مقدمة

كما نعلم بأن عالم اللغ العربية عالم كبير جداً، كما أنه يحتوي على العديد من الفروع التي يتفرع منها العديد من الأنشطة المندرجة تحت مسميات فروع علم اللغة العربية، ومن أهم هذه الفروع فرع القصة القصيرة، وتحتل القصة القصيرة مساحة كبيرة نظراً إلى أهميتها، حيث أنها قادرة على أن تزصل مجموعة من الأهداف والقيم بين الناس، كما أن القصة القصيرة لها معجبين كثر، ومن أجل التمعن أكثر في فرع القصة القصيرة يمكن أن نتعرف على أهم النقاط المتعلقة بالقصة القصيرة.


تعريف القصة

يمكن تعريف القصة القصيرة على أنها مجموعة من الأحداث الخيالية، والتي تكون من نسج الخيال، ولكن ترتبط القصة القصيرة بالعالم الواقعي الذي تعيش فيه، حيث أنها لا تتعدى على العالم الذي تعيش فيه، ولكن يمكن القول بأنها قصة واقعية مختلقة من أجل إيصال فكرة ما، أو نشر مبادئ معينة.

كما أنّ القصة القصيرة في معظم الأوقات تركز على شخصية واحدة، وموقف واحد، ولكن هذا الأمر لا يعني أن القصة القصيرة لا تتكون من أكثر من شخصية واحدة، ولكن تختلف أهمية الأدوار وتتفاوت درجتها من شخصية لأخرى، كما أن طريقة سرد القصة تأخذ منحى معين.


تاريخ القصة القصيرة وأشهر روادها

لم تكن القصة القصيرة وليدة هذا العصر بل إن لها تاريخ قديم، كما أنها موجودة منذ قديم الزمان، ولكنها كانت موجودة بشكل يختلف قليلاً عن الشكل الموجودة عليه الآن، حيث أنها كانت قديماً تحاكي قصص من القرآن القديم، مثل قصة سيدنا داود، وقصة سيدنا يوسف، وغيرها من القصص التي كان يتم سردها في المجالس والسهرات.

ولكن ما تم التوصل إليه اليوم من قبل أساتذة اللغة العربية أن القصة القصيرة قديماً كانت تحمل عبر ومواعظ أكثر من عصرنا هذا، ولكن الأمر يعود إلى أن القصص قديماً كانت تتناول الجانب الديني أو الجان الخرافي لأن الحياة كانت أبسط من حياتنا اليوم في ظل التطور التكنولوجي، كما أن واحداً من أهم أهداف القصة القصيرة هي أن تتناول أهم الأحداث التي تهحدث الآن في الزمن التي يتم كتابتها به.

وعند الحديث عن رواد القصة القصيرة يمكننا الحديث عن (إدجار ألن بو)، وهو من أكبر رواد القصة القصيرة في العالم الغربي، كما أن هذا الكاتب اشتهر بالكتابة في هذا المجال في جميع أشكاله، ويمكن أيضاً الحديث عن مجموعة كبيرة من الأدباء الآخرين الذين تمكنوا من كتابة القصة القصيرة والذين أيضاً ساهموا بشكل كبير من أجل تطوير هذا الجانب، ومنهم من هم من العرب ومن الغرب أيضاً.


أنواع القصة القصيرة وأنماطها

يمكن أن نعدد أنماط القصة القصيرة وأشكالها الأكثر انتشاراً على أنها:
الميثولوجيا: وهذا النوع من القصص القصيرة يمكن أن يكون مزج بين الزمن القديم وهو زمن الأساطير، مع الزمن الحديث والمعاصر، وهو من خلال استخدام سحر الخيال الموجود في الأساطير مع العالم المتقدم الموجود في العالم الحديث.
التسجيلية: وهذا النوع من القصص القصيرة لا يهتم أبداً بالخواطر الوجدانية أو بالطريقة التقليدية لكتابة القصة القصيرة بل إنه يكون من خلال إطلاقات معينة من فكر الكاتب وإطلاق العنان له من أجل التخيل.
السيكولوجية: وفي هذا النوع من القصص القصيرة يمكن أن يقوم الكاتب بتحويل مشاعره وأحاسيسه إلى كلمات، كما أنه يتمكن من عكس أفكاره الخاصة من خلال القصة، وتحتوي القصص السيكولوجية على خفايا كثيرة عن النفس البشرية.
الفانتازيا: ويقال عن هذا النوع من أنواع القصص القصيرة بأنه الأشرس على الإطلاق، حيث أنه يمتاز بفوضى الأفكار، كما أنه لا يكون مقيداً بأرض الواقع، ومن أكثر القصص القصيرة اتباعاً لنمط الفانتازيا قصص الثورة.


