لأن حياتك في وجود مولود صغير تختلف تمامًا عن ذي قبل، حيث يتحدد يومك بكل تفاصيله وفقا لاحتياجاته المختلفة، ربما تجدين نفسك مع الوقت تفتقدين ما كنتِ عليه من قبل والعادات التي كنتِ تقومين بها حتى في أبسط صورها، مثل الاستمتاع بشرب قهوة الصباح في هدوء، ووجود الوقت الكافي لكل ما تحتاجين القيام به من تنظيف المنزل وترتيبه، هذا إلى جانب الخروج ومقابلة صديقاتك.


لكن قبل الدخول في نوبة اكتئاب وحزن، التي من الوارد حدوثها جدًا في مثل هذه الفترة، لا تجلدي نفسك أو تشعري بالضيق في حالة سيطرته عليكِ، الأهم هو المقاومة، وعدم الاستسلام لأي أفكار أو الاهتمام بتعليقات البعض بأنه طبيعي أن تهملي نفسك وتنعزلي عن العالم أو عبارات أخرى من نوعية، "كيف كنتِ تتخيلين نفسك في وجود طفل رضيع بحياتك؟".


عند سؤال عدد من الأمهات عن كيفية استعادة حياتهن والاستمتاع بها بعد ولادة طفل، وصلنا إلى عدد من الخطوات العملية، التي نحتاج لمراجعتها من وقت لآخر لشحن الطاقة الإيجابية داخلنا، وتذكري دومًا أنكِ تقومين بأسمى دور في الدنيا.


1- تقبلي فكرة التغيير: تظل مشكلة الكثير من الأمهات هى عدم تقبل فكرة التغيير الذي طرأ على حياتها، وبالتدريج لا تستمتع بأي نشاط تقوم به، وهذا نتيجة لسيطرة الأفكار السلبية عليها والتسليم بأن حياتها أصبحت مختلفة، الحل هو التصالح مع الفكرة والتعايش معها، فمع الوقت، لن تشعري بأن تغيير شكل أثاث منزلك لمواكبة فترة الزحف كارثي أو إطعام رضيعك والتغيير له خارج المنزل مشكلة حقيقية، الأهم أنه بخير وأنكِ خرجتِ معه، على سبيل المثال.




2- اطلبي المساعدة: بعض النساء يجدن صعوبة أو إحراجًا في طلب المساعدة، ولكن الحقيقة أن ذلك من حقك، وأنكِ قادرة على تغيير مزاجك جدًا بمثل هذا السلوك، إذا ما أتيحت لكِ الفرصة لترك الرضيع لدى والدتك أو حماتك أو إحدى قريباتك أو حتى صديقتك المقربة، وخرجتِ بمفردك أو مع بعض الصديقات لمدة ساعتين فقط، ستكتسبين الكثير من الطاقة الإيجابية وستعودين مُتلهفة لرؤية رضيعك والاطمئنان عليه.


3- مارسي هواياتك: إن كنتِ تشتاقين لممارسة هواية كنتِ تمارسينها من قبل، كل ما عليكِ هو استثمارها بما يناسب الفترة التي تمرين بها، بمعنى إذا كنتِ تحبين الكتابة، اكتبي لرضيعك وحدثيه عن كل تفاصيل انتظاره ويوم وصوله وشكل حياتك بعده، إذا كنتِ من هواة الرسم، ارسمي له قصصًا مصورة ملونة، وزيّني بها غرفته، لا شك بأن وقتك ضيق، لكن إذا أتيحت لكِ الفرصة لا تفوتيها.


4- ذكري نفسك دائمًا بأنها فترة مؤقتة: مجرد تذكر ذلك كلما ضاقت نفسك بالوضع، ستمر بسلام وستجدين نفسك أقوى، لأنه في كل الأحوال حياتك لن تتوقف عند هذه المرحلة، والدليل اختلاف رضيعك كل شهر عن السابق وتطوره بصورة كبيرة وهائلة.


5- أخرجي بصحبته: الروتين اليومي وافتقادك للخروج للتنفس والانطلاق من أهم أسباب سيطرة الضيق عليكِ، لذا أخرجي بصحبته ولا تترددي، كل منكم يحتاج للهواء ورؤية أماكن جديدة، فإذا استطعتِ التنزه في حديقة قريبة من منزلك، سيكون الأمر في غاية الروعة لكل منكما.


6- ابحثي عن الحلول دائمًا: تجربة الأمومة قادرة على تعليم كل أم بأنه لا بُد من وجود حلول لأي مشكلة، لذا لا تستسلمي لأفكارك السلبية، وابحثي عن الحلول الممكنة والمتاحة.



7- حافظي على هدوئك النفسي: حتى تفرحي بكل خطوة أو تطور يحدث لرضيعك، احتفظي معه بذكريات جميلة وصور كثيرة، ابتسامتك جزء كبير من اطمئنانه ولا تضيعي شهوره الأولى، لأن الأطفال الرضع يكبرون بصورة غير متوقعة وسريعة جدًا.


8- خصصي ربع ساعة لنفسك يوميًا: ولنبدأ بربع ساعة فقط، وهي دون شك قابلة للزيادة مع تقدمه في الشهور، اختاري أي نشاط أو هواية أو حتى التمتع بالهدوء والفراغ بمفردك.