خطبة عن أحكام عيد الأضحى والأضحية
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 6

الموضوع: خطبة عن أحكام عيد الأضحى والأضحية

  1. #1
    نجمة بيت حواء
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    الجزئر بولاية قسنطينة
    المشاركات
    584
    معدل تقييم المستوى
    18

    dfgdfg خطبة عن أحكام عيد الأضحى والأضحية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم


    خطبة عن أحكام عيد الأضحى والأضحية

    الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    الحمد لله الكريم الذي أسبغ نعمه علينا باطنةً وظاهرة، الرحيم الذي لم تزل ألطافه على عباده متوالية متظاهرة، العزيز الذي خضعت لعزته رقاب الجبابرة، القويِّ المتين الذي أباد من كذَّب رسله من الأمم الطاغية الكافرة، أحمده حمد عبد لم تزل ألطافه عليه متتابعة متواترة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة في الدار الآخرة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات الباهرة، نبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك قام على قدمه الشريف حتى تفطر، فاللهم صل على محمد، وعلى آله وصحبه نجوم الهداية والإفادة، ما لاح هلال وأنور، وأسفر صبح وأشرق، وسلمْ تسليما كثيراً.


    أما بعد، فيا أيها المسلمون:


    اتقوا اللهَ تعالى فإنَّ تقواه عليها المعوَّل، واشكروه على ما أولاكم من الإنعام والخير الكثير وخَوَّل، واعلموا أنكم لا تزالون تنعمون بالعيش في أيام عشر ذي الحجة الأُوَل، والتي دلت السنة النبوية على أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل الصالح في غيرها من أيام الدنيا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )) رواه البخاري والدارمي واللفظ له. فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى واستغفاره ودعائه وتكبيره والصلاة والصيام والصدقة وتلاوة القرآن وغيرها من الطاعات والقرب، وتوبوا إلى الله فيها توبة نصوحاً، وأقلعوا عن الذنوب والآثام، لعلكم ترحمون.


    أيها المسلمون:


    إنكم مقبلون عن قريب على يوم عرفة، وما أدراكم ما يوم عرفة، إنه يوم الركن الأكبر لحج الحجاج، ويوم تكفير السيئات، والعتق من النار لهم، فإن لم يتسير لكم الحج معهم فلا يفوتنكم صيامه، فقد ثبت عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: (( ما من السنة يوم أحبُ إلي من أن أصومَ من يوم عرفة)).


    بل أعظم من ذلك وأفرح لقلب المؤمن وأسعد، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )).


    فهنيئاً لصائميه هذا الفضل، وهنيئاً لهم هذا التكفير، وهنيئاً لهم هذه المنة من ربهم: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }.


    إلا فلنحرص على صيامه، إلا فلنحذر من تركه والتكاسل عنه، ألا فلننتبه من التفريط فيه، ألا فلنرغب صيامه إلى آبائنا وأمهاتنا وأبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وزوجاتنا وخدمنا وسائقينا، فإنه عمل قليل، ولكن الأجر عليه كبير وعظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً )) .


    وأمَّا من كان منا حاجاً فالأفضل في حقه أن يكون مفطراً، لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يجهده الصيام ويضعفه عن ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره في صعيد عرفة، وقد ثبت عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: (( حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ )).


    أيها المسلمون:


    اعلموا ـ جملكم الله بطاعته ـ أنه يسن للرجال والنساء، الكبار والصغار، تكبير الله ـ عز وجل ـ " الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" وذلك بعد الانتهاء من صلاة الفريضة، لمن صلاها في جماعة أو صلاها منفرداً، ويبدأ وقت هذا التكبير لغير الحجاج من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ثم يقطع.


    أيها المسلمون:


    إنكم على مشارف عيد المسلمين الثاني، ألا وهو عيد الأضحى، بارك الله لكم فيه، وأعاده عليكم وأنتم في صحة وعزة وحسن عمل، وإنه يسن لكم فيه هذه الأمور:


    أولاً: أداء صلاة العيد، وهي من أعظم شعائر الإسلام، وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، وداوم على فعلها هو وأصحابه والمسلمون في زمنه ومن بعده، بل حتى النساء كن يشهدنها في عهده صلى الله عليه وسلم وبأمره، لكن المرأة إذا خرجت إلى شهودها لم تخرج متطيبة ولا متزينة ولا سافرة بغير حجاب.


