* تحوّلت خيمة العرس إلى بيت عزاء
لم يمر سوى عشرين يومًا على الحادث الأليم الذي فُجع به سكان قطاع غزة بوفاة ثلاثة أطفال أشقاء من عائلة بشير في دير البلح (وسط القطاع) جراء حريق اندلع في منزلهم حينما كانت والدتهم تشعل شمعة لتنير لهم غرفتهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي؛ حتى فُجعوا مرة أخرى اليوم السبت (21/4)، بوفاة عريس غزي في يوم زفافه وذلك جراء استنشاقه لعادم المولد الكهربائي، الذي شغله إثر انقطاع التيار الكهربائي خلال استحمامه استعداداً لعرسه الذي تحول إلى مأتم.
ويُعاني قطاع غزة مُنذ أكثر من شهرين من أزمة حادة في الكهرباء والوقود، الأمر الذي أثر على كافة مناحي الحياة والقطاعات الحيوية للسكان، كالمرافق الصحية والتعليمية، والبنى التحتية ومشاريع الصرف الصحي، فضلا عن توقف محطة الكهرباء الوحيدة المُغذية للقطاع عن العمل، لنفاد المخزون الاحتياطي من الوقود.
أيمن سموّر ابن الثانية والعشرين ربيعًا، ذلك العريس الذي لم تكتمل فرحته بفعل اشتداد أزمة الكهرباء، ليقى حتفه وهو يستحم قبل ساعة فقط على فرحه، حيث كان قد شغّل المولد الكهربائي بعد انقطاع التيار الكهربائي ليختنق بعادمه، وينضم إلى قافلة ضحايا انقطاع التيار الكهربائي وأزمة الوقود الخانقة التي تضرب قطاع غزة منذ اكثر من شهرين.
نقص الأوكسجين
وقال الدكتور اشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة لوكالة "قدس برس": "إن الشاب العريس أيمن سموّر وصل إلى مشفى الشفاء بغزة عبارة عن جثة هادمة جراء استنشاقه لعادم المولد الكهربائي خلال استحمامه استعدادًا لزفافه، حيث نقص الأوكسجين عنه ففارق الحياة".
وأضاف: "أن كافة المحاولات لإنقاذ حياة سموّر باءت بالفشل لينضم إلى قافلة شهداء تشديد الحصار على غزة منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، ليرفع بذلك العدد إلى ستة شهداء بعد شهداء أطفال عائلة بشير ومن قبلهم اثنين من المرضى".
حالة من الحزن الشديد سادت منزل العائلة المكلومة بوفاة العريس وهم يستعدون لزفافه ليتحول ذلك العرس فجأة إلى عزاء.
وقال أحد أصدقاء العريس لـ "قدس برس": "دخل أيمن ليستحم استعدادًا لزفافه، وكان المولد الكهربائي قد تم تشغيله نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي، وبقينا ننتظر ايمن للخروج من أجل أخذه للزفة، إلا أنه لم يخرج، وحينما ذهبنا لنعرف سبب تأخره وطرقنا عليه باب الحمام فلم نسمع له أي صوت فاضررنا لكسر النافذة لنصعق بأنه قد وقع على الأرض جراء استنشاقه لعادم المولد".
وأضاف: "بعدها كسرنا باب الحمام وأخرجناه وقد فارق الحياة وحاولنا اجراء عملية تنفس اصطناعي له لحين وصول سيارة الاسعاف، إلا أنه لم يكن يستجب لذلك، حتى جاءت سيارة الاسعاف وتم نقله الى المشفى وأعلن هناك نبأ وفاته بعد مكوثه في غرفة العناية المكثفة".
عزاء في يوم العرس
وتابع: "بعد ذلك كل شيء انتهى، وحولنا خيمة العرس التي نصبناها أمام منزل العريس في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة إلى بيت عزاء، لنتلقى التعازي بوفاته بعدما كنا نتلقى التهاني بزفافه .. فحسبنا الله ونعم والوكيل".
وكان ثلاثة أطفال أشقاء، هم: صبري ونادين وفرح بشير قد توفوا، مساء الأحد (1/4)، وذلك بعد اشتعال النيران في منزلهم الكائن بدير البلح، إثر سقوط شمعة كانت تنيرها والدتهم خلال انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، بسبب نفاد الوقود في محطة الكهرباء الوحيدة بغزة، لتشتعل النيران في المنزل وتأتي عليه بالكامل
مواقع النشر