[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:white;border:4px solid blue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



هل هناك مخاظر صحية تنجم من زيادة حجم الماء الكلي عن المعدل الطبيعي ؟


نعم، وينطبق المثل الشعبي الفائل: "الزائد أخو الناقص". عندما يزداد حجم الماء داخل المقصورات المائية الجسدية عن معدله الطبيعي المرسوم له من قبل خالق هذا الجسم العظيم، وحسب ميزان السوائل الذي تحدثنا عنه سابقا، ولقد يسرالله تعالى في الجسم آليات طبيعية عكسية تخلص الجسم من أي زيادة ضارة في حجم الماء الكلي بالجسم زمن أهمها: توقف إفراز الهرمون المانع لفقدان الماء في البول وتوقف إفراز هذا الهرمون يعني زيادة في عدد مرات التبول وزيادة في حجم الكميات المطروحة من الماء في البول حتى ينتظم ثبات الميزان المائي في الجسم تماما. ولهذا ينذر تراكم الماء داخل الجسم في وجود كليتين سليمتين وقلب سليم و كبد سليمة، وغدة نخامية سليمة. أما إذا كان حجم الماء المتراكم يفوق قدرة الكليتين أو كانتا مصابتين بمرض مزمن يؤدي إلى عجز شديد في وظائفهما، فهذا يؤدي عادة إلى تراكم الماء في مقصورات الجسد ولهذا تظهر آثار تراكمه سيئة تشكلأ أحيانا، خطرا على الصحة وقد تهدد الحياة، ومن هذه الآثارالسيئة، نذكر ما يلي:
· عندما يزداد حجم الماء داخل المقصورات الجسدية عن المعدل الطبيعي المرسوم له من قبل الخالق، فستؤدي تلك الزيادة إلى تخفيف شديد في تراكيز محتوياتها من المركبات الكيميائية الهامة، ففي الدم، مثلا، ستنخفض مستويات المعادن الإليكتروليتية وينخفض معدل أزمولالية الدم كذلك، وهذا يؤثر على الوظائف الفسيولوجية الطبيعية التي تفوم بها هذه المركبات في الجسم، ونفس الشيء يحدث للمركبات الكيميائية داخل الخلايا الجسدية، مما يؤدي إلى إعاقة في سير نشاطاتها وتفاعلاتها الحيوية.
· نتيجة ازدياد حجم الماء الكلي، سيحدث تورم (انتفاخ) في جميع المقصورات الجسدية نتيجة تمددها بحجم الماء الزائد وقد نلاحظ ذلك جليا في تورم الأطراف خاصة القدمين واليدين ونلاحظ، أحيانا، تورم الجفتين وبشرة الوجه.
· عندما يستمرارتقاع حجم الماء الكلي في الإزدياد، لمدة طويلة من الزمن، دون علاج، قد يتسرب الماء الزائد في الجسم، داخل تجاويف الحويصلات الرئوية في الرئتين ويسبب تراكم الماء في الحويصلات صعوبة حادة في التنفس وقد يؤثر ذلك على عمل القلب ويؤدي إلى احتقانه. وهذه الحالة الصحية الخطيرة تعرف طبيا بـ"ألأوديما الرئوية Pulmonary Oedema"وهي حالة صحية تؤدي إلى الموت سريعا إذا لم تعالج بالطرق الطبية فورا. وقد يحدث تجمع في جميع التجاويف الجسدية مثل: تجويف البطن والركبتين وتجاويف المخ وهذه، أيضا، مضاعفات خطيرة على الصحة.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الماء في أنسجة الجسم وارتفاع حجمه الكلي عن المعدل الطبيعي ؟
تراكم الماء داخل أنسجة الجسم وارنفاع حجمه الكلي عن المعدل الطبيعي المرسوم له من قبل الخالق ينتج من عدة أسباب، من أهمها نذكر مايلي:
· الفشل الكلوي وأمراض الكلى المزمنة الأخرى التي تقلل إدرار البول
· فشل القلب الإحتقاني الذي يؤدي إلى بطأ حركة الدم في الأوعية الدموية وهذا يؤدي إلى قلة جريان الدم في الكليتين وبالتالي قلة تكوين البول وطرحه
· قد يحدث تراكم الماء في الجسم نتيجة حسابات طبية خاطئة في كميات السوائل المطلوبة كعلاج عن طريق الوريد، كما يحدث أحيانا في التغذية الوريدية طويلة الأمد.
· مرض الكبد المزمن الذي يؤدي ألى تليف الكبد ومن أهم علاماته الحبن، وهو (انتفاخ البطن نتيجة امتلائه بالسوائل المتراكمة)
· الانخفاض الشديد في مستوى بروتينات الدم خاصة زلال الدم (الألبيومين)
· فرط افراز الهرمون المانع لفقد الماء في البولنتيجة وجود ورم غدي في الغدة النخامية أو عدم كفاءة المستقبلات الخلوية للأنيبوبات البولبة في العمل عند الإتخاد بالهرمون
· نتبجة وجود بعض الأورام التي تنتج موادا كيميائية شبيهة في عملها للهرمون المانع لفقدان الماء التي تفرزه الغدة النخامية وهذا يمنع الكلية من طرح الماء الزائد
· فرط شرب الماء الهيستري وهذا ينتج من اضطراب نفسي شديد
ما هي أعراض وعلامات ارتفاع حجم الماء الكلي داخل الجسم (التريل، فرط التموه ، الإستسقاء) عن المعدل الطبيعي،خصوصا، عندما يحدث ذلك بمعدل سريع ؟
من أهم العلامات المميزة، نذكر ما يلي:
o تورم الأطراف والأجفان وبشرة الوجه
o ظهورعلامات متلازمة التسمم بالماء، إذا حدث تراكم الماء بمعدل كبير وسريع، وهي: صداع حاد شديد لا يتحمل مصحوب بشعور الغثيان وحدوث قذف متكرر، والشعور بآلام مبرحة في البطن، حدوث تشنجات عضلية مؤلمة جدا، الشعور بالإرهاق والضعف وعدم القدرة على تأدية الأعمال والحركة، الشعور بالنعاس الشديد ثم الدخول في نوم عميق. وإذا لم يعالج التسمم فورا قد يدخل المصاب في غيبوبة عميقة تنتهي بالموت .
o حدوث تهيج عصبي شديد يكون مصحوبا بهياج واهتزازات عضلية لاإرادية شديدة


