الآخرين وقد كان قرير العين بكفالته
ومضت السنون ومريم تجتهد في العبادة لله الواحد الأحد الفرد الصمد فكانت تقطع النهار في الصوم والليل في صلاة وتسابيح خاشعة فكانت بحق صوامة قوامة
لكن زكريا لاحظ شيئا غريبا ,,وأمرا عجيبا .ذلك أنه كلما دخل محراب مريم وقد كان عبارة عن عرفتها التي بناها لها في مكان مرتفع من بيت المقدس
يصعد إليه على سلم أعد خصيصا لذلك
كان كلما دخل عليها مصلاها ومحرابها وجد عندها رزقا في حين أنه تأكد من عدم دخول أحد غيره محرابها فسألها في عجب قائلا.يامريم أرى لديك رزقا كثيرا.فاكهة من الصيف وفاكهة من الشتاء .أنى لك هذا؟من أين جئت بهذا؟
قالت إنه من عند الله .إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
تابعي معي أختي الكريمه
مواقع النشر