تعد رواية (السيدة دالاوي) من أهم الروايات الأدبية التي صدرت في أوائل القرن العشرين ، حيث انها ضمن أوائل الرواية الأدبية التي اعتمدت على أسلوب وصف مشاعر أبطال الرواية بدقة باستخدام التشبيهات اللغوية والتي تجعل القارئ وكأنه يعيش أحداث الرواية ، كما استطاعت الكاتبة أن تجعل أحداث الروية تسير خلال ثلاث خطوط متوازية بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وأن تنسج هذا السرد الغريب بطريقة مدهشة وإبداعية .حول رواية (السيدة دالاوي )وتدور أحداث الرواية بشكل كامل خلال يوم واحد تعيشه السيدة كلاريسا دالاوي ، حيث كانت البداية وهي تقوم بالتحضير لحفل تقيمه الليلة وأول مكان تذهب له هو لندن ، حتى تشتري الزهور الخاصة بالحفل وخلال رحلتها تتذكر كلاريسا اليوم التي وافقة فيه على الزواج من السيد ريتشار دالاوي منذ 30 عام بدلاً من صديقها بيتر وولش.وبعد ذلك تأخذنا الكاتبة في رحلة قصيرة خلال فترة شباب السيدة كلاريسا ، حيث تبدأ بتذكر أصدقائها المقربين وعلى رأسهم سالي سيتون ، التي طالما اعجبت كلاريسا بتمردها وانطلاقها وحبها للحياة . وتعود السيدة كلاريسا للبيت لاستكمال التحضيرات لخاصة بالحفل ، ولكن المفاجئة هي زيارة حبيبها القديم بيتر وولش لها دون سابق ترتيب لهذه الزيارة ، حيث عاد السيدة بيتر وولش بعد أن عاش 5 اعوام في الهند ، وخلال الزيارة لا يستطيع العشقان ألا يتحدثان عن الماضي وأيامهم الجميلة ، ويتسأل بيتر عما اوصلهم غلى هذه الحالة البائسة ، ولكن القدر يرسل ابنة كلاريسا حتى ينتهي الحديث في هذا الامر .وخلال الحفل الكبير الذي تقيمه كلاريسا تلتقي البطلة بمجموعة كبيرة من أصدقاء ومعارف الماضي ، مما يجعلها تشعر بالسعادة لحظات وبالضيق لحظات أخرى ، وعلى الرغم من التنظيم الرائع للحفل ، إلا أن كلاريسا شعرت في نهاية اليوم بضيق يجعلها تعيد التفكير في القرارات التي اتخذتها على مدار الثلاثون عام الذين ماضوا.نبذة عن الكاتبةفيرجينيا وولف هي من أهم الروائين في تاريخ الأدب الإنجليزي ، وولدت الكاتبية في الخامس والعشرون من يناير عام 1882 ، وكان لفرجينا طريقة مميزة في الكتابة ، مما جعل جميع أنظار الأدباء والمثقفين تتجه نحوها بعد فترة الحرب العالمية الأولى .ونشأة فيرجينيا في عائلة مرموقة في ذلك الوقت ، حيث كان والدها ( السير ليزلي ستيفن ) أحد أهم المؤرخين وأيضاً كان كاتباً وناقداً أدبياً شهير ، ومن أهم أعماله هو ( معجم السير الوطنية ) ، وولدتها كانت عارضة أزياء شهيرة عرفت بجمالها الذي أبهر الرسامين في ذلك الوقت .أبرز أعمال فيرجينيا وولف– رواية رحلة من أصل صدرت عام 1915– رواية الليل والنهار صدرت عام 1919– رواية غرفة جاكون صدرت عام 1922– رواية السيدة دالاواي صدرت عام 1925– رواية إلى المنارة صدرت عام 1927– رواية أورلاندو صدرت عام 1928– رواية الأمواج صدرت عام 1931– رواية السنوات صدرت عام 1937– رواية بين الأعمال صدرت عام 1941وتوفت الكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف في 28 مارس عام 1941 أثر انتحارها غرقاً في نهر (أوس) وذلك بعد معاناة كبيرة من الاكتئاب والاضطرابات النفسية والتي زادت بعد تدمير منزلها خلال الحرب العالمية الثانية ، ووجدت جثتها في 18 إبريل عام 1941 .وكتبت فيرجينا رسالة انتحارها وتركتها في المنزل، وكان نصها ( عزيزي , أنا على يقين بأنني سأجن , ولا أظن بأننا قادرين على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى , كما ولا أظن بأنني سأتعافى هذه المرة.لقد بدأت أسمع أصواتاَ وفقدت قدرتي على التركيز. لذا سأفعل ما أراه مناسبا لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أي احداً قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الإثنين سوية إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع ، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أنني أفسد حياتك وبدوني ستحظى بحياة أفضل. أنا متأكدة من ذلك, أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد, لا أستطيع أن أقرأ. جل ما أريد قوله هو أنني أدين لك بسعادتي. لقد كنت جيدا لي وصبوراَ علي. والجميع يعلم ذلك. لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت. فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد. لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحد شعر بالسعادة كما شعرنا بها.)