كتاب آداب النكاح(الكتاب كامل)

[نبع الوفاء]

(1)حديث أنس : رأي النبي صلي الله عليه وسلم علي عبد الرحمن بن عوف اثر الصفرة فقال : ما هذا ؟ قال : تزوجت امرأة علي وزن نواة من ذهب فقال " بارك الله لك أولم ولو بشاة " متفق عليه
(2)حديث " أولم علي صفية بسويق وتمر " رواه الأربعة من حديث أنس ولمسلم نحوه وقد تقدم
(3) حديث " طعام أول يوم حق وطعام الثاني سنة وطعام الثالث سمعة ومن سمع سمع الله به " قال المصنف : لم يرفعه آلا زياد بن عبد الله
قلت هكذا قال والترمذي بعد أن أخرجه من حديث أبن مسعود وضعفه
(4) حديث أبي هريرة في تهنئة الزوج " بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير "رواه أبو داود والترمذى وصححه وأبن ماجه وتقدم في الدعوات
(5)حديث " فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت " رواه والترمذي وحسنه وأبن ماجه من حديث محمد بن حاطب
(6)حديث " أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف " رواه والترمذي من حديث عائشة وحسنه وضعفه البيهقي
(7) حديث الربيع بنت معوذ : " جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فدخل علي غداة بني بي فجلس علي فراشي وجويريات لنا يضربن بدفوفهن " ........ الحديث رواه البخاري وقال : يوم بدر وقع في بعض نسخ الإحياء : يوم بعاث وهووهم



