هل تعلمين أن علاقتكِ بطفلكِ تبدأ قبل الولادة؟".. منذ اللحظة التي تشاهدين فيها نبض جنينكِ على شاشة جهاز الأشعة التليفزيونية، تنشأ علاقتكِ بهذا الكائن الرقيق الذي ينمو داخلكِ يومًا بعد يوم.

يستطيع جنينكِ أن يشعر بكِ كما تشعرين به، فقد أثبتت الدراسات أنه عند تعرض الأم للحزن أو التوتر العصبي في فترة الحمل، يتأثر الجنين بذلك وقد يكون ذا طبع عصبي في المستقبل، أو تلاحظ عليه علامات عدم الشعور بالأمان بعد الولادة، مثل مص الإصبع، أو التشنجات والصراخ المستمر دون سبب، أو رفض الرضاعة من ثدي الأم.
والعكس صحيح، فإذا كانت الأم في حالة من السعادة والسكينة في فترة الحمل، فإن الجنين يهدأ وتنتظم دقات قلبه، وقد يعبر عن ذلك بحركات خفيفة وليست ركلات قوية، تستطيع الأم الشعور بها وكأنه يعبر عن حبه وامتنانه لها بطريقته الخاصة.
لذا فإنه من الضروري أن تنشأ علاقة قوية وإيجابية بينكِ وبين جنينكِ خلال فترة الحمل، فإن ذلك من شأنه أن يعزز نموه بشكل سليم، ويعمل على تطوير إدراكه وحواسه، وإعداده للحياة الخارجية التي تنتظره.
كيف أتواصل مع جنيني؟

تتكون الحواس المختلفة لجنينكِ وتتطور وهو في داخلكِ، فتكون لديه القدرة على اللمس والاستماع والشعور والتذوق والتعلم في وقت مبكر جدًا.
أثبتت الدراسات الحديثة أن المولود يمكنه أن يتذكر الأصوات، التي اعتاد أن يستمع إليها وهو في بطن أمه، فنجد الرضيع يهدأ وينام في سكون عندما تضمينه إلى صدركِ، لأنه يشعر بالأمان عند سماعه لصوت دقات قلبكِ الذي اعتاد أن يستمع إليه دائمًا عندما كان جنينًا في رحمكِ.

يتعرف جنينكِ على صوتكِ الذي يستمع إليه عندما تتحدثين، فتحدثي إليه وهو في رحمكِ وعبري له عن حبكِ له وشوقكِ لرؤيته، وسيصله إحساسكِ بصدق وحب كبير.

ضعي يدكِ على بطنكِ في حنان وغني له الأغنية نفسها وكرريها له يوميًا، وسيتمكن من تذكرها بعد الولادة وينام في هدوء عند استماعه إليها بصوتكِ الدافئ.
يمكنكِ تكرار الأمر مع تشغيل مقطوعة موسيقية هادئة أو مقطع من القرآن الكريم، إذ يساعد ذلك على تطوير حاسة السمع وزيادة الإدراك لدى جنينكِ.
تجنبي الغضب والصراخ في فترة الحمل، فإن ارتفاع صوتكِ وزيادة حدته عند النقاش قد يفزع جنينكِ ويؤثر عليه سلبًا.
من الضروري بناء رابطة بين الأب والجنين أيضًا، فعندما تشعرين بحركة جنينكِ، امسكي بيد زوجكِ وضعيها على بطنكِ، ودعيه يشارككِ متعة التواصل مع صغيركما، مثل أن يقرأ له قصة قصيرة، أو يتحدث إليه بصوت حنون.
مثلما يمكن لجنينكِ تذكر الأصوات التي استمع إليها وهو في داخلكِ، فإنه يمكنه أيضًا تذكر النكهات والروائح التي تصل إليه من خلال السائل الأمينوسي المحيط به داخل رحمكِ، لذا يُنصح بتناول الأطعمة الشهية والحلوة والابتعاد عن التدخين والأماكن الملوثة والروائح الكريهة.

يمكنكِ الالتحاق بإحدى دروس اليوجا، فهي تمنحكِ فرصة رائعة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، إذ ستساعدكِ المدربة المختصة على الاسترخاء والتخلص من القلق والتوتر المصاحب للحمل.
أخيرًا، حافظي على هدوئكِ ودعي القلق جانبًا، وتأكدي أنكِ ستكونين أمًا رائعة، واستعدي للقاء صغيركِ الذي ينتظر لقائكِ كما تنتظرينه بفارغ الصبر.