[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتزل الشيخ عائض القرني بقصيدة وأمير الرياض أقنعه بالعودة
وتراجع عن اعتزاله للدعوة.. بقصيدة
وهذه قصيدته الاخيرة بعد العودة :
* قرار الجماهير
(د. عائض القرني)
1- خُذْ يَاْ صَبَاْ نَجْد فَضْلاً وَحْيَ أَفكَارِيْ ـ فَنَجْدُ مَرْفَأ تَرْحَاْلِيْ وَإِبْحَاْرِي
2- وَنَجْدُ جُدِّدَ فِيْهَاْ اَلُحُبُّ وَانْبَعَثَتْ ـ رَسَاْئِلُ الشَّوْقِ تَرْوِيْ كُلَّ أَخْبَاْرِي
3- وَنَجْدُ مَهْبِطُ آيَاتِ الجَمَاْلِ بِهَاْ ـ مَلاَعِبُ الحُسْنِ مِنْ سِحْرٍ وَأَشْعَارِ
4- رِفْقًا بِقَلْبِيَ يَاْ نُجْدُ الهَوَى فَأَنَا ـ مُتَيَّمٌ لِخَيَالٍ مِنْكَ زَوَّارِ
5- لَبَّيْكَ (سَلْمَانُ) إكْرَامًا لِدَعْوَتِكُم ـ وَللْمُحِبِّيْنَ مِنْ بَدْوٍ وحُضَّارِ
6- في نجد تبقى أميرَ المجْدِ مبتَهِجاً ـ كأن مجدَكَ فيها نُصْبَ تذكارِ
7- في دولةٍ نصرَ التوحيد أولهم ـ وسار أحفادهم في خيرِ مضْمارِ
8- شَهْرٌ مِنَ الحُبِّ والآمَالِ كَنْتُ بِهِ ـ فِي خَلْوةٍ بَيْنَ أَوْرَاقِيْ وأسْفَارِي
9- وَجَدْتُ نَفْسِيَ بَعْدَ الهَجْرِ سَاْكِنَةً ـ وَسَآءَلَتْنِي عَنْ عَمْدٍ وإصْرَارِ
10- قَاْلَتْ: أَتَعْتَزِلُ الدُّنْيَا وَبهْجَتَهَا ـ حَسْنَاءُ قَدْ خَطَرَتْ فِيْ عُمْرِ أَزْهَارِ؟
11- فَقُلْتُ: دُنْيَايَ فِي حِبْرٍ وفِي وَرَقٍ ـ مَعْ صَفْوةٍ مِنْ مَشَاهِيْرٍ وأَبْرَارِ
12- قَاْلَتْ: يَقُولُون: أَلْقَيْتَ العَصَا تَعِبًا ـ وأَنْتَ فِي نِصْفِ عُمْرٍ بَائِعٌ شارِي؟
13- فَقُلْتُ: كَلاَّ فَلِيْ في خَاْلِقْي أَمَلٌ ـ أَعْظِمْ بِهِ مَنْ كِرِيمٍ حَاْفِظٍ بَارِي
14- قَاْلتْ: فَدَعْوتُكُ الغَرَّاءُ هَلْ نُسِيْتُ؟ ـ وأَيْنَ أَحْمَدُ مَعْ جَبْرِيْلَ في الغَارِ؟
15- فَقْلتُ: رَوْحِي فِدَا المعْصِوُمِ وَاْوَلَهِي ـ دَمِي وَدمْعِي جَرَى حُبًّا بِتّيَارِ
16- خُوَيْدِمٌ أَنَا للِّدِّيْنِ الحَنِيفِ وهَلْ ـ للِْخَادِمِ العَبْدِ أَنْ يَأْتِي بِأَعْذَارِ؟
17- وَمنْ أَنَا؟ مَاْ قَدْرِي؟ ومَاْ عَمَلِي ـ الصِّفْرُ يُوْضَعُ في خَانَاتِ أَصْفَارِ
18- وإنِّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهَ ـ أَوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أَوْ قَوْلُ مُخْتَارِ
19- قَاْلَتْ: فَجُلاّسُكُمْ مَنْ هَمْ؟ وهَلْ حَفَلَتْ ـ تِلَّكَ المَجالِسُ عَنْ قَوْمٍ بَأْخَبَارِ؟
20- فَقُلْتُ: كَاْن مَعِي القُرْآنُ يُبْهِجُنِي ـ كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأَنْوَاْرِ
21- وِ(ِلابْنِ تَيْمِيَةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ ـ طَارَحْتُهُ بِأَحَادِيْثٍ وأَسْمَارِ
22- وكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِرةٌ ـ (كَخَاْلِدٍ) و(اَبْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)
23- وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي ـ و(لابنِ خُلْدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ
24- حَتَّى (أَبُو الطِّيِّبِ) الهَدَّارِ أَمْطَرَنِي ـ بِشِعْرِهِ كهنِّيءِ الغَيثِ مِدْرارِ
25- وَقَدْ قَرَأتُ عَلَى (إقْبَالَ) مَلْحَمَةً ـ منْ شِعْرِهِ بينَ إِيرَادٍ وإصدارِ
26- وَقَدْ شَكَى لِيَ (شَوْقِي) مَاْ أَلمَّ َبِهِ ـ قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيْثَارِي
27- وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ ـ يقولُ: خذهُ بِآيَاتٍ وآثارِ
28- و(لابنِ حَزْمٍ) مَعْي ذِكْرَى مُوَرِّقَةٌ ـ (طَوْقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ
29- وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَاَئفًا وَجِلاً ـ على جدارٍ منْ التَّشْكيكِ مُنْهارِ
30- فَقَلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ ـ بكَ الظَّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ
31- وَزُرتُ لَيْلاً (رَهِينَ المحْبِسٍينَ) فَلَمْ ـ يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرْضَ بأقْدَارِ
32- وَ(لابنِ زَيدُوْنَ) أَسرَارٌ مِعْي حُفِظََتْ ـ أضْحَى التَّنائِي بديْلاً عنْ هَوَى جَارِي
