أحبتهُ بكل جنون إلى حدِ العذابِ والهيام
والآخر بحبهِ أحسسها معه بمعنى الحُّب الحقيقي والأمان والسلام
هذهِ قصةٌ طريقتها في الحُّبِ لن تتكرر
فلتتمعنوا في قرائتها
ولتأخذوا منها الحكمةَ والعبر







هـي كانت في تلك الفترة في طريقها للإعدادية
لم يطرق الحُّبِ باب قلبها ولم تفكر به أبداً
كانت تراهُ في مشاهد المسلسلات
وكانت لا تأبه لمثلِ هذهِ الأفكار والكذبات
إلى أن جاء هذا اليوم ...
اليوم الذي سيُّقلع منها قلبُّها
على يدِ مراهقٍ يكبرها بثلاثةِ أعوام
مايجمعهما كان المصاهرة بين عائلتهما هو وهي
وكان يرتاد منزل أهلها بحكمِ هذهِ القرابة
التي كانت بينه وبين أخته التي هي زوجة أخيها
كانت مثل أغلب خليلاتها من الفتيات
في مقتبل عمر الزهور تحديداً كانت بعمر الثانية عشر
فـرغمـاً عنها سحرها بوسامته
ونظراتهِ المعسولة فلم تتمالك نفسها
ووقعت رهينة لهذا السحر
لم تنطق له بكلمة ولا حتى هو !
كان حبهما في طور البراءةِ وكانا خجولان كليهما بطبعهما
ولكن كانت هذهِ البداية والاحداث ستتغير في السنوات الآتية ..



شاء الله تعالى أن تنتقل هي إلى المنطقة التي يسكن فيها
وكذلك كانت هي نفسها المنطقة الذي يسكن فيها الآخر
الذي سأحكي عنكم عنه لاحقاً .., بإقترابها منه صارت اللوعة
أكبر بينهما ومضت ثلاثُ سنوات على هذا الحال
لم ينطقا بأي كلمة وكانت النظرات هي مرسال المشاعر بينهما
إلى أن اخبرتها أخته بأنه متيمٌ بها لحد الهوس
فرحت الفتاة وأنتظرت اللحظة التي يصارحها بحبه لها
ولكن مرت الأيام والشهور وهما لا زالا على هذا الوضع
نظراتُ إعجاب وحبٍ وهيام فقط لا غير :(
إلى أن وقع هذا الحدث
الذي سيقلب مجرى علاقتهما رأساً على عقب
تزوجت أخت الفتاة الكبرى وكان لزوجها تأثيراً عظيماً
في تغيير مجرى حياة الفتاتين ..
كان نبراس النور في حياتهما .. وكان رجُلاً ملتزماً
بتقوى الله .. فألتزمت على يديه الأختان
وكان سبباً لهدايتهما بعد الله
وقد كان الزواج في مدينة أخرى بعيدة
فسافرت معها عائلتها ومكثوا معهما أسبوعان بحالهما
وعند عودتهم .. وعدت الفتاة نفسها بإن تثبت على إلتزامها
وأن تمحيه من حياتهاأو أن يتخذَ قراراً جريئاً وهو
التقدم لخطبتها , عادت إلى منزلها
وبعد أيامٍ قليلة آتى ليراها كالعادة
ولكنه استغرب وتعجب من هذا الأمر ..
لم يجدها ولم يلمح طيفها أبداً في البيت
ولم يسمع حتى صدى صوتها !
لم يعتد على فراقها وكان يُسابق الوقت حتى يأتي لمنزلها
ويمتع عيناه بالنظرِ إليها .. فبعد نفاذ وقته للزيارة يئس
لم ينطق بكلمة وظنَ انها قد أزالتهُ من حياتها
فمكث أياماً ولم يأتي لمنزلها
تعذبت هي بفراقها نعم . لا بل تعذبت كثيراً
وبكت في قلبها دمـاً ونذبت اليوم الذي أحبتهُ فيه
فقد كانت ترتجي منهُ الأمل .. ولكنها تبثت وفضلت
إلتزامها على الرضوخ لعلاقتهما السطحية
التي لا معنى مفسرٍ لها إلأ غضبُ الله والضياع



مرتِ الأيام وشاءالله تعالى مرةً أُخرى أن تقابله
فقد كانا قد أرتادا نفس الحافلة .. فهو كان
في طريقهِ لثانويته وهي لمدرستها الأساسية الاخيرة
عندما أقبلَ على ناظريها ...
أحست بإن الربيع قد غزا قلبها في شتاءٍ قارص
ولكنه لم يتعرف عليها بسبب نقابها وجلبابها
أحست المسكينة بِغُصةٍ في قلبها وأعتصر صدرها الألم
ولكن سرعان ماتحولت هذهِ الغصة لحسرة عند سماعها لكلامه
جلس على مقعدهِ وبدأ يخاطب فتاةً على جواله
يخاطبها بكلامٍ معسول مغررٍ لضعيفاتِ النفوس
وبعد فراقه من الحديث معها أخبر رفيقه بأنها
واحدة من كثيراتٍ ممن وقعنَ في شباك حبلِ مصيدته اللعوب
وبدأ بالقهقهقةِ والضحك بصوتٍ عالي
لم تتوقع ان ترأهُ يوماً على هذا الحال
تحسرت وندمت على سنوات عمرها التي أضاعتها معه ..
وحمدت ربها بأنها أهتدت وألتزمتْ .



