قلم : عبد الفتاح سليمان محاميد
دور المعلم يعد دورا اساسيا في بناء المجتمع لان المعلم له الفضل الكبير ويتحمل القسط الاكبر في مسيرة بناء المجتمعات نحن لا ننكر هذا الامر ونثمن دور المعلم كثيرا وليس صدفة يقول امير الشعراء احمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا, مهنة التعليم رسالة مقدسة لما فيها من اسس تكوين شخصية الفرد التي تنعكس مستقبلا على المجتمع برمته, المعلم شمعة تحرق نفسها لتضيء على الطالب وللاسف الشديد البعض لا يقدر دور المعلم ولا يعطيه حقه, بين الفينة والاخرى نسمع عن تهجم اهل طالب على معلم في مدرسة ما وهذا يثير حفيظتي واقول في نفسي هذا معقول, لا تنهضم معي القضية اتضايق في نفسي واقول اين نحن من قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا, بتصوري كل من يعتدي على معلم فهو انسان جاهل وفاقد للقيم والمبادىء, المعلم قيمة كبيرة وعظيمة, المعلم يجب ان يكون مثالا طيبا في كل تصرفاته لان تصرفاته تنعكس على تصرفات الطالب بمعنى ان كان المعلم يتفوه بكلام لائق فبشكل تلقائي يصبح الطالب يقلد مربيه لان سلوك المعلم له اثر كبير في نفسية الطالب ,في نظر الطالب المعلم مثال اعلى , وان رأى منه عمل غير لائق فهذا يحبط الطالب ويجعله مضطربا ,لا شك ان المعلم يعد عاملا هاما بنهوض ورقي المجتمعات, المعلم يعد مرشدا لطلابه ويزرع فيهم المبادىء والقيم الاساسية التي تساعدهم في تحقيق ذاتهم بحيث يصبحوا عناصر فاعلة في المجتمعات ,المعلم للطالب كالبستاني للحديقة وتعلمون كيف يقوم البستاني بتنسيق الزهوز وتقليم الاشجار لكي يحافظ على الشكل الجميل للحديقة وكذلك المعلم يزرع وينمي المبادى والقيم والاسس االجميلة في نفس الطالب ,دور المعلم لا يقتصر على تلقين الطالب المواد التعليمية بل يجب ان يتخطى ذلك وتفعيل دوره في الامور التربوية عندها ينطبق عليه قول المربي المصلح لما فيه اثرا ايجابيا في صلاح المجتمعات,المعلم يجب عليه ان يعتني بالجانب التربوي كما يعتني بالجانب التعليمي لانه في حال اهماله للجانب التربوي يكون قد تخلى عن جانب مهم في صقل شخصية الطالب وهذا يسبب خللا في المنظومة
المعلم المربي صاحب رسالة سامية فواجب عليه ان يحمل الامانه ويعطيها حقها كاملة, يجب على المجتمع ان ينظر للمعلم بنظرة طيبة ويعامله باحسن معاملة وبود واحترام وتبجيل
انا على الصعيد الشخصي اكن كل احترام وتقدير لمن علمني حرفا في صغري, وقبل عدة سنوات كنت مدعوا الى حفل زفاف والتقيت صدفة بمدير مدرستي الابتدائيةوالذي لم التقيه منذ عشرون عاما وقد قارب سن الثمانون عرفته بنفسي فعرفني فقبلت رأسه وقبلته كم كان مسرورا وسعيدا وتفاخر بي امام الحاضرين وقال انا فخور بابنائي الطلاب الذين تربوا عندي فعلا احسن تربيتنا ومن سنتين بلغني انه توفي في المهجر عند ابنائه المهاجرين رحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين,ان ما اريد ان اوصله لكم اعزائي القراء ان نحترم معلمينا وان لا نتطاول عليهم وان نربي ابنائنا ونزرع في نفوسهم محبة وتبجيل المعلم المربي وان لا نعطيهم شرعية وغطاء للتعدي والتطاول على المعلمين لان المعلم في مكانة عليا لانه يذوب مع مرور السنين كما يذوب الملح في الماء لكنه يترك اثرا طيبا في نفوس ابنائنا عندما يصبحوا رجال يصارعون معترك الحياة
حيوا المعلم فالمعلم امة-- في روحه يكسو الشعوب ثيابا
ويحاور التاريخ في وجدانه سفر-يناغي الخير والمحرابا
ويعارك الدنيا فيعلو فوقها حينا-----وحين يسحر الالبابا
مواقع النشر