السلام عليكم ورحمة الله،
تشتكي الكثير من الأمهات من المتاعب التي يسببها لها الطفل قبل الخلود إلى النوم، لأن السرير بالنسبة للطفل، هو الدليل القاطع على اضطراره الانفصال عن والديه، وعن ألعابه، والبقاء وحيدا. والأطفال بشكل عام يكرهون الوحدة، ويبحثون عن كل الأسباب التي تدفع أهلهم إلى ملازمتهم.
خلال النهار يكون الطفل نشيطا وفعّالا ونجده يلعب ويقفز ويركض، ولذلك فالانتقال من حالة النشاط إلى حالة السكينة والهدوء والنوم لا يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ ودون أي مرحلة تحضيرية تهيّئ الطفل للنوم وتساعده على التحول من حالة النشاط إلى حالة الاسترخاء والحاجة إلى النوم. هذه المرحلة الانتقالية يجب أن تمارس فيها الأم (خاصة) مع طفلها روتين يومي ثابت للنوم، يتعلم الطفل من خلاله أن وقت اللعب قد فات، وأن وقت النوم قد حان. وهذه بعض النصائح لك أيّتها الأم، لتجعلي طفلك (ملاحظة: نستثني هنا الأطفال الرّضّع والمولودون حديثا) يخلد للنوم دون متاعب.
- حدّدي روتين ثابت لموعد النوم ولا تقومي بتغييره. فعلى الأطفال الخلود إلى النوم باكرا، حتى تنمو عقولهم وأجسادهم بشكل سليم.
- نبّهي طفلك إلى اقتراب موعد النوم قبل نصف ساعة، ثم قبل ربع ساعة. فالأطفال لا يحبون القرارات المفاجئة التي تنقلهم من حال لأخرى.
- يجب أن يكون الوقت الذي يسبق النوم "وقتا هادئا"، فقبل الانتقال إلى وضعية الهدوء للنوم، لابد للطفل من تفجير ما بقي لديه من طاقة ، كقليل من اللعب والرّكض في غرفة النوم.
- يرجع لك الاختيار فيما يخص خطوات الروتين اليومي للنوم. هناك نمط معروف وهو إعطاء الطفل حمام دافئ، ثم ارتداء ملابس النوم، ثم قراءة قصة وبعدها احتضان الطفل ووضعه في سريره، قد يشمل الرّوتين أيضا غسل الوجه واليدين وغسل الأسنان، ثم لبس البيجاما ،بعدها قراءة قصة ذات مغزى وغير مثيرة لمخاوف الطفل، وإنما قصة تساعده على النوم بهدوء وبأمان،فالطفل يحب الاحتضان الدافئ وقراءة قصة معك وذلك ينمّي مهاراته اللّغويّة من خلال التعرّف على كلمات جديدة .
- إذا كان طفلك يشعر بالإثارة وقت الاستحمام أو لا يستمتع به استغن عن الاستحمام في الروتين.
- يستمتع الكثير من الأطفال عندما يتم حملهم للقيام بجولة في أرجاء الغرفة أو المنزل قبل الذهاب إلى النوم، ليتمنّوا ليلة سعيدة لأفراد العائلة وألعابهم المفضلة.
- يصبح طفلك أكثر استرخاءً إذا كان يستطيع توقع ما الذي سيحصل، فكلما كان مسترخيا كان من السهل أن يخلد للنوم.
- لجرعة الحنان التي يوفّرها الوالدان لطفلهما قبل انصرافه إلى النوم أهميّة كبيرة. فهذا الحنان، المتمثل بعناق أو بقبلات أو بضحكات متبادلة، يُطمئن الطفل إلى أن النوم ليس عقابا يلقاه، لذا فاحرصي عليها.
- يجب أن يمتنع الأهل عن الإظهار للطفل أننا سنتخلّص منه بنومه حتى وإن كنّا متعبين أو في عجلة من أمرنا، وذلك لأن إعطاء الطفل هذا الشعور يجعله يواجهنا بمقاومة النوم بكل ما أوتي من قوة.
- يجب عدم ربط النوم بالعقاب، فيحاول الطفل التمرد على هذا العقاب عبر رفض النوم.ولا ترسل الطفل إلى النوم المبكّر كعقوبة له، لأن ذلك يؤدّي إلى أن يقرن الذهاب إلى النوم بالوقت المعتاد وبين العقوبة.
- ينبغي على الوالدين اتّخاذ موقف موحّد وحازم أمام رفض الطفل التوجه إلى السرير. فالتساهل من أحد الطرفين يؤدي إلى اعتياد الطفل عدم الانتظام في مواعيد النوم .
- اهتمي بما يحبه طفلك قبل وقت النوم، مثل ترك الباب مفتوحا قليلا، وجود إضاءة جانبية أو شرب القليل من الماء، أو اختيار بطّانيته المفضلة أو لعبة محشوّة لأخذها إلى السرير، مع ضرورة التّأكّد من عدم وجود خطر الاختناق.
- يعد وقت النوم فرصة رائعة لك لقضاء وقت للحديث مع طفلك، فيمكنك مثلا الحديث عن الأشياء التي فعلها طفلك خلال اليوم، والأشياء التي تنويان القيام بها في اليوم التّالي.
في أمان الله..
م.ن
مواقع النشر