الأدب الثاني : حسن الخلق معهن واحتمال الأذى منهن ترحما عليهن لقصور عقلهن
وقال الله تعالي : " وعاشروهن بالمعروف "1 وقال في تعظيم حقهن " وآخذن منكم ميثاقا غليظا "2 وقال : " والصاحب بالجنب "3 قيل : هي المرأة واخر ما وصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاث كان يتكلم بهم حتى تلجلج لسانه وخفي كلامه : جعل يقول :" الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون الله الله في النساء فأنهن عوان في أيديكم – يعني إسراء – آخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله "4 وقال عليه السلام : " من صبر علي سوء خلق آمراته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب علي بلائه ومن صبرت علي سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " 5 واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها بل احتمال الأذى منها والحلم عند طيشها وغضبها اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه تراجعته الكلام وتهجره الواحدة منهن يوما إلى الليل 6 وراجعت امرأة عمر رضي الله عنه عمر في الكلام فقال : أتراجعني يا لكعاء فقالت : أن أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم يراجعنه وهو خير منك 7 فقال عمر خابت حفصة وخسرت أن راجعته ثم قال لحفصة : لا تغتري بأبنة أبن أبي قحافة فأنها حب رسول الله صلي الله عليه وسلم وخوفها من المراجعة وروي أنه دفعت إحداهن في صدر رسول الله صلي الله عليه وسلم فزيرتها أمها فقال صلي الله عليه وسلم " دعيها فانهن يصنعن اكثر من ذلك " 8 و جري بينه وبين عائشة كلام حتى ادخل بينهما أبا بكر حكما و استشهده فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم تكلمين أو أتكلم ؟ فقالت : بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال : يا عدية نفسها أو يقول غير الحق ! فاستجارت برسول الله صلي الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره فقال له النبي صلي الله عليه وسلم لم ندعك لهذا ولا أردنا منك هذا 9 وقالت له مرة في كلام غضبت عنده : أنت الذي تزعم أنك نبي الله فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم واحتمل ذلك حلما وكرما 10 وكان يقول لها " أني لاعرف غضبك من رضاك " قالت " وكيف تعرفه ؟ قال : " إذا رضيت قلت لا واله محمد وإذا غضبت قلت لا واله إبراهيم " قالت : صدقت أنما اهجر اسمك "11 ويقال : أن أول حب وقع في الإسلام حب النبي صلي الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها 12 وكان يقول لها : كنت لك كأبي زرع لام زرع غير أني لا أطلقك 13 وكان يقول لنسائه : و لا تؤذوني في عائشة فأنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها 14 وقال أنس رضي الله عنه : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ارحم الناس بالنساء والصبيأن15
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) سورة النساء الآية :19
(2) سورة النساء الآية :21
(3)سورة النساء الآية :36
(4) حديث " آخر ما أوصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاث : كان يتكلم حتى تلجلج لسانه وخفي كلامه جعل يقول :" الصلاة وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون الله الله في النساء فأنهن عوان عندكم ... الحديث أخرجه النسائي في الكبرى وأبن ماجه من حديث أم سلمة أن النبي صلي الله عليه وسلم وهو في الموت جعل يقول : " الصلاة وما ملكتك أيمانكم " فما زال يقولها وما يقبض بها لسانه وأما الوصية بالنساء فا لمعروف أن ذلك كان في حجة الوداع رواه مسلم من حديث جابر الطويل وفيه " فاتقوا الله في النساء فأنكم آخذتموهن بأمانة الله ......" الحديث
(5)حديث " من صبر علي سوء خلق آمراته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب علي بلائه ........ الحديث " لم اقف له علي اصل
(6)حديث كانت أزواجه تراجعته الكلام وتهجره الواحدة منهن يوما إلى الليل " متفق عليه من حديث عمر في الحديث الطويل في قوله تعالي " وأن تظاهرا " الآية :4 من سورة التحريم
(7)حديث وراجعت امرأة عمر رضي الله عنه عمر في الكلام فقال : أتراجعني يا لكعاء فقالت : أن أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم يراجعنه وهو خير منك" هو الحديث الذي قبله وليس فيه قوله يالكعاء ولا قولها هو خير منك
(8)حديث دفعت إحداهن في صدر رسول الله صلي الله عليه وسلم فزيرتها أمها فقال صلي الله عليه وسلم " دعيها فأنهن يصنعن اكثر من ذلك " لم اقف له علي اصل
(9)حديث : جري بينه وبين عائشة كلام حتى ادخل بينهما آبا بكر حكما ........ الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب في التاريخ من حديث عائشة بسند ضعيف
(10)حديث " قالت له عائشة مرة غضبت عنده : وأنت الذي تزعم أنك نبي فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم أخرجه أبو يعلي في مسنده وأبو الشيخ في كتاب الأمثال من حديث عائشة وفيه أبن إسحاق وقد عنعنه
“11”حديث : كان يقول لعائشة أني لاعرف غضبك من رضاك ......... الحديث متفق عليه من حديثها
(12)حديث " أول حب وقع في الإسلام حب النبي صلي الله عليه وسلم عائشة " رواه الشيخان من حديث عمرو بن العاص أنه قال : أي الناس احب إليك يا رسول الله ؟ قال :" عائشة .........الحديث " وأما كونه أول فرواه أبن الجوزي في الموضوعات من حديث أنس ولعله أراد بالمدينة كما في الحديث الآخر أن أبن الزبير أول مولود ولد في الإسلام يريد بالمدينة الإ فمحبة النبي صلي الله عليه وسلم لخديجة معروف تشهد له الأحاديث الصحيحة
(13)حديث: كان يقول لعائشة " كنت لك كأبي زرع لام زرع غير أني لا أطلقك " متفق عليه من حديث عائشة دون الاستثناء ورواه بهذه الزيادة الزبير بن بكار والخطيب
(14)حديث " لا تؤذوني في عائشة فإنه والله ما أنزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها رواه البخاري من حديث عائشة
(15) حديث أنس : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ارحم الناس بالنساء والصبيان رواه مسلم بلفظ ما رأيت أحدا كان ارحم بالعيال من رسول الله صلي الله عليه وسلم زاد علي بن عبد العزيز والبغوى والصبيان

[نبع الوفاء]

