لا بد من ان الكثير منكم شاهد او قرا التقارير التي نشرت مؤخرا حول الدراسة التي صرحت بان الكوليسترول ليس خطرا كما كنا نعتقد، وانه اصبج بالامكان ادخال الاغذية الغنية بالدهون كاللحوم والزبدة والحليب كامل الدسم الى قائمة الاغذية الخاصة بنا. وتاتي هذه التقارير ضمن توصيات جديدة سوف تطرحها المنظمة الامريكية للغذاء، تدل بموجبها انه لا توجد حتى الان ادلة كافية تشير الى العلاقة بين استهلاك هذه الاغذية الغنية بالدهون وارتفاع الكوليسترول الضار بالدم او زيادة خطر الاصابة بامراض القلب. فهل يعتبر هذا الامر كافيا لنلتهم الدهون؟ بالطبع لا!
لفهم حيثيات الموضوع، من الواجب ان نفهم ما وضحته هذه الدراسة الجديدة، وما هو موقف وزارة الصحة البريطانية وبراهينها.
تجارب غير متينة!
اوضحت الدراسة الجديدة، قام بها مجموعة الباحثين الامريكيين والبريطانيين، والتي نشرت في مجلة Open Heart، ان النصائح والنتائج التي اظهرتها الابحاث في الثمانينات والسبعينات من اجل تقليل الوفيات بسبب الامراض القلبية نتيجة الحد من تناول الاطعمة العالية بالدهون، لم ترتكز على اسس واثباتات وتجارب متينة.
حيث كانت قد اوصت دراسة بريطانية نشرت في عام 1983، واخرى امريكية نشرت بعد ست سنوات، بان الحد من الدهون المتناولة بنسبة 30% والدهون المشبعة بحوالي 10%، من شانه ان يقلل من خطر الاصابة بالكوليسترول والامراض القلبية بالتالي خفض اعداد الوفيات بسببها.
وحذر الباحثون بعد دراستهم للابحاث السابقة وتحليلهم، الى ان عدم تعاطي الدراسات السابقة مع موضوع الكربوهيدرات وما له من اثر على السمنة، يعد من نقاط الضعف. وقال الباحثون: "من غير المفهوم كيف تم التعاطي مع نتائج الدراستان السابقتان لمواطني الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من خلال دراسة عدد قليل من الرجال الغير اصحاء، اي ان معظم الرجال كانوا مصابين بامراض قلبية".
ماذا قالت وزارة الصحة البريطانية NHS؟
ان تسابق وسائل الاعلام المختلفة، العربية والاجنبية، لنشر هذه الدراسة، دون توضيح وتحديد بعض الامور للقارئ، من شانه ان يكون خطيرا. واشارت وزارة الصحة البريطانية على موقعها الالكتروني الرسمي الى ان معظم وسائل الاعلام التي تناقلت الدراسة، نقلت تصورا للقارئ بان الدهون المشبعة ليست سيئة، بالتالي له الحرية التامة في تناول الكمية التي يرغبها من الدهون المشبعة. ووصفت الوزارة هذا الامر بانه سوء فهم، واعتبرته امرا ينطوي على العديد من الاثار الضارة لجسم الانسان!
واوصت الوزارة في السياق ذاته بتناول كمية قليلة من الدهون المشبعة، وادراجه كجزء من حمية البحر الابيض المتوسط المتوازنة. واشارت الى ضرورة احتواء نظامنا الغذائي على ما يلي:
كمية من الفواكه والخضراوات.
كمية من الخبز، الرز، البطاطا او غيرها من الاطعمة النشوية.
بعض الحليب ومنتجات الالبان.
بعض اللحوم والاسماك والبيض، والاطعمة البروتينية.
كمية قليلة من الاطعمة والمشروبات العالية بالدهون والسكر.
دمتم بود
مواقع النشر