33- عَلَى بسَاطٍ مِنَ الإجلاَلِ قابَلَني ـ (أبو حنيفةَ) مِثَلُ الكوكبِ السَّارِي
34- وَقْدَ رَأَيتُ (أَبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً: ـ السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ
35- وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتِيرِ) رَائعَةً ـ منْ فِكْرهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ
36- وَ(شِكْسِبِيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِهِ ـ (هَامِلْتَ) أنْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ
37- فَقلُتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً ـ بُزُوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)
38- أَمْا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي ـ عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ
39- وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً ـ قَدْ صَاغَهَا في (نيُودِلْهي) بإبْهارِ
40- حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني ـ بها نديميَّ منْ عِلْمٍ وأفْكَارِ
41- أَطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمعَ سَاحَتَهَا ـ وجَئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي
42- وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفتَ ـ حَمَائمُ الشَّوْقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ
43- نَعم، وَعَاتَبتُ (هَارَونَ الرشيدَ) على ـ قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ
44- فقالَ: دعهُمُ لنَا عندَ الإلهِ غَدًا ـ مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي
45- أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ ـ بصوتِ (إحيائِهِ) الفِيِْنَانُ أسْرَارِي
46- ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدٍ) في مُخَيِّلتِي ـ أفْلامُ ذِكْرَى بإعْزَازٍ وإِكْبَارِ
47- و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكانِي وأضْحَكنِي ـ قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ
48- و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَنِي ـ هذي العَقَاقِيْرُ أمْ سكّينُ جَزّارِ
49- وجَدْتُ نفسِيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ ـ ولمْ تُشَتَّتْ بأَخْبارٍ وأسْعَارِ
50- ولَمْ تُرَوّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ ـ في السَّوْقِ منْ سِعْرِ دينارٍ ودُوْلارِ
51- إذْ كنتُ في لُجِّةِ الدُّنْيَا وضَجَّتِهَا ـ ما بينَ فَوْضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ
52- وجدتُ (لاتْحَزَنَ) المشْهُوْرَ آنَسَنِي ـ كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ
53- سَأَلْتُ (لاتَحْزْنَ) المحبُوبَ أنتَ لِمَنْ ؟ ـ ومَنْ أبوك فَقدْ أنهيتَ أكْدَارِي
54- فقالَ: أنتَ أبي ودَّعتنِي زمنًا ـ تطوِي المنازلَ أسفارًا بأسفارِ
55- فقلتُ: أهلاً وسهْلاً بالَّذيْ سَطَعَتْ ـ أنْوَارُهُ، قَمَرٌ أزْرَى بأقْمَارِ
56- ضممتُهُ فَوْقُ صدرِي ضمَّةً فَعَلَتْ ـ بالهمِّ والحُزْنِ فِعْل الماءِ بالنَّارِ
57- وجئتُ والبَسْمةُ الكُبْرَى على شَفَتِي ـ كَطَلعَةِ الفجرِ شعَّتْ بينَ أستارِ
58- مَعْي فؤادٌ بنورِ اللهِ مبُتَهجٌ ـ وهِمَّةٌ في تلظِّيهَا كإعصارِ
59- وآيةٌ منْ حَكِيمِ الذَّكْرِ لوْ تُليِتْ ـ على الجبالَ لذابَ الصَّخرُ كالقارِ
60- ولمعةٌ منْ حديثِ المصْطَفَى برقتْ ـ كالنَّجمِ لاحَ بليلِ الجَهْلِ للسَّارِي
61- وبَيْتُ شِعْرٍ شَرَوْدٍ لوْ هتفتُ بهِ ـ (لميَّ) سارتْ (لغيلانٍ) بإصرِارِ
62- ونُكْتَهٌ تُضْحِكُ الثَّكْلَى دَلَفْتُ بهَا ـ فَرَاحَةُ البالِ عندِي بعضُ أوطارِي
63- وَسِحْرُ بَاْبِلَ دَبَّجْتُ البَيَانَ بهِ ـ من سِحْرِ (هَارُوْتَ) أو (مَارُوْتَ) أوْتَارِي
64- خَرَجتُ للنَّاسِ مَاْ في القلبِ مِنْ دَغَلٍ ـ كلاَّ وليسَ بهِ حقدٌ لأخيارِ
65- والآن عُدَّتُ إلى الدَّنْيَا وفي خَلَدِيْ ـ حُبٌّ سأسكُبُهُ كالسّلسلِ الجَارِي [/align]
مواقع النشر