أظهر تقرير “المنتدى الاقتصادي العالمي”، في نسخته العاشرة التي نشرت مؤخراً، إلى حصول الإناث على درجات أعلى من الذكور في الرياضيات في الإمارات والبحرين وقطر والسعودية، لكنه لفت أيضاً إلى تدني نسبة الإناث في العمل في هذه الدول وغيرها، جاء ذلك بعد دراسة 145 دولة في العالم، أحالت النتائج فيها إلى مشكلة الفجوة بين الجنسين في العمل والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما تشير بيانات البنك الدولي تشير إلى أن مساهمة المرأة العربية في سوق العمل لا تتجاوز نسبة 23%، وهذا يجعلها الأدنى في العالم مقارنة بـ65 % في شرق آسيا التي تعتبر الأعلى و59 % في دول منظمة التعاون الاقتصادي.



وخلال ثلاثة عقود ماضية، ارتفعت مشاركة النساء في قوة العمل بنسبة طفيفة وهزيلة، لا تتجاوز 1%. وإذا استمر النمو على هذه الوتيرة يتوقع – تقرير البنك الدولي- أن يستغرق لحاق المرأة العربية بالمستوى الذي تتمتع به نظيرتها في الغرب نحو 150 عاما.
بالعودة إلى دراسة “منتدى الاقتصاد العالمي” الأخيرة، فقد أشارت البيانات الخاصة بالعالم العربي أن الإناث تقدمن عن الذكور خلال العقود الماضية في جميع الميادين الأكاديمية تقريبا، كما قل عدد الطالبات اللواتي يرسبن في الصفوف بالمقارنة مع الطلاب.
وكان استطلاع للرأي قام به “مركز أبحاث المدن والنمو السكاني” بمعهد شنغهاي للعلوم الاجتماعية في الصين، قد بين أن نتائج الإناث في المدارس الابتدائية والثانوية أفضل من نتائج الذكور في جميع المواد تقريبا، مؤكدا أن الفارق يتضح خاصة في نتائج اللغة الإنكليزية، حيث يناهز 8 نقاط بالإضافة إلى الرياضيات والفيزياء والكيمياء التي كان يعتقد أنها مجالات نبوغ الذكور.



وبحسب إحصائية سابقة للأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد الطالبات في الجامعات عدد الطلاب، في قرابة ثلثي دول الشرق الأوسط.
ففي المملكة العربية السعودية شهد التعليم العام للفتيات تطورا غير مسبوق، حيث حققت البلاد نسبة 100 % في ما يتعلق بالتحاق الفتيات في سن التعليم بالمدارس. وأصبح لديها حوالي 7 ملايين طالب وطالبة، 51 % منهم فتيات.
أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فتشكل الفتيات حوالي 70 % من خريجي الجامعات، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم. وتشكل النساء في البحرين أعلى النسب في جميع مراحل التعليم، بلغت نسبة الطالبات حوالي 67.2 % من مجمل طلبة جامعة البحرين، مما أدى إلى ارتفاع نسب الحاصلات على مؤهلات جامعية.



ولكن في الوقت الذي بلغ فيه عدد النساء نحو 49.7 % من إجمالي عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن المنطقة حلت في المركز الأخير من حيث الفجوة بين الجنسين، وذلك وفقا لإحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي في 2015. وتضم المنطقة 13 بلدا من بين 15 بلدا في العالم تعاني من أدنى معدل لمشاركة المرأة في القوى العاملة.



واحتلت مصر المرتبة الـ136 من بين 145 دولة من حيث الفجوة بين الجنسين، بعد السعودية التي جاءت في المركز الـ134 بينما تذيل اليمن القائمة.



وتدهور التعليم في العراق بعد احتلاله عام 2003 وأصبح من بين أسوأ بلدان العالم في مستوى المدارس والجامعات، وأثر ذلك على الغالبية العظمى من الإناث عندما ضاقت أمامهن فرص التعليم. وتوجد في العراق اليوم أكبر نسبة أمية متفشية بين النساء في المنطقة.



وأظهرت دراسات اقتصادية أن الغالبية العظمى من السعوديات الحاصلات على شهادات عليا يواجهن تحدي الحصول على فرص عمل في مجتمع محافظ ينفق المليارات من الدولارات على التربية والتعليم للإناث، في حين يبقى سوق العمل بعيدا عن متناولهن.
حتى في تونس -التي تعتبر رائدة في العالم العربي في حقوق المرأة- ورغم أن نسبة الأمية تراجعت إلى أقل من 30 % وارتفع عدد الاناث إلى ثلثي عدد الجامعيين في البلاد، فإن مشاركتهن في سوق العمل لم تتجاوز27 % من القوى العاملة.