    ومن فاتته صلاة العيد أو أدرك الإمام في التشهد قضاها على نفس صفتها.


    ثانياً: الاغتسال للعيد، والتجمل فيه بأحسن الثياب، والتطيب بأطيب ما تجدون من الطيب.


    ثالثاً: أن لا تطعموا شيئاً من الأكل بعد أذان الفجر حتى ترجعوا من صلاة العيد.


    رابعاً: إظهار التكبير مع الجهر به "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" وذلك من حين الخروج إلى صلاة العيد حتى يأتي الإمام ليصلي بالناس صلاة العيد.


    أما النساء فلا يجهرن إلا بقدر ما يُسمعن أنفسهن.


    خامساً: أن تذهبوا إلى صلاة العيد مشياً، وأن يكون ذهابكم من طريق، ورجوعكم من طريق آخر.


    سادساً: أن ترفعوا أيديكم عند التكبيرات الزوائد من صلاة العيد إلى حذو المنكبين أو فروع الإذنين، في أول الركعة الأولى، وأول الركعة الثانية، قبل القراءة.


    سابعاً: الجلوس لسماع خطبة العيد، وعدم الانشغال عنها بشيء كالصدقة أو التهنئة بالعيد أو توزيع الكتب أو إرسال رسائل الهاتف الجوال أو غير ذلك.


    ثامناً: تهنئة الأهل والقرابة والأصحاب والجيران بطيب الكلام وأعذبه، ومن أفضل صيغ التهنئة أن يقول المهنئ بالعيد لأخيه: "تقبل الله منا ومنك" لثبوتها عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ .


    وبعض الناس قد يهنئ بالعيد قبل حلوله بيوم أو أكثر، أو يهنئ به في ليلته، والمنقول عن الصحابة ومن بعدهم هو التهنئة في نهار يوم العيد بعد الانتهاء من صلاته وخطبته، ولا ريب أن الأحسن والأكمل هو فعلهم.


    أيها المسلمون:


    اعلموا ـ سددكم الله ـ أنه لا يجوز لأحد أن يصوم في يوم عيد الأضحى ولا في يوم عيد الفطر، لا لمتطوع بالصيام ولا لناذر ولا لقاض فرضاً، ولا للمتمتع لا يجد هدياً، ولا لأحد من الناس كلهم، وذلك لما أخرجه مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ )).


    وكذلك لا يجوز لمتطوع ولا لناذر ولا لقاض فرضاً أن يصوم أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى، إلا للحاج الذي لم يجد الهدي، وذلك لما أخرجه البخاري عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنهما قالا: (( لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْي )). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وتجاوز عن سيئاتنا، إنك غفور رحيم.


    الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


    الحمد لله معزّ من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.


    أما بعد، فيا أيها المسلمون:

    إن التقرب إلى الله تعالى في يوم العيد بذبح الأضاحي لمن السنن الجليلة الطيبة التي يتأكد فعلها في حق القادرين على قيمتها، فهي من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار، والنسك المقرون بصلاة العيد، وهي من ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالقول والفعل، فضحى في المدينة، وضحى في السفر، بل وأعطى أصحابه غنماً ليضحوا بها، ولم يأت عنه صلى الله عليه وسلم أنه تركها، فلا ينبغي لموسر أن يبخل على نفسه بالأجر، وما يقربه من ربه، فقد قال ـ عز وجل ـ: { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ }.

    ومن ضحى وهو يخشى الفقر أو الحاجة فليبشر بموعود الله تعالى له بالخير، فقد قال سبحانه: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }.


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً )) رواه البخاري ومسلم.


    أيها المسلمون:


    دونكم ـسددكم الله ـ هذه الجملة من الأحكام المتعلقة بالأضحية:


    أولاً: الأضحية لا تجزأ إلا من هذه الأصناف الأربعة، وهي الإبل والبقر والضأن والمعز، ذكوراً وإناثاً، كباشاً ونعاجاً وتيوساً.