الثالث : أن يزيد علي احتمال الأذى بالمداعبة والمزح والملاعبة

فهي التي تطيب قلوب النساء وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم معهن وينزل إلى درجات عقولهن في الإعمال والأخلاق حتى روي أنه صلي الله عليه وسلم كان يسابق عائشة في العدو فسبقته يوما وسبقها في بعض الأيام فقال عليه السلام :" هذه بتلك "1 وفي الخبر : أنه كان صلي الله عليه وسلم من افكه الناس مع نسائه2 وقالت عائشة رضي الله عنها :" سمعت أصوات أناس من الحبشة وغيرهم وهم يلعبون في يوم عاشوراء فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم :" أتحبين أن تري لعبهم " ؟ قالت: قلت نعم فأرسل إليهم فجاءا وقام رسول الله صلي الله عليه وسلم بين البابين فوضع كفه علي الباب ومد يده ووضعت ذقني علي يده وجعلوا يلعبون وأنظر وجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " حسبك " وأقول اسكت مرتين أو ثلاثا ثم قال : " يا عائشة حسبك " فقلت نعم فأشار إليهم فانصرفوا "3 فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم اكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله "4 وقال عليه السلام :" خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي "5 وقال عمر رضي الله عنه مع خشونته : ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عند ه وجد رجلا وقال لقمان رحمه الله : ينبغي للعاقل أن يكون في أهله كالصبي وإذا كان في القوم وجد رجلا وفي تفسير الخبر المروي :" أن الله يبغض الجعظري الجواظ 6 قيل : هو الشديد علي أهله المتكبر في نفسه وهو أحد ما قيل في معني قوله تعالي : " عتل "7 قيل : العتل : هو الفظ اللسان الغليظ القلب علي أهله وقال عليه السلام لجابر " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك "8 ووصفت أعرابية زوجها وقد مات فقالت " والله لقد كان ضحوكا إذا ولج سكيتا إذا خرج أكلا ما وجد غير مسائل عما فقد .

______________________________
1- حديث مسابقته صلي الله عليه وسلم لعائشة فسبقته ثم سبقها وقال : " هذه بتلك " رواه أبو داود والنسائي في الكبرى وأبن ماجه من حديث عائشة بسند صحيح
2- حديث : كان من افكه الناس مع نسائه رواه الحسن بن سفيان في مسنده من حديث أنس دون قوله : مع نسائه ورواه البزار الطبراني في الصغير والأوسط فقالا : مع صبي وفي إسناده أبن لهيعة
3- حديث عائشة : سمعت أصوات أناس من الحبشة وغيرهم وهم يلعبون يوم عاشوراء فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أتحبين أن تري لعبهم " الحديث متفق عليه مع اختلاف دون ذكر يوم عاشوراء وأنما قال : يوم عيد ودون قولها : اسكت وفي رواية للنسائي في الكبرى : قلت : لا تعجل مرتين وفيه فقال : يا حميراء وسنده صحيح
4- حديث أكل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا والطفهم بأهله " رواه الترمذي والنسائي واللفظ له والحاكم وقال : رواته ثقات علي شرط الشيخين
5- حديث " خياركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي " أخرجه الترمذي وصححه من حديث أبي هريرة دون قوله " وأنا خيركم لنسائي " وله من حديث عائشة وصححه " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
6- حديث " أن الله يبغض الجعظري الجواظ " رواه أبو بكر بن لال في مكارم الأخلاق من حديث أبي هريرة بسند ضعيف وهو في الصحيحين من حديث جارية بن وهب الخزاعي بلفظ : " الإ أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر " ولأبي خانتك " لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري "
7 – سورة القلم جزء من الآية :13
8 – حديث قال لجابر : " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " متفق عليه من حديثه وقد تقدم

**********

الرابع : أن لا يبتسط في الدعابة وحسن الخلق والموافقة باتباع هواها إلى حد يفسد خلقها ويسقط بالكلية هيبته عندها
بل يراعي الاعتدال فيه فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأي منكرا و لا يفتح باب المساعدة علي المنكرات البتة بل مهما رأي ما يخالف الشرع والمروءة تنمر وامتعض قال الحسن : والله ما اصبح رجل يطيع امرأته فيما تهوي الإ كبه الله في النار وقال عمر رضي الله عنه : خالفوا النساء فأن في فلافهن البركة

