في أواخر الحمل، يكبر البطن بشكل غريب، وتبدأ الملامح في التغير والقدمان في الانتفاخ، ومن ثم تُفاجئين بنظرات الناس من حولكِ؛ ما بين الشفقة أو الاستنكار أو الانزعاج، أنا عن نفسي كان أكثر ما يضايقني نظرات الشفقة.

وفقًا لتجارب بعض الأمهات، سنطلعك اليوم على أنواع نظرات الناس لكِ مع اقتراب موعد الولادة.

غالبية النساء الطويلات، مثل أختي وصديقتي أسماء، أكدن لي أن البطن بالكاد يُرى، وقد يظن بعض الناس أن لديهن انتفاخًا أو كرشًا عاديًا، وبالتالي يُحرمن من المزايا التي تنالها الحوامل، مثل الجلوس في المواصلات أو عرض المساعدة في حمل الحقائب.
أما مي التي تعيش في تركيا، فتقول إن السمة الغالبة سواءً في الشارع أو السوبرماركت، هي الرغبة في مساعدتها والابتسام لها، بالطبع فالأمومة تُحرك مشاعر جميلة في النفس، وتذكّر الناس بذكريات حلوة عن أبنائهم وبناتهم.
أما شاهندا، أم لثلاثة أطفال، فتقول إنها عندما كانت حاملًا في بنتيها التوأم، كان الناس يقولون لها: "أكيد أنتِ حامل في فيل صغير"، في الحقيقة، أُشفق جدًا على السيدة الحامل في توأم، ففي وسط استنكار كثير من الناس لشكل بطنها الكبير والمُلفت جدًا، يُفضّل بعض السيدات عدم إخبار أحد بخبر حملهن في توأم، وبالتالي يضطررن لتحمل نظرات الناس المنزعجة أو المستنكرة لبطونهن.


أما عن سحر، فتقول: "كُنت بنزعج جدًا من محاولة الناس للمس بطني واللعب مع النونو، وكأني كائن خرافي، في الحقيقة كُنت أكره ذلك جدًا، لأني وقتها بكون مرهقة جدًا، وبحس إن بطني هتنفجر"، وتقول سناء إن الناس كانوا يعلّقون على شكل أنفها وليس بطنها، وأنا أشعر بها جدًا، فمعظمنا يكبر أنفه مع كبر حجم بطنه.



ندى تقول: "كانت تعليقات الناس مزيجًا من المزاح والفرحة والسخرية، لكنهم كلهم كانوا بيدعوا لي"، وتؤكد نسرين أن تعليقات الناس كانت مُزعجة جدًا بالنسبة لها، إذ كانوا يقولون: "شكلك عديتي التاسع، وأنتِ مش حاسة روحي اكشفي"، وتُضيف أن هذه التعليقات السخيفة كانت تضايقها جدًا، لأنها كانت متعبة ومُرهقة، ولا تطيق سماع مثل هذا الكلام، خاصة لأنها كانت تشعر بتغير كبير في شكلها وزيادة حجم بطنها.
أما بالنسبة لرشا، ففترة الحمل كانت من أجمل اللحظات التي مرت بها، فتقريبًا "مصائب قوم عند قوم فوائد"، لأنها كانت تشعر بتقدير الجميع لها في المواصلات، حيث كان الجميع يقومون لها، وفي التاكسي، يسير السائق ببطء ويُطفئ السجائر، أما في بيت العائلة، فتكون مثل الملكة، كل إخواتها مُسخرون لخدمتها.
وتقول نهى إن الناس كانوا يُشعرونها بأن شكلها به شيء خاطئ بسبب كبر حجم بطنها، مضيفة: "كنت بتضايق جدًا وحسيت إني فعلًا مش طبيعية"، وعلى العكس، تقول بوسي إن جميع من حولها كانوا مستغربين شكلها بسبب صغر حجم بطنها وهي في أواخر الحمل، وأقنعوها بأنها لا تأكل جيدًا وأنها ظالمة للجنين، وحينما ذهبت للطبيب وهي منهارة وقلقانة، أكد لها أن حجم البطن ليس له علاقة بصحة الجنين، وأن من الطبيعي أن يختلف شكل البطن من سيدة لأخرى.


أكثر ما فاجئني أنني عرفت أن السيدات الحوامل لسن وحدهن اللاتي يتلقين نظرات استغراب لبطونهن، فهناك أيضًا السيدات المُتزوجات حديثًا، فزينب تقول: "من ساعة ما اتجوزت، والكل من قرايبي وجرياني ماشي يبحلق في بطني، يشوفوني حامل ولا لسه!".
ولاحظت أيضًا أن هناك سيدات كثيرات في أوائل الحمل، وبعضهن في أواخر الحمل، بطونهن لا تظهر، وبالتالي، يُحرمن من تعاطف الناس معهن في المواصلات والأماكن العامة،
أما عن السيدات اللاتي تكون بطونهن كبيرة بشكل مُلفت، فتتعبهن كثيرًا جدًا نظرات الانزعاج أو السخرية، بل وتعليقات المتحرشين في الشارع، مثل "مين اللي نفخك كده؟"، فمن الأشياء التي نفتقدها بشدة احترام خصوصية الآخر، خاصة السيدة الحامل التي يتسبب شعورها بالتعب والإرهاق في انزعاجها بشدة من أقل كلمة