    ثانياً: الأضحية بشاة كاملة أو معز كاملة تجزأ عن الرجل وأهل بيته، ولو كان بعض أولاده متزوجاً، ما دام أنهم يسكنون معه في نفس البيت، ومأكلهم ومشربهم يكون مع بعضهم، وقد ثبت عن أبي أيوب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (( كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ )).


    وأمَّا إذا كان لكل واحد منهم شقة منفردة في نفس البيت، ومطبخ مستقل، أو جاء أحدهم بزوجته وعياله زائراً لأهله أو أهلها في أيام الإجازة والعيد فله أضحية تخصه مع زوجته وعياله.


    ثالثاً: يبدأ أول وقت ذبح الأضحية ضحى يوم العيد بعد الانتهاء من صلاته وخطبته، وهذا الوقت هو أفضل أوقات الذبح لأنه الوقت الذي ذبح فيه النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته، ومن ذبح من أهل الحضر أضحيته قبل صلاة العيد لم تجزئه، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ )) رواه البخاري ومسلم.


    وأمَّا من كان في مكان لا تقام فيه صلاة العيد كالبدو الذين يتنقلون من مكان إلى آخر بدوابهم لطلب العشب، أومن يقضون العيد في مخيماتٍ في البر، أومن يعملون بعيداً عن المدن والقرى، فإنهم ينتظرون بعد طلوع شمس يوم العيد مقدار صلاة العيد وخطبته ثم يذبحون أضاحيهم.


    وآخر وقت ذبح الأضاحي عند أكثر العلماء هو: غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، فتكون أيام الذبح ثلاثة: يوم العيد ويومان بعده، يعني: اليوم العاشر، واليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر إلى غروب شمسه، وثبت ذلك عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن عمر وأنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ.


    ومن ذبح في اليوم الأخير من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر، فللعلماء خلاف في صحة أضحيته، فذهب بعضهم إلى صحتها، وقال أكثر العلماء: لا تصح ولا تجزأ.


    رابعاً: السنة في الأضحية أن تكون سليمة من العيوب في جميع أجزاء بدنها، ومن الأضاحي التي تصح ولا تجزأ:


    العمياء والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، ومقطوعة أو مكسورة الرجل أو اليد أو الظهر، والمشلولة، والعرجاء البين عرجها، والهزيلة الشديدة الهزال، ومقطوعة الأذن كلها أو مقطوعة أكثرها أو التي خلقت بلا أذنين، والتي لا أسنان لها، والجرباء، والمقطوعة الإلية.


    ومن العيوب التي لا تؤثر في صحة وإجزاء الأضحية:


    الأضحية بما لا قرن له خلقة، أو ما كان مكسور القرن، والمخصي من ذكور الأضاحي، وما لا ذنَب له خلقة، والقطع اليسير أو الشق أو الكي في الأذن.


    خامساً: المستحب عند أكثر أهل العلم في لحم الأضحية أن يتصدق المضحي بالثلث، ويُطْعِمَ الثلث، ويأكل هو وأهله الثلث.


    وقد جاء عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ أن النبي rصلى الله عليه وسلم قال في شأن لحوم الأضاحي: (( كلوا وأطعموا وتصدقوا )) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم:(( كلوا وادخروا وتصدقوا )).


    فإن لم يأكل المضحي من أضحيته شيئاً، وأطعم الفقراء جميعها جاز فعله، وكان تاركاً للسنة والأفضل.


    وإن جعل لحمها وليمة لأهله وقرابته وأصحابه في العيد، ولم يعطي منه للفقراء شيئاً، فإنه يكون بهذا الصنيع مقصراً ومفرطاً وتاركاً للسنة وكبير الأجر.


    سادساً: من ضحى بالغنم فالأفضل منها ما كان موافقاً لأضحية النبي صلى الله عليه وسلم من جميع الجهات، ثم الأقرب منها، وقد قال أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: ((ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا )) رواه البخاري ومسلم.


    فدل هذا الحديث على أن أضحية النبي r قد جمعت هذا الأمور الثلاثة:


    الأول: أنها كباش، يعني: من ذكران الضأن.


    الثاني: أن لها قرنان.


    الثالث: أن لونها أملح.


    والأملح هو: الأبيض الذي يشوبه شيء من السواد في أظلافه وبين عينيه ومباركه.