وقد قيل : شاوروهن وخالفوهن وقد قال عليه السلام : " تعس عبد الزوجة "1 وأنما قال ذلك لأنه إذا أطاعها في هواها فهو عبدها وقد تعس فأن الله ملكه المرأة فملكها نفسه فقد عكس الأمر وقلب القضية وأطاع الشيان لما قال : " ولأمرنهم فليغيرن خلق الله "2 إذ حق الرجل أن يكون متبوعا لا تابعا وقد سمي الله الرجال قوامين علي النساء وسمي الزوج سيدا فقال تعالي : " والفيا سيدها لدي الباب " 3 فإذا أنقلب السيد مسخرا فقد بدل نعمة الله كفرا ونفس المرأة علي مثال نفسك : أن أرسلت عنانها قليلا جمحت بك طويلا وأن أرخيت عذارها فترا جذبتك ذراعا وأن كبحتها وشددت يدك عليها في محل الشدة ملكتها قال الشافعي رضي الله عنه : ثلاثة أن أكرمتهم أهانوك وأن أهنتهم أكرموك : المرأة والخادم والنبطي أراد به أن محضت الإكرام ولم تمزج غلظك بلينك وفظاظتك برفقك وكانت نساء العرب يعلمن بناتهن اختبار الأزواج وكانت المرأة تقول لأبنتها : اختبري زوجك قبل الإقدام والجرأة عليه انزعي زج رمحه فأن سكت فقطعي اللحم علي ترسه فأن سكت فكسري العظام بسيفه فأن سكت فاجعلي الإكاف علي ظهره وامتطيه فأنما هو حمارك وعلي الجملة فبالعدل قامت السموات والأرض فكل ماجأوز حده أنعكس علي ضده فينبغي أن تسلك سبيل الإقتصاد في المخالفة والموافقة وتتبع الحق في جميع ذلك لتسلم من شرهن فأن كيدهن عظيم وشرهن فاش والغالب عليهن سوء الخلق وركاكة العقل ولا يعتدل ذلك منهن الإ بنوع لطف ممزوج بسياسة وقالع عليه السلام : " مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الإعصم بين مائة غراب "4 الإعصم : يعني الأبيض البطن وفي وصية لقمان لأبنه :يا بنى اتق المرأة السوء فأنها تشيبك قبل الشيب واتق شرار النساء فأنهن لا يدعون إلى خير وكن من خيارهن علي حذر وقال عليه السلام " استعيذوا من الفواقر الثلث "5 وعد منهن المرأة السوء فأنها المشيبة قبل الشيب وفي لفظ أخر : "أن دخلت عليها سبتك وأن غبت عنها خانتك " وقد قال عليه السلام في خيرات النساء : " أنكن صواحبات يوسف "6 يعني أن صرفكن أبا بكر عن التقدم في الصلاة ميل منكن عن الحق إلى الهوى قال الله تعالي حين افشين سر رسول الله صلي الله عليه وسلم " أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما "7 أي مالت وقال ذلك في خير أزواجه "8 وقال عليه السلام : " لا يفلح قوم تملكهم الأخر "9 وقد زبر عمر رضي الله عنه امرأته لما راجعته وقال : ما أنت الإ لعبة في جانب البيت أن كانت لنا إليك حاجة و الإ جلست كما أنت فأذن فيهن شر وفيهن ضعف فالسياسة والخشونة علاج الشر والمطابية والرحمة علاج الضعف فالطبيب الحاذق هو الذي يقدر العلاج بقدر الداء فلينظر الرجل أولا إلى أخلاقها بالتجربة ثم ليعاملها بما يصلحها كما يقتضيه حالها
_______________________________________

