ضعيفة الحال.. شديدة المحال
الرجل باستطاعته أن يَمتَلِك قلبَ المرأة؛ من خلال كلامه المعسول:
أحبُّك، أنت روحُ قلبي، ليس لي غيرُك... وغيرها من العبارات الجميلة والمعسولة.
وبحكم ضعف المرأة أمام هذه الرَّنَّات الحسَّاسة تَنساقُ مباشرةً لما يُمليه عليها هذا المُغرِّد البشوش.
فتراها تَخسَرُ حتى أعزَّ ما تَملِكُ، بل تجد منهنَّ مَن تَهْجُرُ أمَّها وأباها وحتى وطنَها؛ جريًا وراء الحبيب الشادي.
وتمعَّنوا في الصدمة العنيفة التي تصدم هذه المرأة - الغافلة الوفية - حين يتبيَّن حالُ هذا العصفور الذي ملأ لها الدنيا تغريدًا، وأنه مُنتحِلٌّ شخصية الأمناء، والأوفياء والمحبِّين!
حين يتبيَّن أنه منافقٌ كذَّاب مُخادِعٌ، عديمُ الإحساس، وفيه من الصِّفات ما لا حصرَ له!
رُبَّما هذه المرأة - المغلوبة على أمرها - فات أوانُها، وانتهى زمنُ الربيع البهيج، وتوقَّفت زقزقة العصفور، وربما تحوَّل صوتُه إلى صوت وحشٍ ضارٍ في البراري!
أو قُلْ إن شئتَ: صوتُ بومةٍ، تُشوشُ سكينةَ مَن خلدوا للراحة بعد جهد وعناء!
قد يكون ما بَنَتْه وشيَّدَتْه هذه الضعيفة في زمان - كان يا مكان - عبارة عن سراب بقيعةٍ!
ثم راحت تتجرَّعُ كأسَ النَّدامة الواحدَ تلوَ الآخر!
وتتأوَّه الويلاتِ من شدَّةِ هذه الصدمات!
هنا يمكنُ للمرأة الانتقامُ بأسلوب لم ولن يَصِلَ إليه عظماءُ العالم، ولا نجباؤهم، ولا أبطالُهم...!
إنه المكر الذي عظَّمه الله في كتابه، كما عظَّم خلق السموات والأرض، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 28].
وفي هذه السورة آياتٌ للسائلين؛ وبالتالي: فليحذر الرجلُ من تَقلُّبات الزمان، ومن الخيانة في المقال، والأعمال للمرأة الضعيفة في حالها، والقوية المتينة بحِيَلِها.
إنه البركانُ الخامد الذي إن ثار، قذَفَ بحِمَمٍ من نار، وذابَ في غَسَّاقه الأقوياءُ والكبار.
فالمرأةُ جميلةٌ بمشاعرها، ومن أراد كسرَ مشاعرها فعَاقِبَتُه وخيمة، ونِهايتُه أليمةٌ ...!
نسأل اللهَ الصدق في جميع الأحوال، ونعوذ به من تقلُّبات الأحوال، ومن مكرِ النساء بالرجال.
عبد الله لعريط
مواقع النشر