[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الزمان ، وبفضلٌ من الله ، خدمتنا التكنولوجيا العلمية ...
سهلت علينا كثير من الأحمال...
فالآلة تزرع لنا وتحصد ، والمنزل مُجهز بلوازمه ، مواصلات ، اتصالات ، طاقة كهربائية ، تبريد ، تدفئة ....الخ
طفرة ، أو نقلة نوعية ..وكل شيء سهل وميسر بإذن الله ..
ولكن منذ متى ظهر هذا التطور أو منذ متى استفاد معظم البشر منه..؟
سوف تجد نفسك من ضمن شريحة ضئيلة جداً من عمر البشرية ، ولا شك أن عمر
البشر يحسب بعشرات الآلاف وما فوق ، ونحن فقط اللذين استفدنا من هذه
النعمة العظيمة ، وهي نعمة التطور التكنولوجي ...أي أن عدد المستفيدين لا يربوا على 0.1%
لذلك يجب أن ننتبه ، لأنفسنا وننظر في حالنا ...ونسأل :
هل كنا جديرين بشكر الله على هذه النعم ... ؟!!
والمخافة من الله تكمن في قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) .
وفي الأثر :
ولما نزلت ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال الزبير: أي رسول الله أي نعيم نسأل عنه وإنما يعني هما الأسودان التمر والماء قال: أما إن ذلك سيكون.
فكان الصحابة رضوان الله عليهم يحتسبون صبرهم وجهادهم وجوعهم لله تعالى فلما نزلت الآية
خشي الصحابة رضوان الله عليهم من الله وحسابه عن النعيم ، فنظر الصحابة إلى ما هم فيه فظنوا انه نعيم التمر والماء الذي هم عليه !!!
فسئلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فطمئنهم ، وقال : أما إن ذلك سيكون.
ولعله صلى الله عليه وسلم يقصد زماننا هذا ، فنحن في أرغد العيش والنعم…!!!
وقال صلى الله عليه وسلم (ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ ) .
نعم والله حدث هذا، وصدق رسول الله ..
ولنقتدي برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى قام حتى تتفطر رجلاه، فقالت له عائشة رضي اللّه عنها: يا رسول اللّه أتصنع هذا وقد غفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى اللّه عليه وسلم: "يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً؟"
اللهم اجعلنا أهلاً لشكر نعمك ..وكما قال نبي الله سليمان (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ {19}_النمل
فلنشكر الله حق الشكر ...حتى لا تكون هذه النعم فتنةً لنا ..
قال تعالى : فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ {44}_الأنعام
وقوله تعالى : ( إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {24}_يونس
وقوله تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {7}_ص
ونسأل الله أن لا تشاغلنا هذه الدنيا الفانية وزينتها وزخرفها عن ذكر الله ومخافته ، ويجعلنا أهلا لشكر نعمه الكثيرة .. ، ونسأل الله أن يزيل أسباب فرقتنا وضعفنا ، ونسأله أن يهدينا سواء السبيل ...
ونستغفر الله ونعوذ به من شواغل الدنيا ومن الشيطان الرجيم ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منـــــــــــــقول للفائده[/align]
مواقع النشر