(1)حديث " تعس عبد الزوجة " لم اقف له علي اصل والمعروف : " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم ....... الحديث " رواه البخاري من حديث أبي هريرة
(2)سورة النساء الآية : 119
(3) سورة يوسف الآية :25
(4)حديث " مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الإعصم بين مائة غراب " رواه الطبراني من حديث أبي امامة بسند ضعيف ولاحمد من حديث عمرو بن العاص : كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بمر الظهران فإذا بغربان كثيرة فيها غراب اعصم احمر المنقار فقال " لا يدخل الجنة من النساء الإ مثل هذا الغراب في هذه الغربان " وإسناده صحيح وهو في السنن الكبرى للنسائي
(5)حديث " استعيذوا من الفواقر الثلاث وعد منهن المرأة السوء فأنها المشيبة قبل الشيب وفي لفظ أخر " أن دخلت عليها لسنتك وأن غبت عنها خانتك " رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة بسند ضعيف واللفظ أعانه رواه الطبراني من حديث فضالة بن عبيد : " ثلاث من الفواقر : وذكر منها وامرأة أن حضرت آذتك وأن غبت عنها خانتك " وسنده حسن
(6)حديث " أنكن صواحبات يوسف " متفق عليه من حديث عائشة
(7) سورة التحريم الآية :4
(8) حديث نزول قوله تعالي : " أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " في خير أزواجه متفق عليه من حديث عمر والمرأتان عائشة وحفصة
(9) حديث " لا يفلح قوم تملكهم الأخر " رواه البخاري من حديث أبي بكرة نحوه

[نبع الوفاء]

الخامس : الاعتدال في الغيرة

وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها و لا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن فقد نهي رسول الله صلي الله عليه و سلم أن تتبع عورات النساء 1 وفي لفظ أخر : أن تبغت النساء ولما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم من سفره قال قبل دخوله المدينة : " لا تطرقوا النساء ليلا " فخالفه رجلان فسبقا فرأى كل وأحد في منزله ما يكره 2 وفي الخبر المشهور : " المرأة كالضلع إن قومته كسرته فدعه تستمتع به علي عوج "3 وهذا في تهذيب أخلاقها وقال صلي الله عليه وسلم : " أن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل علي أهله من غير ريبة 4 لأن ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه فأن بعض الظن اثم وقال علي رضي الله عنه : لا تكثر الغيرة علي أهلك فترمي بالسوء من أجلك وأما الغيرة في محلها فلا بد منها وهي محمودة وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أن الله تعالي يغار والمؤمن يغار وغيرة الله تعالي أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه "5 وقال عليه السلام : " أتتعجبون من غيرة سعد أنا والله أغير منه والله أغير مني "6 ولأجل غيرة الله تعالي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد احب إليه العذر من الله ولذلك بعث المنذرين والمبشرين و لا أحد احب إليه المدح من الله ولاجل ذلك وعد الجنة وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " رأيت ليلة اسري بي في الجنة قصرا وبفنائه جارية فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقيل لعمر فأردت أن أنظر إليها فذكرت غيرتك يا عمر فبكي عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله "7 وكان الحسن يقول : أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار وقال عليه الصلاة والسلام : " أن من الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة والاختيال ألذ يحبه الله اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدمة والاختيال الذي يبغضه الله الاختيال في الباطل "8 وقال عليه الصلاة والسلام : " إني لغيور وما من امرئ لا يغار الإ منكوس القلب "9 والطريق المغني عن الغيرة أن لا يدخل عليها الرجال وهي لا تخرج إلى الأسواق وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبنته فاطمة عليها السلام : " أي شئ خير للمرأة "؟ فقالت : أن لا تري رجلا و لا يراها رجل فضمها إليه وقال : "ذرية بعضها من بعض "10 فاستحسن قولها وكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يسدون الكوي والثقب في الحيطان لئلا تطلع النسوان إلى الرجال ورأي معاذ امرأته تطلع في الكوة فضربها ورأى امرأته قد دفعت إلى غلامه تفاحة قد أكلت منها فضربها وقال عمر رضي الله عنه : اعروا النساء يلزمن الحجال وأنما قال ذلك لأنهن لا يرغبن في الخروج في الهيئة الرثة وقال عودوا نساءكم "لا" وكان قد أذن رسول الله صلي الله عليه وسلم للنساء في حضور المسجد 11 والصواب الآن المنع الإ العجائز بل استصوب ذلك في زمان الصحابة حتى قالت عائشة رضي الله عنها لو علم النبي صلي الله عليه وسلم ما أحدثت النساء بعده لمنعهن من الخروج 12 ولما قال أبن عمر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " فقال بعض ولده : بلي13 وأنما استجرا علي المخالفة لعلمه بتغير الزمان وأنما غضب عليه لاطلاقه اللفظ بالمخالفة ظاهرا من غير إظهار العذر وكذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أذن لهن في الأعياد خاصة أن يخرجن 14 ولكن لا يخرجن الإ برضا أزواجهن والخروج الآن مباح للمرأة العفيفة برضا زوجها ولكن القعود اسلم وينبغي أن لا تخرج الإ لمهم فأن الخروج للنظارات والأمور التي ليست مهمة تقدح في المروءة وربما تفضي إلى الفساد فإذا خرجت فينبغي أن تغض بصرها عن الرجال ولسنا نقول أن وجه الرجل في حقها عورة كوجه المرأة في حقه بل هو كوجه الصبي الأمرد في حق الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط فأن لم تكن فتنة فلا : إذ لم يزل الرجال علي ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقيات ولو كان وجوه الرجال عورة في حق النساء لامروا بالتنقب أو منعن من الخروج الإ لضرورة