عناصر القصة

الفكرة والمغزى: وتتمثل في الهدف الذي يريد الكاتب إيصاله للقارئ من خلال القصة، ويمكن القول بأنه العبرة المستفادة من القصة كما كنا نتعلم في المدرسة.
الحدث: ويتمثل في مجموعة الأفعال والوقائع التي تتم خلال القصة والتي تكون مرتبة بشكل سببي متتابع، كما أنها تدور جميعها حول موضوع معين، كما أنه غالباً ما يدور حول صراع بين شخصيات القصة، ويتم التحقق من جاهزية الحدث من خلال الإجابة عن أربعة أسئلة وهي: كيف؟ أين؟ متى؟ ولماذا وقع الحدث؟
العقدة أو الحبكة: وهي عبارة عن مجموعة أحداث متتالية ومرتبة من الناحية السببية، وتدور جميعها حول نفس الموضوع، كما أنها تمتاز بمعيار شد الانتباه في هذه اللحظة.
لقصة والشخصيات: يحاول الكاتب دوماً أن يحتار أحداث قصته من الواقع الذي يعيش فيه، مطلقاً بعض الأسماء عليها، وتمتاز الشخصيات في القصة ببعض الأبعاد، وهي:
البعد الجسمي: يجب أن يصف الكاتب الأبعاد الجسمية للشخصية في القصة، حتى تكون الرؤية والتصور أوضح للقارئ.
البعد الاجتماعي: يجب أن يصف الكاتب الشخصية من الناحية الاجتماعية، من خلال الحديث عىن طريقة تعامله مع الآخرين في المجتمع، والحديث عن ظروفه التي يعيش بها، لأنها تكون مهمة من أجل الحكم على الشخصية.
البعد النفسي: وفيها يصف الكاتب الشخصية من الناحية النفسية، أي من ناحية السلوكيات، ومزاج الشخصية، والهدوء و الانطوائية وغيرها من التصرفات الأخرى.


كيف أكتب قصة قصيرة

اأخذت القصة القصيرة تسميتها من حجمها، حيث أن حجمها يكون صغيراً، وبالتالي فهي لا تتعدى عشرين أو ثلاثين صفحة فقط، كما أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار حجم القصة قبل تسميتها قصة قصيرة.


خطوات كتابة القصة القصيرة

هناك بعض الأمور التي من الممكن اتباعها من أجل كتابة قصة قصيرة، وهي خطوات تساعد على الحصول على قصة قصيرة بكل المعايير، وهي كالآتي:
يجب أن يكون الكاتب ملماً بالعديد من القصص القصيرة، فيجب أن يقرأ كثيراً من القصص، كما أنه يستطيع وضع ملاحظات أثناء قرائته للقصة، والتي استخدمها الكاتب في كتابة القصة، كما أنه يستطيع تدوين الخطوات التي من الممكن اتباعها من أجل الحصول على طريقة كتابة القصة.
الحصول على فكرة عامة عن القصة، وبالتالي من الممكن اختيار موضوع ما، وعند اختيار الموضوع لابد أن يتم مراعاة أنه بالإمكان الكتابة في هذا الموضوع، حيث أن هناك بعض المواضيع التي لا يستطيع الكاتب خلق قصة فيها، كما أن القصة لابد أن تكون من نسج خيال الكاتب.
من الممكن كتابة رؤوس أقلام حول الموضوع التي تم اختياره من أجل الكتابة فيه، مثل وضع الشخصيات التي ستمثل القصة، كما يمكن أن يتم كتابة الأداث بصورة مختصرة.
البدء في مقدمة القصة، ومن ثم التسلسل من أجل الحصول على حوار هادف بين الشخصيات، كما أنه من الممكن كتابة الحوار بشكل مختصر.
محاولة أن يتم وضع هدف أساسي من القصة، وأن يتم بناء الأحداث على أساسه.
عند كتابة النهاية، لا يسترط أن يتم وضع نهاية سعيدة، أو حتى أن يتم كتابة النهاية، حيث أن الكاتب بإمكانه أن يجعل النهاية متروكة لعنان القارئ.
يجب أن يكون الكاتب على علم كبير باللغة العربية من الناحية الأدبية واللغوية، كما أنه يجب أن يكون له وزنه من الناحية الأدبية.
محاولة الابتعاد عن السلوكيات غيرالمرغب فيها في المجتمع، و إن تم ذكرها أو إن اتصفت الشخصية ببعض من هذه السلوكيات، يجب أن ينوه القارئ إلى أن هذا السلوك خاطئ وينبذه المجتمع.