في منزل فرانسيس...كان أليكس يجلس على طرف الكنبة ويهز رجله بسرعة من الغضب وهو ينظر الى ساعته...تأخرت بالقدوم هذه الـ..!..خرج من مكتب فرانسيس عندما سمع صوت صراخ... رأى فرانسيس يمسك بريانكا من شعرها ويجرها خلفه ويقول:

-"أتريدين اقناعي أنك لا تعرفين؟؟؟!"
-(قالت ببكاء)" اقسم انني لا أعرف...لا أعرف، ربما هذا غي حقيقي"

لطمها على وجهها بقوة مما جعلها تقع على الأرض...مشى أليكس ببطئ حتى صار يقف بجانب فرانسيس ثم قال:

-"أظن أن علينا تأديب ليزا بطريقة ما"

واشارا بعينيه الى بريانكا...شد فرانسيس على يده بغضب كبير جدا .. ليزا بفعلتها هذه، ان كان الأمر حقيقيا ... وان كانت فعلا خطيبة نيكولاس .. فإنها تجبره على فعل ما كره فعله دائما!..لم يرد قتل والدتها من اجلها...لم يرد ان يحرمها من امها خصوصا بعدما رأى تعلقها فيها...لكن حان الوقت لإعادة تربيتها...حدج بريانكا بنظرة حارقة .. كانت تضع يدها على خدها وتبكي بمرارة...ماذا فعلت ابنتها بنفسها!..انها ترمي نفسها الى الهاوية!
دنا فرانسيس منها ثم سحبها من شعرها وجرها على الأرض وهي تصرخ بألم ... اتجه بها إلى الخارج، لكن قبل ان يصبح قريبا من الباب رآه يفتح وتدخل منه ليزا بنظراتها النارية...اشتعل أليكس غضبا وأراد أن ينقض عليها ... ترك فرانسيس شعر بريانكا بدون وعي عندما رآها تمشي بسرعة نحوه.. قالت بصراخ:

-"كيف تتجرأ على فعل هذا!"

ثم دفعته بعيدا ليرجع عدة خطوات للخلف ثم انحنت لتمسك يد والدتها وتسندها اليها لتقف...قال فرانسيس من بين اسنانه:

-"هل ما قاله أليكس صحيح...هل أنت مرتبطة مع نيكولاس فيندار؟"
-"وما شأنك أنت بهذا!"

مشت مع امها نحو الدرج...لكن أليكس لم يسيطر على اعصابه وسحبها من يدها بقوة لتترك والدتها...ثم صفعها على وجهها وصرخ:

-"أنت أكثر فتاة غبية رأيتها في حياتي..غدا كان زواجنا!...لماذا لم .."

تفاقم غضبها عندما صفعها فقاطعته بركلة قوية في بطنه وهي تصرخ:

-"أنا حرة بما أفعل...ولم أوافق على هذا الزواج أصلا...ابتعد عن طريقي ولا تجعلني أفعل شيء لا يحمد عقباه!"

عندما ركلته وقع على ظهره فأمسكت بيد أمها التي تصنمت من هول الموقف بالنسبة لها...صعدت أول درجة فصرخ فرانسيس:

-"ليزا...قفي عندك وتكلمي معي"

شدت ليزا على يديها بحقد ثم قالت لوالدتها بهدوء:

-"اذهبي الى غرفتي واغلقي على نفسك"

كانت تريد بريانكا ان تعارض لكن عندما رأت نظرات ليزا المشتعلة ركضت على الدرج ولم تلتفت...استدارت ليزا لتنظر بعيني فرانسيس مباشرة وتقول:

-"ماذا تريدني أن أقول؟!..ليس بيننا أي كلام"
-"ليزا...اخبريني ان أليكس كاذب...وأنك لست على ارتباط بذلك الخبيث"

صرخ أليكس :

-"لقد رأيتها يعيني هاتين"

صرخت ليزا عليه:

-"ان لم تخرس فسوف افقأ عينيك هاتين"

ثم مشت بخطوات واسعة حتى صارت تقف مباشرة امام فرانسيس...قالت ببرود بنبرة تحمل كل ألوان الحقد:

-"أجل، أنا على ارتباط بنيكولاس آل فيندار...هو خطيبي من سنة، هل لديك مانع؟!"

جحظت عينيه بصدمة...منذ سنة أيضا؟!...ولم يكتشف!...قال أليكس بكره وهو يجلس على طرف الطاولة:

-"هذه نتيجة أفعالك يا فرانسيس..كنت متساهل معها! لأنك لم تأمر بمراقبتها أنظر ماذا حدث...اذا كانت ابنتك خطيبة نيكولاس...فماذا نقول لماكس؟"

حدجه فرانسيس ليصمت ثم عاد لينظر الى ليزا ويقول:

-"الحق علي أنا...لم أخبرك من قبل ان نيكولاس يعتبر من ألد اعدائنا...ليزا...ارجوك تفهمي الموقف ..عليك أن تبتعدي عنه...انا واثق من انك أذكى من الارتباط بعدو...فهو يمكنه أن يؤذيكِ...واعدك ان زواجك من أليكس لن يتم"

ضرب أليكس يد بيد من غيظه...انه يكره الطريقة التي يتعامل بها فرانسيس مع ليزا..يجب أن يضربها ويؤدبها لا ان يعرض عليها حلول!...قالت ليزا بدون مبالاة:

-"أنا أحببت نيكولاس، ولن أبتعد عنه أبدا...وأنتم تحملوا مسؤولية اخفائكم سرا كهذا عني"

ثم استدارت ومشت ببطئ ... تنهد فرانسيس وقد أيقن ان الكلام لن يفيد معها فنظر الى أليكس وكأنه يعطيه البطاقة الخضراء لفعل ما يريد...فابتسم أليكس وتقدم منها بسرعة...شد شعرها للخلف وهو يهمس:

-"سأريكِ سواد الشمس"

جلس فرانسيس بقلة حيلة على الأريكة وهو يراقب...حاولت ليزا ان تفك يده بعنف لكنه لن يسمح لها ابدا...ضربها على بطنها لتقع على الأرض ... قال :

-"حسنا...سنخبر حبيب قلبك أنك متّ...وسنأخذك بعيـــدا!"

استندت على يدها وهو تحاول أن لا تظهر له ألمها ثم قالت:

-"ستندم"

اقترب خطوة منها وقبل ان يقول شيء كانت قد سحبت رجله بقدمها فوقع على وجهه ثم وقفت بسرعة وسحبت المسدس من خصره...انزلت زناد الأمان ثم وجهته الى رأس أليكس مباشرة وهي تقول:

-"قلت لك ستندم"

كانت فعلا تريد القضاء عليه لكن يد فرانسيس التي لوت ذراعها للخلف ليأخذ المسدس فاجأتها...ظلت متمسكة بالمسدس وقامت بحركة سريعة لتستدير وتفك يدها منه...اشارت بالمسدس نحوه وهي تقول بغضب:

-"هل تظن انني سأتردد بقتلك انت مثلا؟"

ثم ابتعدت عنهما ليصبحا كلاهما امام عينيها ... قالت بابتسامة:

-"الآن سوف ينتهي كل شيء!"

رفعت المسدس نحوهما وكادت ان تطلق النار لولا ان رجل ما دخل المنزل بسرعة واطلق النار بحرفية عالية لترتطم الطلقة بمسدس أليكس الذي بيد ليزا ليطير بالهواء ...امسكت ليزا يدها بألم ونظرت بصدمة نحو ذلك الرجل...كان غريبا عليها ولم تره من قبل!...اقترب منها وقال بابتسامة:

-"واو ليزا...أخبرني أليكس عنك كثيرا.. لكن أن يصل بك الأمر لمحاولة قتل والدك لهو أمر كبير..."

مد يده بطريقة مستفزه لها طلبا للمصافحة ثم قال:

-"انا جوناثان...يمكنك القول أنني ابن ماكس!"

ظلت متصنمة بصدمة..هي لا تعرف أي شيء عن ماكس..ولا تعرف هذا الشخص...ولا تعرف ما يدور حولها !...قبل ان تستوعب الأمر كان أليكس يقف خلفها ويلف ذراعه حول عنقها ليخنقها...حاولت فك ذراعه لكنه كان مطبقا جيدا عليها...
أما بريانكا فعندما سمعت صوت اطلاق النار خرجت من الغرفة بسرعة ظنا منها انهم اطلقوا النار على ليزا...لكن عندما وصلت اول الدرج رأت رجلا يمد يده نحو ليزا...نزلت الدرج ببطئ وهي ترا مسدس مرمي بجانب ليزا ومسدس بيد الرجل...بلعت ريقها بخوف وظلت تمشي ببطئ..كانت حافية القدمين فلم تصدر صوتا في مشيها ولم ينتبه لها احد...فإن فرانسيس وأليكس يعطونها ظهرهما...أما الرجل وليزا يقفان أمامهما لكن لا ينظران نحوها...وصلت آخر الدرج واختبأت خلف الكنبة...ستساعد ابنتها مهما كلفها الأمر...رفعت رأسها لتنظر فرأت أليكس يقترب من ليزا ببطئ وكأنه نمر يريد الانقضاض على فريسته وفرانسيس يسير خلفه....ركضت بسرعة نحو المسدس الذي يقع بجانب أليكس فأنتبه جوناثان لها...عرف مباشرة أنها أم ليزا...أراد القيام بشيء يوقفها لكن ذهنه تشتت عندما دخل حارسين بطريقة سريعة للمنزل...ارتخت يد أليكس عن عنق ليزا فاستغلت الفرصة وانسلت من بين يديه بمهارة لكن صدمتها الكبرى عندما رأت أمها تمسك بالمسدس وتوجهه بيديها المرتجفتين نحو فرانسيس...رفع جوناثان مسدسه بسرعة ليوجهه الى بريانكا فنظر فرانسيس باستغراب نحوها...اما أليكس فظل ينظر نحو الحراس الذين دخلوا بهذه الطريقة باستغراب...ركلت ليزا يد جوناثان بسرعة ليطير المسدس من يده ثم صرخت:

-"امي ارمي لي المسدس"

لكن بريانكا تجمدت من الخوف من نظرات فرانسيس ومن فكرة قتله!...قال احد الحراس عندما رأى هذا الموقف المتوتر:

-"ماذا يحدث سيدي؟"

أجاب أليكس على مضض:

-"لا شيء..اخرجوا"

لكنهم لم يتحركوا...استعدادا للدفاع عن ليزا اذا حدث لها شيء!...في هذه اللحظات كانت ليزا تنتظر من امها ان ترمي المسدس بتوتر؛فأمها لا تستطيع اطلاق النار...وهي لا يمكنها القيام بأي حركة هجوم وهي محاطة بـ أليكس وفرانسيس وجوناثان...مشى فرانسيس ببطئ نحو بريانكا ...زادت ارتجافة يديها وعندما صار فرانسيس امامها قالت بتلعثم:

-"ابتعد قبل أن أطلق النار"

ضحك بقوة عليها...هي حتى لا تعرف كيف تمسكه فكيف ستطلق النار...بلعت بريانكا ريقها ثم نظرت الى ليزا...كادت ان ترمي لها المسدس ... لكن فرانسيس انقض عليها وسحب المسدس من بين يديها بعنف وصرخ:

-"لقد سئمت منكِ حقا"

وما ان قال جملته حتى انطلقت رصاصة من المسدس لتخترق رأس بريانكا ... سقط جسدها على الأرض بدون حركة بينما جحظت عيني ليزا بصدمة...توقفت انفاسها..ودقات قلبها!
ابتسم كل من جوناثان وأليكس بسخرية على ملامح ليزا ثم قال جوناثان:

-"اظن ان الجولة انتهت بانتصارنا!"

اظلم العالم بعيني ليزا ولم تعد قادرة على الحركة وهي ترا خط الدم يسيل من جبين امها الى الأرض...استدار فرانسيس لينظر اليها ببرود ثم قال:

-"انتِ وهي أجبرتماني على فعل هذا"

ثم رمى المسدس الى أليكس ليلتقطه الأخير ويقول:

-"هل قلتي أنني سأندم؟"

ثم ضحك واقترب منها ... امسك ذراعها وشدها معه نحو الدرج...سيحبسها في غرفتها الى اجل غير مسمى...ظل الحارسين يقفان مكانهما بصدمة وهما لا يعرفان ماذا يفعلان...نظر اليهما فرانسيس وقال بحده:

-"هيا اخرجا...لم يعد هناك خطر يهددني"

خرج كلاهما دون قول أي حرف...بلع احدهما ريقه وهمس للأخر:

-"ماذا سنخبر السيد سام؟"

لم يرد الآخر وهو يغلق الباب خلفه...رفع هاتفه واتصل بسام فأجاب الآخر بسرعة:

-"ماذا حدث؟"
-"لقد قتل فرانسيس والدة الآنسة ليزا!"

أما عند ليزا...فقد كانت تقاوم يد أليكس بكل ما يمكننها...تريد العودة لتقتل فرانسيس...تريد ان تخنقه بيديها الاثنتين..لكن قوتها تلاشت تماما عندما رأت أمها جثة هامده!..دفعها أليكس بقوة الى غرفتها وهو يقول:

-"اسمعي الكلام ولا تكوني غبية مثل والدتك والا لحقتي بها"

شدت على اسنانها ثم ركضت نحوه ... تريد اقتلاع عينيه...لكنه ابتعد عن طريقها بسرعة وسحب هاتفها من جيبها وقال:

-"هذا لنضمن أنك لن تتحدثي مع حبيب القلب!"

ثم خرج من الغرفة واغلقها بالمفتاح تارك اياها خلفه تقاوم دموعها...ما ان اغلق الباب حتى صرخت بصوت عالي ونزلت دموعها على وجنتيها:

-"سأقتلك يا فرانسيس...سأقتلك!!"


~~**~~**


وقف نيكولاس بصدمة وقد شحب وجهه عندما قال له سام بان فرانسيس قتل والدة ليزا وان جوناثان كان هناك!...قال :

-"وليزا؟!...هل حدث لها شيء؟...لا نريد ان نخسرها!"

تنهد سام وقال:

-"لم يحدث شيء خطير لها...وهي الآن محتجزة في غرفتها...وعلى ما يبدو ان هاتفها سلب منها"

وضع نيكولاس يده على ذقنه ثم قال:

-"حسنا إذن، عندما تصير الساعة التاسعة ليلا...أخرج ليزا واحضرها الى هنا"

هز رأسه بطاعة ثم خرج...جلس نيكولاس على كرسي مكتبه وهو يعقد حاجبيه...على الأقل هو تأكد الآن أن ليزا تكره فرانسيس جدا...وبعد ان قتل والدتها...فلن تتردد هي في فعل المستحيل لتدميره!...تذكر شيء ما فأغلق عينيه محاولا منع تلك الذكريات لكنه لم يستطع..رمى الاوراق التي بيده على الأرض بعصبية ثم خرج من المكتب...

أما سام فقد اتصل بالحراس الذين يحيطون منزل فرانسيس وشرح لهم الخطة التي سيخرجون بها ليزا من المنزل...كل ما عليهم فعله هو نقل الأخبار بالتفصيل أولا بأول إليه حاليا...
رتب كل الامور بانتظار الساعة التاسعة...وعندما جاء الوقت ركب سيارته وانطلق نحو المنزل بأسرع ما يمكنه...لم تمر الا 45 دقيقة تقريبا حتى وصل...ركن السيارة على مبعدة من المنزل واكمل طريقه سيرا...عندما وصل، فتح الحرس له الباب خلسة فسأل بسرعة:

-"أين هم الآن؟"
-(احدهم رد)"انهم في مكتب فرانسيس مجتمعين"
-"حسنا اذن...اخبروني أين هي غرفة الآنسة ليزا"

اخذه احدهم نحو المكان التي تطل عليه شرفة غرفة ليزا وقال:

-"هذه الشرفة تدخل مباشرة الى غرفتها"
-"جيد جدا..."

نظر بتفحص الى الجدار .. لا يوجد شيء سيساعد على التسلق!..وقبل أن يتفوه بحرف جاء حارس آخر وبيده حبل يوجد بآخره خطاف ثم قال:

-"حسبنا حساب الأمر"

ابتسم سام برضى واخذ الحبل...ابتعد الحارسين عنه كل واحد الى جهة ليراقبوا المكان...رمى سام الحبل فتمسك الخطاف بالسور بعد أن انحشر بعضه بين فتحات النقوشات...
كانت ليزا تجلس على الأرض وتضم ركبيتها الى صدرها وتدفن وجهها بهما وتبكي بحرقة...سمعت صوت يصدر من الشرفة لكنها لم تهتم وظلت على حالها...بعد قليل سمعت صوت خطوات تقترب منها...رفعت رأسها ببطئ ونظرت الى صاحب الخطوات..لكن رؤيتها كانت مشوشة بسبب الدموع والظلام...عادت الى وضعيتها ولم تهتم، مهما حدث الآن فهي لا تهتم!...نظر سام حوله وتفاجأ من منظر الغرفة...وكأن اعصار ضربها!...كل شيء محطم...تمتلئ الأرضية بالزجاج !.. وكل شيء منكوش .. والوضع مزري حقا...تخيل شكل ليزا وهي في غمرة حزنها وتتسبب بكل هذا الدمار!...انها حقا اعصار...اوجعه قلبه عليها قليلا ونظر اليها ... لقد كانت الغرفة مظلمة وبالكاد يستطيع رؤية شيء بفضل الضوء المتسلل من الحديقة الى شرفتها...
جلس القرفصاء أمامها ثم قال:

-"آنستي، دعينا نخرج من هنا"

رفعت رأسها ونظرت اليه بوجوم بعدما تعرفت الى صوته...قالت بصوت مبحوح من الصراخ والبكاء:

-"لن أذهب إلى أي مكان، لن أخرج من هنا قبل أن أقتل فرانسيس وأليكس معا"

تنهد ولم يعرف كيف يواسيها في محنتها..نزلت دمعة من عينها فمسحتها بسرعة...لا تحب ان يراها احد تبكي..وضع يده على كتفها وقال:

-"اذا بقيتي هنا فلن تتمكني من فعل شيء..ستظلين تحت سلطتهما!...دعينا نذهب الى نيكولاس..هو سيساعدك في انتقامك...سيكون كل شيء بمتناول يديك!"

ابعدت نظرها عنه وهي تفكر في الأمر...حقا هي ستبقى تحت سلطتهم اذا بقيت هنا...وقد يفعل أليكس أشياء تؤذيها...وربما تحولها لعاجزه!..
وقفت ببطئ ومسحت وجهها بيديها ... فعلم سام انها وافقت...ابتسم ثم وقف وسبقها الى الشرفة...قال لها بصوت منخض:

-"هل يمكنك النزول بالحبل؟"

هزت رأسها بالإيجاب فنزل قبلها لتمسك هي الحبل بعده وتنعزل خلفه...عندما وصلا الى الأرض جاء الحراس بسرعة اليهم...ظنت ليزا انهم سيمنعونهم من الخروج فشحب وجهها...لكنها سرعان ما ارتاحت عندما قال احدهما بسرعة:

-"لقد خرجوا من المكتب وقد يذهبون الى غرفتها...اخرجا بسرعة هيا"
-"اسمعوا...بعدما نخرج من هنا بنصف ساعة ... اخرجوا انتم جميعكم ايضا واختفوا عن الانظار لفترة..قد يؤذيكم فرانسيس"

اومأوا بالإيجاب وليزا مصدومة!..طوال الوقت كان حراس منزلهم تابعون لنيكولاس!
امسك سام بيدها وسحبها خلفه بسرعة...خرجا من المنزل وتوجها الى سيارته...فتح لها الباب وانتظرها حتى جلست ثم جلس هو خلف المقود وشغل السيارة وانطلق مسرعا مما جعلت العجلات تصدر صوتا...شدت ليزا على يديها بحزن ... هي حتى لن تتمكن من توديع جثة امها!...ربما يكون فرانسيس قد دفنها الآن دون أي اهتمام!
عضت على شفتها السفلى في محاولة لمنع بكائها لكنها لم تستطع...وصل صوت انينها الى اذني سام فقال بلطف:

-"آنستي...يجب أن تكوني قوية من أجل أن تواجهيهم"

مسحت دموعها وهي تومئ بالإيجاب...لكن قلبها يؤلمها...فقدت شخص مهم آخر في حياتها...بل انها كانت الشخص الوحيد المهم في حياتها وتكافح لحمياته!...بلعت غصتها ثم عقدت حاجبيها بغضب وهي تهمس:

-"سأجعلهم يندمون!"

ثم التفتت للخلف .. تذكرت انها تركت اللابتوب الخاص بها في سيارة سام خوفا من أي طارئ...حتى لا يذهب عملها هباء!
استغرب سام عندما رأها تأخذ شيء من الخلف...نظر اليها فرأها تفتح اللابتوب في حضنها...فتح عينيه بصدمة وهو يقول:

-"تركتيه هنا !"
-"تركته هنا لأن فيه عمل مهم جدا...خفت أن يأخذه أحد في ذلك الجو المتوتر"

صمت .. وهو لا يعرف ما يقول...انها تفكر في كل شيء قبل ان تخطو اي خطوة...بدأت ليزا بإكمال كتابة الرسالة .. كلما مر في بالها شكل امها وهي جثة هامدة يزيد حقدها وألم قلبها...
اكملت كتابة الرسالة ... ومن بعدها اخذت نظرة سريعة على الملفات التي سترفقها مع الرسالة وعدلت بعض الاشياء...ثم انهت بعض التفاصيل الدقيقه و قالت:

-"يوجد في القصر انترنت أليس كذلك؟"

قالت جملتها عندما رأت القصر يلوح لهم بأضوائه الكثيرة من بعيد...هز سام رأسه فقالت:

-"جيد جدا"

استغرب سام...ما هذا العمل الذي جعلها تركز فيه طول الطريق وكانها لم تكن تبكي على امها قبل قليل!...فُتحت البوابات ليركن سام السيارة جانبا...نزل من السيارة ثم فتح الباب لليزا...كانت ما زالت مشغولة في تدقيق بعض الامور، حفظت عملها ثم اعطت اللابتوب لسام وقالت بصوتها المتعب:

-"اكتب كلمة السر"

اخذ منها اللابتوب فنزلت من السيارة واغلقت الباب...مرت عدة ثواني ثم اعاد سام اللابتوب لها ليقول:

-"هل يمكنني ان اسأل ماذا تفعلين؟"
-"انني ابدأ انتقامي، سأرسل رسالة الى جميع اعضاء اجتماع روسيا الذي حضره أليكس فيها بعض الاتهامات ضد شركته مع دلائل...بعدها سأرسل الملفات الملعوب بها واثبتها في نظام الشركة لتثبت التهم عليهم...ثم سأتبع الملفات بفيروس يعطل عمل النظام ليومين او ثلاثة"

رفع حاجبيه باعجاب وصدمة فابتعدت عنه ليزا ... ثم تربعت على الأرض وبدأت بإرسال كل شيء وفعل كل ما يحتاجه الامر لينجح....ظلت على حالتها مدة نصف ساعة أو أكثر وفضل سام عدم ازعاجها...واخيرا اكملت عملها، رفعت رأسها الى السماء لتغمض عينيها بألم مانعة دموعها من السقوط، يجب أن تكون قوية وأن لا تظهر ضعفها أمام عائلة فيندار أبدا!...(كما واجهت خسارتي السابقة بقوة...يجب أن أواجه خسارتي هذه بقوة اكبر الآن!)
وقفت بتعب .. واقتربت من سام...اعطته اللابتوب وقالت:

-"ابقه في مأمن...لا أريد أن ادخله معي"

تأمل ملامح وجهها وابتسم..هذا أفضل..لقد اختفى انتفاخ عينيها الذي كان موجود بسبب البكاء..حتى نبرة صوتها تحسنت..اقترب منها اكثر...رتب شكل شعرها تحت نظراتها المستغربة ثم اخذ منها اللابتوب ثم قال:

-"هكذا تبدين أفضل.."

ابتسمت له باستغراب ثم رتبت شكل ملابسها ... حقا يبدو ان شكلها مزري بسبب هيجانها في غرفتها...نظرت الى نفسها في مرآة السيارة وانزلت غرتها الى وجهها وهي تقول:

-"آمل أن أمثل الدور بنجاح في الداخل"

ثم تنهدت بحزن ومشت نحو الباب...هز سام رأسه بأسف على حالها واستدار مبتعدا وهو يرفع الهاتف ليخبر نيكولاس انها جاءت...
عندما صارت ليزا امام الباب فتحه لها الحراس فدخلت بخطوات واثقة، انقتل الى مسامعها صوت ضحك عالية ... لكن لا يوجد أحد في هذه الصالة المفتوحه...بحثت بعينيها عن مصدر الضحك لكن لم تعرف أين...كان هناك اصوات كثيرة..يبدو أنهم يسهرون في مكان ما
ابتسمت بسخرية ومشت نحو الكنب...لا تذكر انها سهرت وضحك منذ أن...تجمعت الدموع في عينيها لذكرياتها لترسم خطين متوازيين على وجنتيها...مسحتها بسرعة قبل أن يراها أحد ثم جلست على احدى الكنبات وهي ترسم على وجهها ملامح البرود...
فجأة سمعت صوت يأتي من خلفها:

-"أهلا ليزا"

التفتت...فرأت نيكولاس يمشي نحوها ووجهه خالي من أي تعبير...ظلت تتبعه بعينيها حتى جلس امامها وقال:

-"آسف بشأن والدتك"

انزلت رأسها قليلا ثم رفعته ولم تتغير ملامحها لتقول:

-"لا داعي لتأسفك"

قدم ظهره للأمام ووضع يديه على ركبتيه ثم قال:

-"اسمعيني جيدا ليزا، أنا أرى انك في خطر كبير .. أكبر من الخطر الذي هو موجه لي.. أنتِ ، يريدك أليكس لنفسه...وأيضا فرانسيس يسعى خلفك، واتفاقنا سيكون كـ التالي: أأمن لك الحماية التامة منهم، بينما انتِ يجب عليك أن تخبريني بكل شيء تعرفينه عن فرانسيس وأليكس...وايضا سنتعاون كلينا في الإنتقام منهم"

لم تهتم ليزا لأي كلمة قالها وظلت صامته لدقيقة...ثم عدلت جلوسها وقالت:

-"نيكولاس...بما أن الحراس جميعهم كانوا تحت أمرك، لماذا لم يقوموا بحماية أمي؟"

امتقع وجهه، لم يتوقع سؤالها...هو يعرف أن حراسه أخطأوا ، لكن ليس هو الملام!...صحيح أنه امرهم ان يهتموا بليزا فقط...اجابها:

-"أوامري لهم كانت تقول بأن يحموك انتِ فقط، لم أظن أن والدتك قد تكون عرضة للاصابة!"
-"وهل قدموا..."

لم تكمل جملتها وصمتت...ثم تغيرت نظراتها لنظرات غريبة نحوه وهي تقول:

-"أنت ماذا تستفيد من الانتقام منهما؟...ولماذا أنت ألد اعدائهما؟...ثم ان هناك شخص كان اسمه جوناثان في المنزل..هل تعرفه؟"

لم يجبها لانه رأى ساندرا تخرج من الصالة الداخلية متجهة للمصعد..لكنها توقفت في آخر لحظة عندما لمحت نيكولاس يجلس هناك مع ليزا...لوحت بيدها وهي تقول:

-"هل اشتقت اليها بهذه السرعه!؟"

التفتت ليزا نحوها ثم اعادت نظرها الى نيكولاس بدون اهتمام...وقف نيكولاس ومد يده لليزا وهو يهمس:

-"ستحصلين على اجابات، لكن دعينا نذهب الى مكتبي"