كلمة أخيرة عن الماء في الجسم
سبحان الله الذي خلق من الماء كل شيء، وجعله سر الحياة وسبب وجودالكائنات الحية على وجه الأرض، وقد ثبت للعلماء أن الكوكب التي تخلو من الماء لا يمكن أن توجد بها أحياء البتة، والبقعة الأرضية الجافة التي ينعدم فيها الماء لا يمكن أن تقوم فيها حضارة إنسانية ولا يفضل الإنسان أن يختارها للعيش والإعمار، ولا أحد منا لا يدرك أهمية الماء للإنسان والحيوان والنبات، ولكن يجب أن ندرك جقيقة علمية صحيحة، وهي: أن زيادة الماء داخل أنسجة الجسم تضربصحته كما هو دأب نقصه، فلابد أن تتعادل كفتي ميزانه الرصين في الجسم الحي، كما أرادها ورسمها الله تعالى له تماما، وميلان أحد كفتي هذا الميزان نحو جهة معينة ،في أي وقت، يدل على وجود حالة غير طبيعية في الجسم، كمرض أو وجود سلوك غيرقويم، يجب البحث عن أسبابه وإزالتها إن أمكن أو ضبط آثارها ومنع مضاعفاتها بالطرق الطبية بأنجع وسيلة.
الماء مادة غذائية هامة جدا لحياة الإنسان لا يمكن العيش بدونه، ولهذا أودع الله داخل أجسامنا آليات فسيولوجية رصينة للمحافظة على انتظام كفتي ميزانه متعادلة دائما ( أي أن حجم السوائل الداخلة في الجسم يجب أن يساوي حجم السوائل الخارجة منه دائما وأبدا)، وإن رجحان أحد كفتيه نحو الصعود أو الهبوط يؤثرعلى الصحة وأحيانا يهدد الحياة، فلا تدع ميزان السوائل، في جسمك، يتأرجح لأنه يؤثر على صحتك ونشاطاتك الحيوية،
والآن وقد عرفت بعض التفاصيل عن وظائف الماء كعنصرغذائي هام في جسمك، نرجو أن تكون قد أدركت أهميته وفوائده الصحية والطبية، فلا تحرم جسمك من متطلباته الضرورية، وإذا كانت كليتاك سليمتين وقلبك بنبض طبيعيا وكبدك تعمل بكفاءة، وجسمك خال من أي مرض مانع، فعلماء التغذية البشرية بنصحون: بأن على الإنسان البالغ أن يتناول كمية من السوائل، يجب أن لا تقل عن ٣ ليترات يوميا ( أي حوالي ١٢ كأسا اعتياديا)،هذا في الحالات المناخية المعتدلة، أما في الحالات المناخية الحارة كما في فصل الصيف أو في الحالات المرضية، كالإصابة بأحد الأمراض الحمية الشديدة أو الإصابة بالإسهال الشديد المتكرر، وهي حالات تسبب فقدانا كثيرا من سوائل الجسم أكثر من المعدل الطبيعي، ولهذا يجب أن تزاد كمية السوائل المتناولة بمعدل يتناسب طرديا مع الكمية المفقودة من الجسم، لتعويض الفقدان الزائد عن المعدل الطبيعي، لتلافي حدوث المضاعفات الوخيمة لهذا الفقدان، ولكن لا تشرب الماء بشكل هيستيري مرضي لئلا تدع خلايا جسمك تتسمم بالماء الزائد عن الحد الطبيعي المطلوب، وتذكر، دائما، كمبدأ صحيح تسيرعليه في تناولك للسوائل، المقولة الشعبية: "الزائد أخو الناقص"، نرجوا من المولى العلي القدير أن يمن عليكم بالصحة الوافر والعافية الزاهرة، دائما، ودمتم سالمين، ومرتويين.



منقول للفائده

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]