حين يتجاوز طفلك سنّ ستة أشهر، يصبح انفصاله عنك أمراً صعباً جداً وربما مستحيلاً، إذ إنه سيبكي فور رؤيتك تغادرين المكان الذي أنتما فيه أو حتى إن اختفيت عن ناظريه في غرفة أخرى. تشكل مرحلة انفصال الأم عن طفلها عند استئنافها لعملها خطوة صعبة ومؤلمة، حتى إن بعض الأمهات يستمررن في سماع أصوات بكاء أطفالهن بعد مغادرة المنزل، كما أن أغلب الأطفال يعيشون مرحلة القلق من الانفصال... ولكن للأسف، فإن بكاء الصغير سيكون أصعب بالنسبة لك أنت لأنك ستتأثرين به أكثر من الصغير نفسه.




لماذا يبدأ؟


يعيش أغلب الأطفال مرحلة رهاب الانفصال بين 8-12 شهراً، حين يدركون ان الأشياء موجودة حولهم حتى لو لم يستطيعوا رؤيتها. في هذه المرحلة، يشعر الصغير بأن والدته ووالده هما الشخصان الوحيدان اللذان يمكنه أن يشعر معهما بالأمان، لهذا السبب، يرتعب عندما يرى أحدهما يتجه نحو الباب. وبما أن الأولاد ليس لديهم مقياس وإطار معينان للوقت، لن يعي ساعة عودتهما حتى ولو كانت ثابتة كتوقيت العودة من العمل.




المخاوف الليلية


قد يبدأ طفلك فجأة بالبكاء الساعة 2 فجراً، لأنه فجأة استيقظ واكتشف أنك لست إلى جانبه، وهذا يمنعه من النوم من جديد فيستمرّ بالبكاء لأنه يعرف أنك ستسارعين إليه عند سماعه. ولكن عندما يتعلم كيف يهدئ من روعه وحده، سيتعلم أن يعود ويغفو وحده دون مساعدتك. لتشجعيه على الأمر، اتبعي نظاماً يقتضي أن تضعيه في سريره وهو لا يزال صاحياً ولكن خائر القوى، ثم اتركي الغرفة واتركيه يبكي لبضع دقائق. وافعلي الأمر نفسه حين يستيقظ خلال الليل على مدار أسبوع كامل.




التمرين يحسن الأمور


إحدى أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها أن تسهلي الانفصال عن طفلك هو التمرين على ترك طفلك مع من يعتني به وأن تفعلي ذلك بانتظام. الافضل أن تبدئي في سن 8 أشهر لتقوّي قدرة طفلك على الاحتمال. الافضل طبعاً أن تجرّبي هذه الحيلة عندما يكون صغيرك شبعان وحفاضه نظيفاً وبصحّة جيدة طبعاً.




روتين مريح


عندما يبدأ رهاب الانفصال عن الأولاد، من الضروري أن تعوّدي طفلك على طقس محدّد للوداع حتى إن لم تكوني ستتركينه في المكان نفسه. أطلعي الطفل إلى أين تذهبين وكم ستغيبين مهما كان صغيراً ولو لم يبدأ بالكلام بعد. بعد أن تودعيه، تفادي أن تلتفتي وتنظري إليه أو أن تراقبيه حتى لو لم يكن ينظر إليك.