_____________________________________

(1)حديث : نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن تتبع عورات النساء رواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر : نهي أن تتطلب عثرات النساء والحديث عند مسلم بلفظ : نهي أن يطرق الرجل أهله ليلا يخونهم أو يطلب عثراتهم واقتصر البخاري منه علي ذكر النبي عن الطروق ليلا
(2) حديث أنه قال قبل دخوله المدينة : " لا تطرقوا أهلكم ليلا " فخالفه رجلان فسعيا إلى منازلهما فرأي كل وأحد في بيته ما يكره رواه احمد من حديث أبن عمر بسند جيد
(3) حديث المرأة كالضلع أن أردت تقييمه كسرته .......... الحديث" متفق عليه من حديث أبي هريرة
(4)حديث " غيرة يبغضها الله وهي غيرة الرجل علي أهله من غير ريبة " رواه أبو داود والنسائي وأبن حبان من حديث جابر بن عتبك
(5)حديث " الله يغار والمؤمن يغار وغيرة الله تعالي أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه " متفق عليه من حديث أبي هريرة ولم يقل البخاري : والمؤمن يغار
(6) حديث " أتتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ........ الحديث " متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة
(7)حديث " رأيت ليلة اسري بي في الجنة قصرا وبفنائه جارية فقلت : لمن هذا القصر؟ فقيل لعمر ...... الحديث " متفق عليه من حديث جابر دون ذكر ليلة اسري بي ولم يذكر الجارية وذكر الجارية في أخر متفق عليه من حديث أبي هريرة " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ......الحديث "
(8) حديث " أن من الغيرة ما يحبه الله تعالي ومنها ما يبغضه الله تعالي ....... الحديث "رواه أبو خانتك والنسائي وأبن حيان من حديث جابر بن عتبك وهو الذي تقدم قبله بأربعة أحاديث
(9)حديث " أني لغيور وما من امرئ لا يغار الإ منكوس القلب " تقدم أوله وأما أخره فرواه أبو عمر التوقاني في كتاب معاشرة الآهلين من رواية عبد الله بن محمد مرسلا والظاهر أنه عبد الله أبن الحنفية
(10)حديث " قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبنته فاطمة " أي شئ خير للمرأة فقالت : أن لا تري رجلا ....... الحديث رواه البزار والدار قطني في الإفراد من حديث علي بسند ضعيف
(11)حديث الإذن للنساء في حضور المساجد متفق عليه من حديث أبن عمر ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد
(12)حديث قالت عائشة : لو علم النبي صلي الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن من الخروج متفق عليه قال البخاري : لمنعهن من المساجد
(13)حديث أبن عمر " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله فقال بعض ولده بلي والله .....الحديث متفق عليه
(14)حديث " الإذن لهن في الخروج في الأعياد " متفق عليه من حديث أم عطية