    ويستحب أن تكون الأضحية سمينة، وقد أخرج البخاري في "صحيحه"معلقاً مجزوماً به عن سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (( كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ)).


    ثامناً: الأضحية من جهة السن تنقسم إلى قسمين:


    القسم الأول: الإبل والبقر والمعز، وهذه الأصناف الثلاثة قد اتفق العلماء على أنه لا يجزأ منها في الأضحية إلا الثني فما فوق.


    وذكر العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ أن الثني من المعز هو ما بلغ سنة ودخل في الثانية، ومن البقر ما أتم سنتين ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما أتم خمس سنين ودخل في السادسة.


    القسم الثاني: الضأن من الغنم، وهذا لا يجزأ منه إلا الجَذَعَ فما فوق عند عامة أهل العلم.


    وذكر العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ أن الجَذَع ما كان سنه ستة أشهر ودخل في السابع فأكثر.

    اللهم آتي نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولها، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.


    اللهم ارزقنا توبةً صادقة، وحسناتٍ متزايدة، وقلوباً تخشع، وإقبالاً علىٰ الطَّاعة يكثر، وبعداً عن المعاصي، وتركاً لأماكنها وأهلها ودعاتها وأسبابها.
    اللهم ما سألناك من خير فأعطنا، وما لم نسألك فابتدئنا، وما قصرت عنه آمالنا من الخيرات فبلغنا.

    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.




    ومن باب الزيادة:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


    أيها المسلمون:

    إن العيد من أجمل المظاهر التي امتن الله بها على عباده، ففيه: يجتمع المسلمون في مصلياتهم، ويتقربون بعبادات شتى، ويكبرون الله ويشكرونه على ما أنعم عليهم، ويواسي غنيهم فقيرهم، ويصل القريب فيه قريبه، والجار جاره، والرجل صاحبه، وتصفو النفوس، ويُصفَح ويُتَجَاوز، وتحُل الألفة، ويظهر الكرم، ويكون السرور، ويهنأ الناس بعضهم بعضاً.

    ولكن ثمة أمور ومظاهر تُرى في العيد لا يليق بالمسلمين أو المسلمات أن تقع منهم، وأن يكونوا من أهلها، أو من العاملين بها، وهذا شيء منهما:

    أولاً: التشاغل عن أهم شعائر العيد وهي صلاة العيد بالنوم أو التبضع أو التجمل أو الزبائن أو أمور ضيافة الزوار والمهنئين.

    ثانياً: جعل النساء العيد مظهراً من مظاهر التبرج والسفور والتكشف، وإظهار المفاتن والعورات، فَتَفْتن وتُفتن، وتأثم وتتسبب في الإثم، كما يُرى منهن في وقت التزاور أو حضور العزائم والولائم أو عند الشواطئ والحدائق والمنتزهات،بل إنك إذا رأيت هذه الألبسة لم تتذكر إلا ألبسة نساء أهل الكفر والفجور والفساد والإفساد، وتتعجب وقوعه ممن أنعم الله عليها بدينه وشرعه، وستره وحفظه، وأفضاله الكثيرة.

    ثالثاً: حضور بعض الناس تجمعات الغناء والموسيقى والرقص وحفلات أهلها، بل قد يسافر في طلبها، فيفسد نفسه ويُكَثَّر وزره، ويبُدد ماله الذي أنعم الله عليه به، وما هكذا تشكر النعم. لله عليه به ، وما هكذتا هكذتا يكو396) والتحجيل للطريقي (1/205-206)خالفاار العلماء ، والثابت من أصحاب النبي صلى الله عليه وس

    رابعاً: ترك فعل الصلوات الخمس في أوقاتها، بسبب النوم، لأن بعض الناس واقعه في العيد سهر بالليل يُمتَّع النفس مع الأصحاب، ثم نوم بالنهار يفضي إلى تأخير بعض الصلوات عن أوقاتها فيهلك نفس بهذه المعصية الشنيعة.

    خامساً: جعل العيد محلاً للتشبه بأهل الكفر والفجور والفساد في ألبستهم وفي شعورهم وفي أفعالهم وعاداتهم.

    سادساً: تأثيم النفس بمصافحة من ليس أو ليست بمحرم، وذلك عند اللقاء في العيد والتزاور.

