يقول د. محمد رضا عوض أن آلام أسفل الظهر من أهم المشكلات التى تواجه الملايين من البشر فلقد وجد أن حوالى 80% من سكان المعمورة عانوا أو يعانون من آلام أسفل الظهر فى فترة من حياتهم وتشكل هذه الآلام عبئًا اقتصاديًا على المريض وأسرته والمجتمع ككل حيث ينقطع المريض عن عمله وتتراوح هذه الفترة من عدة أيام إلى عدة شهور وقد تزيد إلى عدة سنوات فى حالات آلام أسفل الظهر المزمنة.

ويوجد أكثر من مائة سبب لآلام الظهر ولكن أهمها هو ما يتعلق باستعمال الظهر بطريقة خاطئة فى الأنشطة اليومية مما يعرض منطقة أسفل الظهر إلى إجهاد مزمن ينتج عنه تقلص بالعضلات بهذه المنطقة وبالتالى ظهور الألم، وإصابات الأربطة والعضلات المحيطة بالظهر نتيجة حركة مفاجئة فى وضع غير صحيح أثناء ممارسة التمرينات الرياضية أو عند السقوط على منطقة أسفل الظهر أو حدوث أصابات مباشرة.

ومن الأسباب الهامة لهذه الآلام أيضا الانزلاق الغضروفى ويحدث نتيجة تحرك النواة للقرص الغضروفى خلال الإطار الخارجى للقرص وينتج عنه ضغط على الجذور العصبية للطرف السفلى وينتج عنه ألم شديد وهو ما يعرف بعرق النسا ومن الخطأ أن نعتبر أن أى ألم فى منطقة الظهر هو انزلاق غضروفى إذ أن الانزلاق الغضروفى يسبب نسبة ضئيلة 4 – 5 % فقط من أسباب آلام أسفل الظهر وأقل من عشرة بالمائة من المرضى يحتاج إلى تدخل جراحى ولكن بالعلاج التخصصى اللاجراحى يمكن علاج 90% من حالات الانزلاق الغضروفى
وترجع الإصابة بآلام أسفل الظهر أيضًا إلى خشونة المفاصل الخلفية للفقرات أو الخشونة التى تصيب القرص الغضروفى عند تقدم السن مما ينتج عنه قلة قدرة القرص الغضروفى عن تحمل الإجهاد الذى يقع على منطقة أسفل الظهر ويتسبب عنه انزلاق غضروفى أو التهاب المفاصل الخلفية بين الفقرات مع حدوث بعض الإصابات مثل ضيق القناة النخاعية أو قناة الجذور العصبية، الضغط النفسى أيضا يمكن أن يؤدى بدوره إلى إجهاد عضلات الظهر مع تقلصها مما يؤدى إلى الإحساس بألم..