مرت بضعةُ أيامٍ وأنتقلت عائلتها لمنطقةٍ أخرى
فزاد عذابها عذاباً على عذاب بسبب إنتقال أخوها وزوجته
التي هي أخته لبيت آخرٍ مستقل ..
وبهذا حُرمت بنظرها هي الحمقاء من زيارةِ الحبيب :~
مرت كذلك ثلاثةُ أعوامٍ وقد تركت هي دراستها
وتدهورت صحتها من أسوءٍ لِأمَّرْ ..
وهو كان قد اتمّ دراسته الثانوية ومن بعدها
سلكَ طريقَ الضياعِ والإنحراف
حمدت ربها على نعمته وحاولت أن تطهر قلبها من لطاخته
ولكن كان هذا الأمر بالنسبة لها صعب الحصول
فحاولت ان تُشغل نفسها بأي شيءٍ حتى تنسى هذا المخبول
تقدم العديد والعديد لخطبتها ولكنها كانت قد كرهت صنف الرجال
وأختارت لنفسها العُزلة وأنطوت بنفسها وماكان رفيقها
إلا كتابُ الله وكُتيباتٍ إرشادية



ففي لحظةٍ من اللحظات طرقَ السعدُ باب حياتها
ولكنها لم تأبه بهِ في البداية ..
طرقَ بابها فارسُ أحلامِ أغلب الفتيات
شابٌ ملتزمٌ خـلـوق ذا عينانِ سـاحـرتان
وسُمُرةٍ تأخذُ الألباب .. وشعرهُ كأنهُ سلاسلٌ من حـريـر
وكانت له هيبةٌ كهيبةِ الأمــــيـــــــر
كان هو في أخر سنواته الجامعية في عمر الثانية والعشرون
وهي كانت في عمر التاسعةَ عشر
وهو .. كان قريبها من الجهتين ابنُ عمها وابنُ خالتها
الذي كان يعشقُها منذ صغره .. ولكن خجله وحياءه وإلتزامه
منعهُ من البوحِ لها بمشاعره إتجاهها
وهي كانت تراه كأخاً لها ولم تُفكر أبداً أن تكون زوجته في يومٍ من الأيام
رفـــضــــــتــــــــــه .. وأخبرت أمها بذلك ..
فظلت أمها تُذكرها بإنهُ شاب ولا مثل أي شاب
فيه كل الأوصاف .. ولكن العنيدة أصرت على رأيها
فطلبت أمها بكل خجل من شقيقتها
التي هي خالة الفتاة وأمه أن تعطيهم مهلة أسبوع حتى يفكروا بالأمر



ومــرت ثلاثةُ أيام والعنيدة مازالت مصرة على رأيها
إلى أن وصل الخبر لأختها الكبرى .. وأخذت بسماعة هاتفها
وبدأت بتأنيب أختها الصغرى وتذكيرها وتوعيتها بالواقع وبما ستأئيلُ له الأمور
إذا أضاعته من بين يديها .. وبعدَ نقٍ وزعيق على رأسها من قبل أختها الكبرى
وافقت العنيدة على الزواجِ منه .. وكان أصوب خيار في حياتها



واختارت مهلة عامان حتى يتخرج من جامعته وترتب هي أمورها
مر أسبوع وتمت الخطبة والعنيدة لم ترضى بإن يُلبسها خطيبها الدُبلة :(
فإنصاع المسكين لأول شروطها وألبستها أياها والدته
وبعد الخطوبةِ بيومان وصلت أول هدايا الحب ..


عصفورانِ جميلان في داخل قفصٍ على شكل قلب
محفورٌ على زاويتيه اسمها واسمه
تعجبت الفتاة منه ومن عقليته الرومانسية
فهي كانت لم تتوقع منه بإن يتجرأ ويبادر لخجله وحياءه
ولكن الحب مثل ماقالوا يصنعُ المعجزات
وقد كانت هذه السنتان أطول سنتين في حياته
وهي قد كان حبه يشقُ وجدان قلبها
ويطهرها من دنسِ حبها السابق الزائف
وقد كان حبه يدُّب في أحاسيها التي بدأت تتشكل له
وما ان علِمَ حبيبها السابق بأمرِ خطبتها هاجر من البلاد
في إحدى البلدان في جيبهِ حفنةٌ من الدولارات
ضائعاً متسكعاً في الطرقات
والعصفورانِ قد صاروا أربعة إلى أن وصلوا لعشرة
وأحتفظت بهم الفتاة ورعتهم إلى أن وصلت لعش زوجيتهما
وأهدتهم لزوجها الحبيب





وكانتِ السعادة تملأُّ قلبيهما ويعمها الأمان .
حينها أدركت الفتاة أن الحب الحقيقي هو ان تشعر مع من تحب بالسلام والأمان .





ذلك كان طريقي أنا في الحب وياله من طريقٍ مُتعبٍ عسير
فها هيَّ الحكمة والعبرة في قصتي الأ وهي : (( الإلتزام ))
وأوصيكم ثم أوصيكم بالإلتزام فإن صلاح النفوسِ والحالِ فيه
وهو الذي جمع قلبينا بإختيارنا له فأوصلنا لبرِ الأمان
(( هذا هو طريقنا نحن في الحب ..
أنا وزوجي الغالي الحبيب أبوبكر
))
إهداء خاص لي ولملك عرش قلبي
ولكلِ زوجين متحابين