[نبع الوفاء]

لسادس : الاعتدال في النفقة

فلا ينبغي أن يقتر عليهن في الإنفاق و لا ينبغي أن يسرف بل يقتصد قال تعالي : " وكلوا واشربوا و لا تسرفوا "1 وقال تعالي : " و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كلي البسط "2 وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله "3 وقال صلي الله عليه وسلم : دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به علي مسكين ودينار أنفقته عي أهلك : أعظمها أجرا الذي أنفقته علي أهلك "4 وقيل : كان لعلي رضي الله عنه أربع نسوة فكان يشتري لكل واحدة في كل أربعة أيام لحما بدرهم وقال الحسن رضي الله عنه : كانوا في الرجال مخاصيب و الإناث والثياب مجاديب وقال أبن سيرين : يستحب للرجل أن يعمل لأهله في كل جمعة فالوذجة وكان الحلاوة وأن لم تكن من المهمات ولكن تركها بالكلية تقتير في العادة وينبغي أن يأمرها بالتصدق ببقايا الطعام وما يفسد لو ترك ! فهذا اقل درجات الخير وللمرأة أن تفعل ذلك بحكم الحال من غير صريح أذن من الزوج و لا ينبغي أن يستأثر عن أهله بمأكول طيب فلا يطعمهم منه فأن ذلك مما يوغر الصدور ويبعد عن المعاشرة بالمعروف فأن كان مزمعا علي ذلك فليأكله بخفية بحيث لا يعرف أهله و لا ينبغي أن يصف عندهم طعاما ليس يريد إطعامهم إياه وإذا أكل فيقعد العيال كلهم علي مائدته فقد قال سفيان رضي الله عنه : بلغنا أن الله وملائكته يصلون علي أهل بيت يأكلون جماعة واهم ما يجب عليه مراعاته في الإنفاق أن يطعمها من الحلال و لا يدخل مداخل السوء لأجلها فأن ذلك جناية عليها لا مراعاة لها وقد أوردنا الإخبار الواردة في ذلك عند ذكر آفات النكاح

ــــــــــــــــــــ
(1)سورة الأعراف الآية : 31
(2)سورة الإسراء الآية : 29
(3)حديث " خيركم خيركم لأهله " أخرجه الترمذي من حديث عائشة وصححه وقد تقدم
(4)حديث " دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به علي مسكين ودينار أنفقته علي أهلك : أعظمها أجرا الدينار الذي أنفقته علي أهلك " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة

******

السابع : أن يتعلم المتزوج من علم الحيض وأحكامه ما يحترز به الاحتراز الواجب ويعلم زوجته أحكام الصلاة وما يقضي منها في الحيض

وما لا يقضي فأنه أمر بأن يقيها النار بقوله تعالي : " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " 1 فعليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة ويزيل عن قلبها كل بدعة أن استمعت إليها ويخوفها في الله أن تساهلت في أمر الدين ويعلمها من أحكام الحيض والإستحاضة ما تحتاج إليه وعلم الإستحاضة يطول فأما الذي لا بد من إرشاد النساء إليه في أمر الحيض بيان الصلوات التي تقضيها فأنها مهما أنقطع دمها قبيل المغرب بمقدار ركعة فعليها قضاء الظهر والعصر وإذا أنقطع قبل الصبح بمقدار ركعة فعليها قضاء المغرب والعشاء وهذا اقل ما يراعيه النساء فأن كان الرجل قائما بتعليمها فليس لها الخروج لسؤال العلماء وأن قصر علم الرجل ولكن ناب عنها في السؤال فاخبرها بجواب المفتي فليس لها خروج فأن لم يكن ذلك فلها الخروج للسؤال بل عليها ذلك ويعصي الرجل بمنعها ومهما تعلمت ما هو من الفرائض عليها فليس لها أن تخرج إلى مجلي ذكر و لا إلى تعلم فضل الإ برضاه ومهما أهملت المرأة حكما من أحكام الحيض والإستحاضة ولم يعلمها الرجل حرج الرجل معها وشاركها في الإثم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سورة التحريم الآية :6