طقوس النوم لدي الاطفال وعلاقتها بحالاتهم الصحيه


ما علاقه النوم بحالتنا النفسيه والصحيه وما فائده تلك الساعات التي نقضيها ليلا ممددين بعيدين عما يدور حولنا؟ دراسات كثيره وابحاث علميه نقرؤها باستمرار عن النوم وفوائده واضطراباته وعدد الساعات المثاليه.. لأن النوم الصحي والسليم يزيد من مناعه الجسم في مكافحه الامراض ويمنح حاله نفسيه متوازنه وصحيحه.. وما يطبق علي الكبار في هذا الاطار يجوز علي الصغار الذين هم في حاجه اكبر الي النوم لمساعدتهم علي النمو.. لكن الاطفال يربطون غالبا بين النوم واشياء اخري فمنهم من يصعب عليه اغماض عينيه ما لم يحتضن دميته المفضله والتي غالبا ما تكون مخصصه لهذا الغرض فقط ولا يلعب بها طوال اليوم، ومنهم من يغفو علي صوت الموسيقي الهادئه.. عادات كثيره يقف امامها الاهل في حيره، هل نحرم الطفل من هذه العاده وكيف؟ ام هل نتركه ينام بطريقته؟

تقول الدكتوره ايمان خالد - استشاريه طب الاطفال وحديثي الولاده: هناك فرق كبير بين العادات المصاحبه للنوم او ما نسميه Sleep habits واضطرابات النوم، هذا ما يؤكده العالم الدكتور ريتشارد الذي يوضح ان الطفل لايزال في سن لا يعلم النافع من الضار وانه يبكي بكاءً شديدا اذا لم يحصل علي ما يريد. وعلي الام ان تعلم رضيعها كيف يهدئ نفسه بنفسه، ومع مرور الوقت تنشأ له عادات هادئه للنوم مثل حمام دافئ او لعبه مفضله يحتضنها وفي هذه الحاله يجب الانتباه الي نوعيه هذه الالعاب حتي لا تشكل خطرا علي الطفل اثناء نومه مثل وجود شعر كثيف او مواد من النايلون الذي يؤثر في الغالب علي الطفل وخاصه من يعانون من الحساسيه او الربو، كذلك الحذر من اي شيء يمكن ان يبتلعه الطفل ويسبب له الاختناق.


وتضيف الدكتوره ايمان: علي كل ام ان تعرف طفلها جيدا وتختار له الملائم، فمثلا هناك طريقه الاصوات المهدئه حيث ان الاطفال ينامون علي صوت المروحه مثلا، واحيانا تستمر معهم هذه العاده عند الكبر وطريقه اخري نسميها sleep aids وفيها يضع الطفل في سريره والي جانبه ما يعجبه سواء كان دبا او عروسه واحيانا كتبا صغيره وقصصا يظل يقرأ فيها حتي ينام..

اما الاخصائيه النفسيه مريم بوشهاب.. فتري من الناحيه النفسيه ان لجوء الطفل احيانا الي احتضان لعبته المفضله عند ذهابه للنوم هو نتيجه شعوره بنقص في الامان وعدم الاطمئنان وخاصه عند انتقاله من اليقظه الي النوم.. لان النوم متلازم مع الظلام، وهما يرتبطان في ذهن الطفل بأمور مخيفه ولذلك يلجأ الي احتضان لعبته فهي وسيلته للشعور بالامان.. انما الطريقه الافضل ان يساعد الابوان طفلهما علي النوم الهادئ بأساليب اخري غير التمسك بلعبه معينه.. وذلك باتباع نظام محدد يبدأ بتحديد موعد ثابت للنوم علي ان تسبقه مباشره فتره هدوء واسترخاء كأن نبعده عن اللعب الخشن او مشاهده برامج تليفزيونيه مرعبه.. بل ان تناول وجبه خفيفه او حمام دافئ يساعده علي الاسترخاء..

وتضيف الاخصائيه، اظهري له المحبه ولا توجهي له النقد الشديد والمستمر، لا تستخدمي النوم المبكر كوسيله للعقاب لان هذا سيؤدي الي اقتران الذهاب الي النوم بالعقوبه.. كل هذه وسائل وقائيه بامكان كل ام ان تستخدمها لينعم طفلها بنوم هادئ مستقل.. اما اذا كان الطفل يعاني من مشكله عدم الذهاب الي النوم الا بوجود لعبه ويرتبط بها ويحضنها بشكل غير طبيعي، فهذا معناه انه قد لا يشعر بالنعاس لذلك يمكن تقليل فتره النوم النهاريه له..

او انه يخاف من الظلام لذلك يجب ان تكون الام متفهمه وصبوره ولا تسخر منه بل تتعامل معه بلطف وتشجعه علي التحدث دون خوف واظهار المحبه والحنان يشعره ان امه قريبه منه.. ايضا قد تكون الزياده في الاضاءه سببا آخر، لذلك اتركي ضوءا خافتا بين الغرف واتركي باب غرفته مفتوحا بحيث لا يكون في ظلام تام، ولا ننسي ترتيب الغرفه بحيث لا تنعكس الظلال السوداء داخلها وعلي جدارنها حتي لا تزعج الطفل..

كذلك وجود الستائر ضروري لحجب الانوار والظلام في الخارج واخيرا لا تنسِ دور القصه فهذا يساعده علي التغلب علي خوفه من الظلام كذلك توفير الصحبه له بوضع شقيقه معه في غرفته حتي يزول خوفه.