الجميع يهتم بنظامك الغذائي في أثناء الحمل وضرورة الراحة التامة، لكن لا أحد يكترث لصحتك النفسية والعقلية، فماذا لو أخبرتكِ بأن الضغط العصبي المستمر في أثناء الحمل قد يؤثر على نمو جنينكِ، وكذلك عندما يكبر؟




أثبتت دراسة حديثة أن الإجهاد والضغط النفسي ومشاعر الخوف التي تمر بها السيدة الحامل تؤثر في نمو الجنين منذ الأسبوع 17.


فالجنين يستجيب للمؤثرات البيئية، وهو في رحم أمه ويستطيع التعرف على الأصوات والضوء ويتأثر بالحالة العاطفية للأم، وقد أثبت الباحثون في أنشطة الأجنة في الأرحام أن الجنين عندما يستمع لصوت أمه وهي تقرأ له قصة، يتغير عقله حسب ما تتلقاه أذناه.




وبالمثل أثبت الباحثون أن الإجهاد الذي تمر به الحامل، سواء بسبب تأثرها لحالة وفاة أو تشخيص حالة قريبة منها بالإصابة بالسرطان أو علاقتها بالأب، قد يكون له آثار سلبية في نمو الطفل على المدى البعيد:

تزيد معدلات الولادة المبكرة ويقل وزن المولود.
يتأثر النمو العقلي للجنين وتزيد احتمالية إصابة الطفل فيما بعد بالشيزوفرينيا، وكذلك معاناته من بطء في التعلم والمشكلات السلوكية مثل اضطراب فرط النشاط والحركة (ADHD).
ثبت أن الأطفال والرضع الذين مرت أمهاتهم بحالات ضغط نفسي في أثناء الحمل، تقل نسبة مستوى الذكاء (IQ) لديهم بمقدار 10 نقاط تحت المتوسط.
كيف يؤثر الضغط النفسي للأم في الجنين؟

يؤدي الإجهاد النفسي للأم إلى حدوث تغير في جينات المولود فضلًا عن زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الدم، والذي يؤدي على المدى البعيد إلى الشعور بالتعب والاكتئاب ويجعل الإنسان أكثر عرضة للمرض.

وبالنسبة للحامل، لاحظ الباحثون زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في السائل الأمنيوسي الذي يُحيط بالجنين. ومن ثم يتأثر عقل الطفل بنسبة هرمون الكورتيزول الذي يتعرض له.

كيف يُمكنني التغلب على الضغط النفسي خلال الحمل؟

1. ينصح الأطباء الحوامل برعاية صحتهم العقلية، والبعد عن أي مسببات للضغط العصبي والقيام بأنشطة يحبونها.

أعراض التوتر والضغط العصبي

2. تحدثي إلى طبيبكِ بشأن شعوركِ بالإجهاد، فيُمكنكما معًا أن تجدا حلًّا لما تشعرين به، كأن تُمارسين اليوجا أو التأمل أو العلاج بالتحدث إلى أحد أقاربكِ أو طبيبكِ النفسي.

3. دندني أغنيتكِ المفضلة، فالموسيقى تساعد في التحكم بمستويات الكورتيزول في الدم.

4. استرخي واستمتعي بحمام دافئ أو اشربي مشروبكِ المفضل، واستغلي بعض الوقت في القراءة، فعندما يأتي مولودكِ الصغير لن تجدي الوقت لتدليل نفسكِ.

وأخيرًا من منَّا لا يتعرض للضغط النفسي في حياته اليومية، فهو أمر يصعب التحكم فيه، لكن حفاظًا على سلامتك وسلامة جنينكِ، إذا تعرضتِ لموقف صعب تُعانين من آثاره لفترة طويلة، فأنصحكِ باستشارة الطبيب لتلقي العلاج النفسي المناسب، وأن تحرصي على بناء علاقة قوية مع طفلكِ منذ الولادة، لتخفيف ما تعرض له من آثار خلال وجوده داخلك.