بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ }
نعم، كما قال الله
ما نقموا منهم إلا أنهم آمنوا بالله
مانقموا منهم إلا أنهم قالوا لا إله إلا الله
مانقموا منهم إلا أنهم وحدوا الله
مانقموا منهم إلا أنهم عبدوا الله وحده لا شريك له
فلوا كانوا نصارى لانتفض المجتمع الدولي لنصرتهم
ولو كانوا بوذيين لانتفضت الأمم المتحده وأوقفت سيلان دمائهم
ولو كانوا يهودا لانتفضت كل الدول العظمى والصغرى لكف الأذى عنهم
ولكنهم مسلمون نسي إخوانهم قضيتهم كما نسوا كل قضايا الأمة
مسلمون ينظر إليهم العالم أجمع كوباء يجب اجتثاثه من الأرض
إنها أركان المنسيه
أركان التي تسفك فيها دماء المسلمين منذ أكثر من 70 عاما
أركان التي يذبح فيها الأبناء أمام آباءهم، ويقتل فيها الآباء أمام أبنائهم
ويعذب ويقتل فيها الأطفال والنساء والرجال والعجائز بالآلاف
وتحرق فيها المنازل على أصحابها بلا رحمة
والعالم أجمع صامت! ينتظر! يراقب! ويتفرج!
فإلى متى؟!
القضيه ليست قضية أركان وحدها
وليست قضية ميانمار وشأن داخلي خاص بها
وليست قضية عابره غريبه عنا
بل هي قضيتنا، قضية كل مسلم، قضيةكل من يشهد أن لاإله إلا الله محمد رسول الله
فالمسلمون إخوة، و كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
[مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى]
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2586خلاصة حكم المحدث: صحيح
فيجب أن يعيش المسلم القضية كقضيته، وهي كذلك
يتخيل أن هذه المرأة المغتصبه هي أخته
يتخيل أن هذه الأم الباكيه هي أمه
يتخيل أن تلك المرأه التي تجلس في خيمة مهترءه لديها 7 أطفال، ويقال لها من آباءهم، وتقول لا أدري!
هي إمراه تغتصب من 10 سنوات وتحمل، مره من جندي، ومره من رجل في الطريق، ومره من سائق شاحنة!
تخيل أن هذه زوجتك اختطفت وصار هذا حالها
تخيل أن تلك المرأه العجوز التي تبكي وتكاد أن تأكل الثرى من شدة ما وجد على أطفالها أنها أمك
تخيل أن ذلك الرجل الذي في ذلك القارب المهترئ والمكسر، والماء يلعب به يمنة و يسرة ومعه أطفاله، تخيله أنه أنت!
إن لم تدفعنا الأخوة إلى نصرتهم، إلى بذل ما نستطيع لهم، إلى الوقوف معهم، إلى أن نبكي لبكائهم، ونمرض لمرضهم، فمن ينصرهم؟
اليوم الواجب علينا أكبر لأن الموضوع يصلنا صوتا وصورة، فاليوم يقع الحدث هناك وينقل مباشره،
وقد تشاهده في نفس اللحظه التي يقع فيها، فهل ستكتفي بالحوقله وأني لا أستطيع أن أقدم شيئا؟
لا يعذر الإنسان، فالأمة تستطيع أن تقدم، والناس إذا قرروا أن يصنعوا يفعلوا
إذا الشعب يوما أراد الحياة*** فلابد أن يستجيب القدر
وتذكروا أن البوذيين الذين يفعلون بإخواننا الموحدون ما يفعلون أنهم ليسوا آلهة، وليسوا ملائكة، وليسوا جِنًّا، بل هم بشر مشركون بالله، ونستطيع التأثير فيهم.
إذا بذلنا وشعروا أننا غضبنا، وشعروا أننا صنعنا شيئا، بإذن الله سينكفون عن كثير مما يصنعون
ويجب علينا أن نخشى إن قصرنا مع إخواننا في أركان أو في فلسطين أو في سوريا أو غيرهم أن يأتي علينا يوم ونقول
أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض.
{ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٥١﴾}
أنتم من رأيتم إخوانكم يحصل عيهم ما يحصل فتركتموهم حتى تمكن منهم أعداءكم فهاهم اليوم يصلون إليكم.
|إضافات ضيوف الحلقة|
-محمد وهو روهجني، تحدث لنا عن بداية المجزره في سنة 1942، والتي خطط لها الاستعمار البريطاني أنذاك لإشغال الشعوب ببعضها من أجل إحتلال البلاد. واستمر التهجير والتقتيل حتى سنة 1982 حيث اتفق البرلمان البورمي البوذي على عدم الإعتراف بالروهينجا باعتبارهم دخلاء، واعطوا التصريح للبوذيين للإعتداء على الروهينجا لاخراجهم من البلاد، وبدأت مأسات الروهينجا بقتلهم، وتدمير بيوتهم، وتجهيرهم، واغتصاب نساءهم، وتعذيبهم...ألخ.
-عمران وهو أيضا روهنجي، تحدث عن شعورهم وفرحهم الشديد الذي لا يوصف بخطبة الشيخ محمد العريفي عن أركان، فكما ذكر فإن مأساة أركان تمتد لأكثر من 70 سنه من المعانات، والقتل، والتشريد، وكل أنواع التعذيب، وطيلة تلك العقود كانوا كاليتيم الذي يبحث عن أبٍ يُثكِل عليه، أو أم ترأمه أو تعطف عليه، وكالتائه في الفيافي الذي شارف على الهلاك، وأقبل عليه الموت ويئس من الحياة، فيسمع فجأة شخصا يناديه ويتفقد عنه.
70 عاما من القهر و الإذلال، والظلم والاستبداد، يتعرض له أهلنا هناك في أرض الأحرار والشهداء والنضال، في أركان المنسية، 70 عاما يواجهون الطغن العسكري المستبد.
ويكمل قائلا، منذ ولدت وأنا أسمع الكثير عن تجاهل المسلمين لقضايا أمتهم، العراق وأفغانستان، كوصوفو والشيشان، والأندلس وفلسطين أضعناها كلها، لكني لم أتصور يوما أن المسلمين يتخاذلون كتخاذلهم مع قضية أركان المنسية.
والله نحن واجهنا المآسي والأزمات والطعنات بأنفسنا، لم يكن لنا مساند سوى الله عز وجل.
الأمة الأركانية نكبت بنكات وكوارث، وأحاطت بها عبر تاريخها المديد مؤامرات وخطط كبيرة جدا...
ويكمل قائلا، الأمم المتحده في تقاريرها تذكر أن الأقليه الأكثر إضطهادا في العالم هي الأقلية الروهنجيه المسلمه في أركان المحتله.
وبنبرة صوته الحزينه التي تسبقها الدموع يكمل ويقول،
اعذرني إذا بدى في نبرة صوتي اكتئابي***فقد استحكم في صدري عذابي
أنا لا أستطيع أن أصف تخاذل الأمه الإسلامية وتخاذل المسلمين لهذه القضية المنسية، التي ظلت لأكثر من 70 عاما تعاني الويلات، وتصرخ بكل ما أوتيت من قوة، وتستنجد بالمسلمين وليسوا بمنجد.
|مداخلات فيس بوك|
|أصداء الحلقة|
حلقه مؤثرة شاهدناها اليوم عن أركان المنسيه، أركان الجريحه
تعلمنا منها الكثير عن تاريخ أركان، وبداية المأسات، ومعانات إخواننا هناك
وسمعنا أصوات أبنائها تنادي كل لحظه وتستنجد بالمسلمين
فهل ستلبي الأمة النداء؟
وهل ستستجيب لإستغاثتهم؟
وهل ستكون اليد التي تٌخرجهم من محنتهم؟
وهل حققت الحلقه مرادها وكان لها صدى بينكم؟
أسرة قسم ضع بصمتك تسعد ب:
إضافاتكم وتعليقاتكم وآراءكم
فلا تحرمونا منها.
بانتظار تفاعلكم الذي هو ركيزة الحلقة
المصدر:المنتدى الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي
مواقع النشر