مواجهة الغزو الفكري
من البدهيات التي لا يتمارى فيها العارفون أن الكفار - وبالأخص أهل الكتاب - لا يألون جهدا في التأثير على المسلمين في عقيدتهم وسلوكهم ويودون لو يكفرون مثلهم، أو يرتدون عن دينهم ( الإسلام ) على الأقل. لذلك كانوا - دائما وأبدا - على طول التاريخ الإسلامي لا يتركون وسيلة تخدم غرضهم هذا إلا سلكوها، أحيانا بالوسائل الخفية وهذا هو الغالب حين تكون الأمة الإسلامية قوية مهيبة مهيمنة وأحيانا بالوسائل المعلنة والخفية عندما يكون الكفار في مركز أقوى وهذا هو ما حصل في العصور المتأخرة حين قويت الدول الغربية، وضعف المسلمون وركنوا إلى الذل والخمول، وإلى التمسح بالقبور والمشاهد والأضرحة وتقديس الأموات والأحياء والتوكل عليهم من دون الله. وإنه لمن أخطر وأشد الوسائل التي سلكها الغربيون للكيد للمسلمين - أخطبوط الغزو الفكري الرهيب، وهو غزو مركز هادف، ومدروس ومنظم، تعاونت فيه قوى تملك إمكانيات مادية ومعنوية وبشرية هائلة تبدأ بالاستشراق ثم الابتعاث، فالتبشير والاحتلال، والإعلام، ثم المؤسسات والمنظمات المتخصصة لهذا المجال، كالماسونية والصهيونية وما شاكلهما.
مواقع النشر