    سابعاً: قلب العيد إلى تشاحن وتخاصم وتهاجر وزيادة في التباغض مع الأهل والإخوان والقرابة والزوجة وأهلها.

    ثامناً:. جعل العيد موسماً لزيارة المقابر والجلوس فيها والتجمع عندها بعد صلاته، وما جعلها موسماً للزيارة في العيد، ولا خصصها بالزيارة فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا بقية السلف الصالح بعدهم، فإن لم نقتد بهؤلاء الأكابر الأجلاء فبمن نقتدي؟.

    تاسعاً: الاتصال على القنوات الفضائية ومكالمة أهلها لطلب الأغاني ومشاهد الفساد والتعري عبر الفيديو كليب، وإهدائها إلى الأهل والأصحاب، فيراها المهدي ويتسبب في أن يسمعها ويراها غيره من الناس بسبب طلبه لها فأثم ويؤثم، ويحمل أوزاراً مع أوزاره.

    عاشراً: المعايدة عبر رسائل الجوال بكلمات ماجنة، وأصوات هابطة، وصور فاتنة، والمرسل هذا لا يضر إلا نفسه وأخاه وصاحبه.

    وفي الختام


    إن بعض قد أنعم الله عليه بُبَنَّيات، فتراه يخرجهن في العيد بألبسة إن رأيتها لم تتذكر إلا ألبسة الكاسيات العاريات المفسدات، وإن رأيتهن سألت الله أن يُسلمهن ويحفظهن من الفتن وأهلها، وخشيت عليهن من الشر، وأن يكبرن على هذه الألبسة ويتعودن عليها، فيكن معول إفساد لبلدانهن ومجتمعاتهن
    منتديات سحاب السلفية
    لفضيلة الشيخ: عبدالقادر الجنيد حفظه الله تعالى
    لا تنسى ذكر الله وتربح الاجرى والثواب


    قال -عليه الصلاة والسلام- لزبيدة لما رآها في مصلاها صباحاً وعاد إليها ضحىً، قال: (أما زلت في مصلاك) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله عدد زنة عرشة، سبحان الله مداد كلماته)،

    ابن بــاز

  2. #2
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية sho3a3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,677
    معدل تقييم المستوى
    25
    آمنت بالله وحده ولا أشرك به شيئاً ..

    وأعوذ بك ربي أن أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم ...

    أحبك خالقي ..أحبك معبودي ..









    حبيبي الغالي والدي الكريم : غفر الله لك و اليك أهدي هذا الدعاء :ـــ


  3. #3
    عضوة قمة الصورة الرمزية ينبوع الغلا
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    425
    معدل تقييم المستوى
    14
    [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://forum.hawahome.com/backgrounds/10.gif');border:1px double deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مشكورة اختي [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

    ينـــبوع ــالــ غ ـــــــــــلا ....^_*

  4. #4
    نجمة بيت حواء
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    الجزئر بولاية قسنطينة
    المشاركات
    584
    معدل تقييم المستوى
    18
    الله يجازيكي خير
    اسعدني تواجدك في صفحتي
    لا تنسى ذكر الله وتربح الاجرى والثواب


    قال -عليه الصلاة والسلام- لزبيدة لما رآها في مصلاها صباحاً وعاد إليها ضحىً، قال: (أما زلت في مصلاك) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله عدد زنة عرشة، سبحان الله مداد كلماته)،

    ابن بــاز

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يوم النحر بين التضحية والأضحية
    بواسطة ام سارة** في المنتدى الحج,2
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-07-2019, 10:36 PM
  2. بسكويت عيد الأضحى (حلويات عيد الأضحى)
    بواسطة اسماء بحر في المنتدى الحلويات
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 12-07-2017, 01:55 PM
  3. الكتاب الالكتروني خطبة الجمعة اكثر من 150 خطبة في مختلف المواضيع
    بواسطة amira47 في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-08-2012, 09:51 AM
  4. تنبهات على أحكام تختص بالمؤمنات (بيان أحكام تختص بالتزين الجسمي للمرأة )
    بواسطة مسلمة احمد ربي في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-10-2008, 04:49 PM
  5. أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
    بواسطة وردة الفله في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-12-2007, 08:46 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |