يشير كثير من الدراسات الحديثة أن معدّل ممارسة العلاقة الحميمة في الجيل الحالي أقل كثيرًا من الجيل السابق، وهذا يحدث بالتبعية مع كل جيل والجيل السابق له، تُرى ما سبب قلة الإقبال على العلاقة الحميمة مع تطور الأجيال؟ ولماذا نمارس العلاقة الحميمة بشكلٍ أقل من أجدادنا، رغم ما نمتلكه من وسائل ومعلومات؟
أسباب نقص ممارسة العلاقة الحميمة في جيلنا الحالي:
1. زيادة المعلومات عن العلاقة الحميمة:
من المدهش أن تكون المعلومات سببًا في العزوف عن العلاقة الحميمة، ولكنها الحقيقة!
لوحظ أنه في الخمس سنوات الأخيرة زاد وعي الأفراد كثيرًا عن العلاقة الحميمة وتفاصيلها الدقيقة، وأصبحت المعلومات متاحة للجميع مجانًا عبر مواقع الإنترنت المختلفة، ووجد العلماء أن عقل الإنسان يفكر بطريقة عكسية في هذه الحالة، بمعنى: كلما زادت معلوماتكِ عن العلاقة الحميمة، تقل رغبتكِ في ممارستها، وتزداد رغبتكِ في الوصول للشكل المثالي للعلاقة، ويصبح من الصعب الحصول على الرغبة والشرارة الأولى لبدء العلاقة، على عكس الأجيال السابقة، كانت المعلومات أقل، ولذلك كانت الرغبة واللهفة لشريك الحياة في السرير أكثر.
2. زيادة المواقع الإباحية:
لجوء كثير من الرجال وأحيانًا النساء إلى الجلوس بالساعات أمام المواقع الإباحية لمشاهدة أفلام ليس لها علاقة بما يحدث في الواقع، يجعل من الصعب على كلٍ منهما الاستمتاع بالعلاقة الحقيقية مع شريك حياته.
يقارن الزوج المدمن على المواقع الإباحية بين زوجته وبين الموديل، التي تظهر في الإعلانات والأفلام الإباحية، وتظل المرأة تقارن زوجها وحركاته في السرير بما يفعله الممثل، ولا يدري كلاهما أن ما يرونه على الشاشات ليس له علاقة بالواقع، وأن المشاعر الحقيقية هي الطريق إلى السعادة، وفي كل الحالات تقل الرغبة عند الطرفين في العلاقة الحميمة.
3. نمو عقل الإنسان:
بمرور الوقت يتطور عقل الإنسان وتزداد قدرته على طرح الأسئلة والوصول إلى إجابات، وهذا سر الطفرة التكنولوجية الحديثة، ما علاقة هذا بالعلاقة الحميمة؟
مع كل مرة تفكرين فيها أو يفكر فيها زوجكِ في العلاقة الحميمة لا يخلو العقل من طرح أسئلة تعيق بدء العلاقة، مثل: هل هذا هو الوقت المناسب؟ هل سأستطيع الاستيقاظ مبكرًا من أجل العمل؟ متى ستنتهي العلاقة، فلا يمكن أن تطول حتى أستطيع الاستحمام؟ إلخ من الأسئلة التي لا تنتهي.
بالمقارنة التي أجراها العلماء مع الأجيال السابقة، كانت العلاقة تسير بطريقة أكثر سلاسة، وعدد الأسئلة التي تدور في ذهن الأزواج أقل كثيرًا، ويرجع السبب إلى التحديات والتسارع المستمر في نمط الحياة التي يعيش فيها جيلنا الآن.
4. المسؤوليات وضغوط الحياة
مع كثرة الأعباء والعمل ومسؤوليات المنزل والأبناء وضغوط الحياة والمعيشة التي نحياها كل يوم، يقل الوقت الذي يقضيه الزوجان معًا وهو ما يؤثر بالتبعية على معدل العلاقة الحميمة بينهما.
5. القدرة الجسمانية مع تقدم العمر
تقل القدرة الجسمانية على ممارسة العلاقة الحميمة، إذ تكون في ذروتها في العشرينات والثلاثينات وتقل في الأربعينات وهكذا.
مواقع النشر