البصر يعد من أهم ، و أخطر المنافذ إلى قلب الإنسان ، حيث أن الغالبية من الأمور الحياتية له قد دخلت من منفذ البصر أولاً ثم كان طريقها إلى القلب البشري ، و من ثم تأثره بها ، و لذلك السبب كان حرص الدين الإسلامي ، و تأكيده ، و أمره بغض البصر عن تلك الأمور المحرمة ، وأن لا ينظر المسلم إلا لما إباحة الله عز وجل له ، حيث كان أمر الله تعالى في كتابه العزيز بغض البصر ، و حفظ الفرج .
تعريف غض البصر :- هو حفظه ، و صرفه عن الأمور المحرمة ، و بالتالي لا تجد تلك المحرمات الطريق الذي تسير فيه لتصل إلى القلب إلا و هو البصر ، حيث أنه من المتعارف عليه في مسألة غض البصر هي عدم النظر إلى ما هو محرم على الإنسان النظر إليه سواء كان ذكراً ، أو أنثى ، و ذلك لأن النظر من جانب الشخص إلى ما هو محرم عليه سيعمل على إثارة شهواته ، و يقوم بتشجيعه على الوقوع في الزنا ، و كذلك المرأة عند إطالتها النظر إلى الرجل ، و بالأخص إذا كان وسيما فأنها من الممكن أن تتعلق به وتحب أن تنظر إليه ، و تراه و من ثم تبادله الحديث إلى نهاية المطاف والوقوع في المعصية ، حيث أن الوقوع في المعصية لا يأتي مرة واحدة ، و لكنه سيأتي في البداية من نظرة ، و لذلك كان حرص الدين الإسلامي على تجنيب الفرد المسلم كل ذلك من البداية و أن يسد الطريق على الشيطان حتى لا يتمكن من الدخول إلى الفرد المسلم و مفهوم غض البصر في الإسلام هو مفهوم غير مقتصر فقط على الشهوات الجسدية لكنه مفهوماً شاملاً لكل مناحي الحياة الإنسانية فالفرد المسلم مأمور بعدم النظر إلى مال غيره أو إلى عمل غيره أو إلى زوجة غيره أو إلى معيشة غيره المرفهة مثلاً أو أن ينظر شخصاً إلى أخر لأن الأخر لديه الأولاد أما هو فلا ، مما يعمل على إطفاء الروح السلبية على الفرد و على نفسه وانشغاله بأمور الدنيا ، و بالتالي انهماكه بها أو عدم رضاه لما أعطاه الله عز وجل له من نعم وحصر تفكيره في نفسه هو و ماذا يفضل به الآخرون عنه و ما الذي يجب عليه فعله ليكون مثل الآخرين و هكذا من تلك الأمور الدنيوية المتعددة ، و لذلك كان غض البصر والذي يجنب الفرد العديد من المشاعر السلبية والتي كانت من الممكن أن تجد مسلكاً إلى قلبه لكي تجعله يصاب بالحسد والحقد تجاه الآخرين .
الفوائد العديدة والإيجابية لغض البصر :- يوجد العديد من الفوائد التي تعود على الفرد المسلم من غضه لبصره و منها :-
أولاً :- الامتثال والطاعة لأمر ربه له بغض بصره .
ثانياً :- غض البصر يجلب رضا الله عز وجل على عبده .
ثالثاً :- غض البصر هو تطهير وتقوية للقلب البشري ، حيث أنه يورث فيه إحساس السرور والفرح ويعمل على تقوية الحكمة والفراسة والبصيرة لديه .
رابعاً :- يعمل غض البصر على تفريغ القلب البشري من ما فيه من مصالح أو أنانية ممثلة في الانشغال بالنفس ، حيث أن إطالة البصر يشتت صاحبه ويوقع به في الغفلة عن ذكر الله عز وجل .
خامساً :- غض البصر هو مفهوم يعمل على احترام خصوصيات الآخرين في المجتمع .
سادساً :- غض البصر هو أحد وسائل تحقيق الراحة النفسية ، و ذلك لمنعه المسلم من إحساسه بالحسرة و الحزن الناتجة عن وقوعه في المحرمات والذنوب في حالة عدم التزامه بغض بصره .
سابعاً :- غض البصر يحفظ الفرد المسلم من الوقوع في الكبائر والعلاقات المحرمة والأثمة مثل الزنا .
ثامناً :- التزام الفرد المسلم بغض بصره هو حماية للمجتمع ككل من انتشار الفواحش والمعاصي به .
تاسعاً :- غض البصر هو غلق لطريق الشيطان منذ البداية .
عاشراً :- غض البصر يقي الإنسان من الإصابة بالحقد والغيرة من الآخرين أي أن الإنسان سيحد من رؤيته لما ميز الله سبحانه وتعالى الآخرين به عنه هو وبالتالي فلن يكون عرضة للمقارنة بينه وبينهم في نفسه والتي كان من الممكن أن ينتج عنها حسده وكره وحقده للآخرين.
رد مع اقتباس
مواقع النشر