ولمنْ تركتَ قصائدَ الهذيانِ
قلتَ تحبني هيفا
وما كانت تحبكَ
لم تزرْ يوماً ضريحَ الشِّعرِ
مقبرةَ الحروفِ
منازلَ البؤساءِ
أسوارَ الدراسةِ
كي تخلِّدَ بعدها أشياءَها
هي وردةٌ رحلتْ
وما قالتْ أحبكَ مرة ً
بين اللقاءات المثيرة يومَها
وكثيرةً كانتْ لقاءاتُ الغرامِ
عميقةً كانت أحاديثُ الهوى
والذكرياتُ إليكَ تصغي دائما
فلتستردَّ من الأسى إصغاءَها
أدري ، وتدري نخلةٌ
كانتْ على سورِ الدراسةِ
كم جلسنا تحتها , حملتْ لنا حرفين
أذكرُ ما كتبتهما ، وبينهما النقاطُ السبعُ تحرثني
وإشارةٌ مازلتُ أذكرها .. (
إيهِ ما معنى يساوي
حينما أمْلتْ على ذاك المدى إنشاءَها
.
هذي السنونٌ السبعُ سابحةً
عجافاً مثلَ سنبلةِ العزيزِ
وكانت الحبَّ العزيزَ وربما
كانت زليخةَ والقميصُ شهادتي
بابُ البراءةِ
ضائعاً قد كنتُ يا هيفا
وهيفا ..
قد طوتْ أفياءَها
بيني وبين غنائها لحنٌ
تعذَّرَ أن يجيءَ
وضحكة ٌ..
لا أستردُ إذا نأتْ أصداءَها
حَذرتُ منها القلبَ لم يسمعْ
وعلَّمتُ القصيدةَ أنْ تودِّعها
وأرهبتُ الحروفَ لكي تبارحَ رَسَمَها
ونداءَها
لا وجهَ فوقَ الأرضِ يعرفها
كما أدري أنا بجنونها
لا صوتَ فوقَ الأرضِ يُشبهها
وإن قالوا لنا فيروزُ
قلتُ أحبها
لكنَّ هيفا من أحبُّ غناءَها
وأحب تاريخا تحدّر من طفولتنا
وقالوا كذبةً مرتْ
وما صدقتُ
لم أحفل بما قالوا لأني
لم أزلْ بركانَ ذاكرةٍ
لصيفٍ يستغيثُ سماءَها
لم نكبر الآن .. انكسرنا
بعضَ أعوامٍ
وكابرنا سنيناً لم تزلْ
تستافُ جائعةً لأعمارٍ بدأناها
لتدرك ياءَها
دارتْ بنا الأيامُ يا هيفا
فلا أنت انتبهت ولا أنا
خمنتُ غيبَتكِ الطويلةَ
واتقيتُ مساءَها
حين اتقيتكِ واعتدلتُ
لأبدأ النسيانَ أو أروي لأطفالي حكايتنا
فقد قالوا لغيرك مرةً : ( ماما )
وأزهرت المواجعُ
فارتضيت قضاءَها
رغماً ، أجل قالوا لغيرك مرة ماما
وكنتُ أظنها أبداً تُقالُ لقطةٍ
زرعتْ على بحر المحبة ِ
عنوةً صحراءَها
وسمعتهم بالأمسِ حين سمعتهم
في صالةٍ للبيتِ حين تبادلوا
معنى هدايا العيدِ
عيدِ الأمِ ، عيدِ الفِصحِ ، عيدِ الحبَّ ، أعيادٌ
وما ذكروك يا هيفا مع الأعياد
أعيادي التي كانت ببابك كل يومٍ
تستعيُر بهاءَها
ولصدفةٍ أو صدفتين
توالياً ، عشرا ، نسيت العدّ
كي أنساك جاملتُ النساءَ
أقولُ ما أحببتُ
جاملتُ النساءَ مشاعراً حُبلى بزيفٍ
كم تحملت القلوبُ من المحبةِ
جرحَها وصفاءَها
ولصدفةٍ أحببتُ غيرَكِ مرةً
ونسيتُ ، إذ أبكي على يدِها
لتسألَ مالذي أبكاكَ
تفضحكَ العيونُ ، فغادرتْ
تمشي تجرجرُ حزنَها وإباءَها
.
فكأنما هيفاءُ ترفع رايةً
من إِصبعين لكلِّ من دخلوا بقلبي
تعلنُ النصرَ الكبيرَ بإصبعين
أظنها
أبداً سترفعُ غربتي ولواءَها
فهي العذابُ المشتهى
وصلٌ وضفةُ جدولٍ
بحرٌ وظلُّ قبيلةٍ
ليلٌ وشمسُ قصيدةٍ
ورسائلٌ من عاشقين وقبلةٌ أولى
هي الأسماء والمعنى
وتلهثُ كلُّ أغنيةٍ تُقالُ عن الغرامِ وراءَها
**
لنعيدَ خارطةَ الحديثِ
وربما لو تأذنين
أعيدُ حوصلةَ الكلامِ
وكيف تختارُ القصيدةُ
في الجفا أسماءَها
أنا ما بدأتُ لأنتهي بالحزنِ
جئتُ معاتباً زمني
فما في سلتي حقدٌ وكفنتُ انتقامي
واستعذتُ الخوفَ والشكوى من الأحزانِ
فاستبدل من الأيامِ يا قلبي الحزينَ رداءَها
هي وردةٌ ..
لن نلتقي ..
كفكفْ ، تعبتُ من العتابِ
ومن بقائك لوحةً
نجمٌ يطاردُ في الفضاءِ فضاءَها
ما بعدَ هذا اليومِ من صوتٍ يقولُ
لك السلامْ
في الصبحِ يا عمري
صباحُ الخيرِ
شكلُ الوردِ إنْ قالتْ صباحُ الوردِ
يرتبكِ الكلامْ
وتبدلِ الأوقاتُ سحنتَها
لتهجرَ ماءَها
.
لكنَّ بي أملاً يردده المحبُّ وعادةً
تدمي فمَ العشاقِ ترداداً
ويعتادُ المفارقُ هجرها وبقاءَها
.
لو عدتُ ثانيةً لأسوار الدراسةِ
عادَ لي تعبُ الكتابِ
وجدولُ القاعاتِ ، والنادي
ومقهى الطالباتِ
أنلتقي يوما معاً ؟
هل تستردُّ قصيدتي هيفاءَها .. ؟